«إياتا»: 4% ارتفاع متوقع لأرباح شركات الطيران في 2018

  • 6/6/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

كشف الاتحاد الدولي للنقل الجوي عن توقعاته بأن تحقق شركات الطيران صافي أرباح إجمالي بقيمة 33.8 مليار دولار (هامش ربح صافي بمعدل %4.1) خلال عام 2018. ويأتي هذا الأداء القوي، بالرغم من الزيادة الحاصلة في التكاليف، وبخاصة أسعار الوقود، وتكاليف اليد العاملة، وارتفاع دورة أسعار الفائدة. وتجسد هذه التكاليف المرتفعة العامل الأساسي وراء انخفاض سقف التوقعات عن سابقتها الصادرة خلال ديسمبر 2017، التي بلغت 38.4 مليار دولار. وخلال عام 2017، سجلت شركات الطيران معدل صافي أرباح قياسياً بلغ 38 مليار دولار، وهو الرقم الذي شكل ارتفاعاً ملحوظاً عن الأرباح المتوقعة سابقاً لذلك العام، التي بلغت 34.5 مليار دولار. هذا وتأتي معدلات المقارنة مع عام 2017 متأثرة بشكل كبير بعدد من العوامل المُحاسبية الخاصة، مثل الائتمانات الضريبية لمرة واحدة، التي أسهمت في تعزيز الأرباح خلال عام 2017. وعلى الرغم من تسجيل الأرباح على المستوى التشغيلي لمعدلات مرتفعة وفقاً للمعايير السابقة، فإنها تسجل انخفاضاً بطيئاً منذ عام 2016، وذلك نتيجة الارتفاع المتسارع في التكاليف. ومن المتوقع أن يبلغ العائد على رأس المال المستثمر نسبة %8.5 خلال عام 2018، بانخفاض عن نسبة %9 المسجلة في 2017. ويبقى هذا الرقم أعلى من تكلفة رأس المال الوسطية، والتي ارتفعت بدورها لتصل إلى %7.7 مع عائدات سندات أعلى، بالمقارنة مع نسبة %7.1 التي سُجلت عام 2017. وينطوي هذا العامل على أهمية كبيرة لجهة جذب رؤوس الأموال الضخمة اللازمة لتوسيع أسطول وخدمات القطاع. العوامل الدافعة للتوقعات 1 – التكاليف: يتوقع «الأياتا» أن تبلغ التكلفة الوسطية السنوية لخام برنت 70 دولارا للبرميل. وهو ما يجسد ارتفاعاً بنسبة %+27.5 عن القيمة المسجلة خلال عام 2017 والبالغة 54.9 دولارا للبرميل، وعن توقعات «أياتا» السابقة التي بلغت 60 دولارا للبرميل. ومن المتوقع أن ترتفع أسعار وقود الطائرات بنسبة %+25.9 لتصل إلى 84 دولارا أميركيا للبرميل. كما ستشكل تكاليف الوقود نسبة %24.2 من إجمالي التكاليف التشغيلية، بارتفاع عن نسبة %21.4 خلال عام 2017. كما من المتوقع أن ترتفع تكاليف الوحدات الإجمالية بنسبة %5.2 هذا العام، بزيادة ملحوظة عن نسبة %1.2 المسجلة عام 2017. 2 – الإيرادات: يحقق مشهد الإيرادات القوي نوعاً من التوازن في مقابل الارتفاع المتسارع في التكاليف، وذلك بالتزامن مع استمرار زيادة الطلب من المسافرين والشاحنين بصورة تتجاوز المعدل الوسطي، والتحول الإيجابي في الأسعار. ومن المتوقع أن تزداد الإيرادات الإجمالية لتصل إلى 834 مليار دولار، وذلك بارتفاع بنسبة %10.7 عن قيمة 754 مليار دولار المسجلة عام 2017. كما من المتوقع أن ترتفع إيرادات الوحدات بنسبة %4.2 خلال عام 2018، وهي قيمة منخفضة بالمقارنة مع ارتفاع تكاليف الوحدات البالغ %5.2، الأمر الذي سيفضي إلى تقليل هوامش الأرباح. 3 – الطلب: من المتوقع أن تحقق حركة المسافرين نمواً بنسبة %7.0 خلال 2018، وهو رقم يمثل تباطؤاً عن معدل النمو المسجل عام 2017 والبالغ %8.1، إلا أنه يبقى أعلى من المعدل الوسطي للسنوات الـ20 السابقة عند %5.5، وذلك للسنة السادسة على التوالي. ويستفيد الطلب من الزخم العائد للنمو الاقتصادي القوي والتحفيز الناتج عن الخدمات المباشرة للمسارات المباشرة بين المدن. ومن المتوقع أن تزداد السعة بنسبة %6.7 وفق معدل مماثل لنظيره المسجل عام 2017، جنباً إلى جنب مع عامل الحمولة الذي يُتوقع أن يرتفع بنسبة %81.7، بارتفاع طفيف عن المعدل المسجل عام 2017 والبالغ %81.5. كما من المتوقع زيادة أعداد المسافرين لتصل إلى 4.56 مليارات مسافر، وهو ما يشكل ارتفاعاً بنسبة %6.5 عن الرقم المسجل عام 2017 والبالغ 4.1 مليارات مسافر. كما نتوقع نمو عائدات المسافرين بنسبة %3.2 عام 2018، وذلك بعد انخفاضها بنسبة %0.8 خلال العام المنصرم. كما سجل عام 2018 تعزيزاً في العائدات للمرة الأولى منذ 2011، الأمر الذي أتى مدفوعاً بالارتفاع المسجل في تكاليف الوحدات بنسبة %5.2. 4 – التدفق النقدي: مع انضمام 1900 طائرة إلى عمليات شركات الطيران عام 2018 ــــ بالمقارنة 1722 طائرة عام 2017، لذا فإنه من المتوقع حصول زيادة في النفقات الرأسمالية. ومع الأخذ بعين الاعتبار انخفاض العائدات النقدية الناتجة عن العمليات بسبب ارتفاع التكاليف وزيادة الإنفاق الرأسمالي، يتوقع انخفاض التدفق النقدي إلى نحو 4 مليارات دولار أميركي. عوامل الخطورة يمكن لحالة عدم اليقين التي تخيم على توجهات مستقبل الشؤون الدولية أن تجسّد عوامل خطورة على مستقبل القطاع، والتي تشمل تنامي القوى السياسية ذات التوجهات الحمائية، فضلاً عن حالة عدم اليقين الناجمة عن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران وحالة عدم الوضوح بشأن آثار قرار انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، إلى جانب النقاشات التجارية الحالية والصراعات الجيوسياسية المستمرة. القطاع يكافح للتغلب على نقص عالمي في الطيارين يعرّض نقص متنام في الطيارين المدنيين ما حققته صناعة الطيران مؤخرا من تقدم للخطر مع توقف الطائرات عن العمل، كما أن ارتفاع المرتبات يخفض الأرباح في الوقت الذي تطالب فيه النقابات في مختلف أنحاء العالم بالمزيد من الامتيازات. فقد أنفقت شركات مثل طيران الإمارات وخطوط كوانتاس الجوية الاسترالية الكثير من مواردها على خطط التوظيف، لكنها واجهت صعوبات في الشهور الأخيرة في استخدام طائراتها بالقدر الذي تتطلبه خطط العمل، وذلك بسبب اختناقات في برامج التدريب. ويعمل الطيارون في شركة رايان اير الأيرلندية على تكوين نقابات في مختلف أنحاء أوروبا سعياً لتحسين ظروف العمل، كما ينظم الطيارون بشركة اير فرانس إضرابات لزيادة الأجور. وفي الولايات المتحدة يحصل الطيارون، الذين قبلوا خفض أجورهم عندما أفلست شركات طيران قبل عشر سنوات، على زيادات كبيرة بموجب العقود الجديدة بفضل ما تحققه الشركات من أرباح كبيرة. وتأتي الزيادة في كلفة الأجور في وقت ترتفع فيه أسعار النفط التي تضغط بدورها على الأرباح. وتعد الأجور وكلفة الوقود أكبر عبء على ميزانيات شركات الطيران. وقال برايان بيرس كبير الاقتصاديين في الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) في الاجتماع السنوي للاتحاد في سيدني «هذه الضغوط على التكاليف ليست على وشك الاختفاء». وخفض الاتحاد في ذلك الاجتماع توقعاته لأرباح شركات الطيران بنسبة 12 في المئة استنادا إلى ارتفاع أسعار الوقود وكلفة الأجور. وقال بيرس إن التضخم بدأ يترسخ في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بعد سنوات ظل فيها كامنا وإن أجور الطيارين تعكس ذلك. وقد أدى ارتفاع كلفة تدريب الطيارين والتوقف عدة سنوات عن تعيين طيارين في أسواق مثل الولايات المتحدة واستراليا إلى ردع الراغبين في العمل في صناعة تقول شركة بوينغ إنها ستحتاج إلى 637 ألف طيار إضافي في السنوات العشرين المقبلة. ويقدر الاتحاد الدولي أن حركة العمل في شركات الطيران ستتضاعف تقريبا في تلك الفترة، ولذا تنشيء شركات مثل سي.ايه.إي الكندية وإل.3 تكنولوجيز مراكز جديدة للتدريب على الطيران للاستفادة من الطلب على التدريب. كما تعمل شركتا ايرباص وبوينغ على زيادة خدماتهما مثل التدريب التي يحتمل أن تكون أرباحها أعلى من أرباح صناعة الطائرات. وتخطط بعض الشركات أيضا للتوسع في برامج التدريب الداخلية. وقالت كوانتاس إنها ستستثمر 20 مليون دولار استرالي (15.26 مليون دولار أميركي) في مدرسة جديدة للطيران لضمان توافر الطيارين مع ارتفاع معدل الطيارين الذين يستقيلون من شركة الطيران الإقليمية التابعة لها كوانتاس لينك. كما افتتحت «طيران الإمارات» أكاديمية للتدريب في نوفمبر 2017 لاستقبال 600 متدرب بكلفة تبلغ 135 مليون دولار. وتجد شركات أخرى نفسها مضطرة للبحث خارج أسواقها الأصلية بالتنافس مع الصين التي يرتفع فيها الطلب على الطيارين الأجانب من أصحاب الخبرة وتعرض شركات طيران فيها مرتبات مرتفعة تصل إلى 314 ألف دولار سنويا. وفي الدول التي يكون متوسط الأجور فيها منخفضا، يتلقى الطيارون عروضا أفضل بكثير من المهن الأخرى، وذلك بسبب تنقلاتهم دولياً، ولأنه يتعين عليهم التحدث باللغة الإنكليزية اللغة العالمية لصناعة الطيران. وقال سورين راتواتي الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية السريلانكية، والذي كان يعمل طيارا في «طيران الإمارات» لـ «رويترز» إن شركته تفقد طيارين باستمرار لمصلحة شركات طيران خليجية. (سيدني، بانكوك، مونتريال – رويترز)

مشاركة :