رد المنتج الهوليوودي هارفي واينستين، الذي وجه إليه الاتهام رسميا في 25 مايو، في قضية اغتصاب تعود لعام 2013، واعتداء جنسي وقع في 2004، التهم المنسوبة إليه في محكمة مانهاتن. واختار المنتج، البالغ 66 عاما، والذي تتهمه نحو 100 امرأة بانتهاكات جنسية تتراوح بين التحرش والاغتصاب، عدم الإقرار بالتهم الرئيسية الثلاث الموجهة إليه، واحدة منها في قضية الاعتداء الجنسي، واثنتان في جريمة الاغتصاب. وفي حال إدانته، يواجه عقوبة سجن قد تصل إلى 25 عاما. ولم يتلفظ واينستين، الذي ارتدى بزة سوداء مع ربطة عنق من اللون عينه، سوى ببضع كلمات في قاعة المحكمة التي غصت بالحضور، وقال بصوت خافت بالكاد سمع "غير مذنب"، ردا على القاضي الذي سأله على أي أساس ينوي المرافعة، واكتفى بالرد بـ"نعم" مرات عدة حينما كان القاضي يستعرض له شروط وضعه قيد المراقبة. وتولى محاميه بن برافمان التكلم نيابة عنه في معظم الجلسة، مذكرا بقرينة البراءة التي ينبغي لموكله أن يتمتع بها رغم نشر الانتهاكات الجنسية المنسوبة إلى واينستين بالتفصيل في الإعلام، وانتشارها في أوساط الرأي العام على نطاق واسع. ولم يكشف عن هوية المرأة التي تتهم واينستين بالاغتصاب. وقال برافمان إنها أقامت علاقات جنسية مع المنتج على مدى 10 سنوات برضى الطرفين، غير أن هذه المعلومة لم تؤكد. أما المرأة التي تتهمه بالاعتداء الجنسي فهي لوسيا إيفنز، التي باتت اليوم مستشارة في شؤون التسويق، وكانت وقتها تطمح لخوض غمار التمثيل، وتقول إن واينستين أجبرها على القيام بمداعبة جنسية في مقر شركته للإنتاج "ميراماكس"، متعهدا بإشراكها في برنامج تلفزيون الواقع المخصص لعارضات الأزياء "بروجكت راناواي". وينفي واينستين، عبر محاميه، أن يكون قد قام بأي علاقة جنسية من دون موافقة الطرف الآخر، منذ تكشف أول المعلومات في هذا الخصوص. وأحدثت فضيحة المنتج الهوليوودي النافذ هارفي واينستين، الذي تتهمه أكثر من 100 امرأة مغمورة أو مشهورة، من بينهن آشلي جاد وغوينث بالترو وسلمى حايك، بالتحرش والاغتصاب والاعتداء الجنسي، هزة قوية في قطاع السينما، تردد صداها في مجالات شتى، من الرياضة إلى السياسة مرورا بالإعلام. ونشأت حركة "أنا أيضا" على مواقع التواصل الاجتماعي، في خضم هذه الفضيحة للتنديد بظاهرة التحرش الجنسي. ومع توالي تقارير "نيويورك تايمز" و"نيويوركر" اللتين كوفئ مراسلوهما بجائزة "بوليتزر" العريقة على تحقيقاتهم هذه، تبين أن واينستين، الذي لطالما أشيد بفضله في الارتقاء بالسينما، استخدم نفوذه لإجبار شابات طمحن إلى التمثيل أو احترفنه، على تلبية نزواته الجنسية، وكان يحظى أحيانا بمساعدة من معاونيه لشراء صمت بعض الضحايا بموجب اتفاقات سرية. وكان للشهادات الأولى ضد واينستين وقع مدو مع سقوط عشرات الرجال النافذين الآخرين في قطاعات مختلفة، من السينما إلى الموسيقى مرورا بالإعلام والموضة وفن الطبخ. وبعد توجيه الاتهام إليه، افرج عن المنتج الهوليوودي الحائز جوائز عدة في مقابل كفالة قدرها مليون دولار، شريطة أن يضع سوارا إلكترونيا، ويحصر تنقلاته بولايتي نيويورك وكونيتيكت. ويقال إنه أمضى الأشهر السبعة التي تلت تكشف فضيحته وهو يعالج من سلوكه الجنسي المفرط، وقد انفصلت عنه زوجته مصممة الأزياء جورجينا تابمان.
مشاركة :