اختتمت فعاليات منتدى الفجيرة الرمضاني في دورته الرابعة التي تنظمها جمعية الفجيرة الاجتماعية الثقافية تحت شعار “عام زايد” برعاية سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي ولي عهد الفجيرة، وبدعم من هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام وغرفة تجارة وصناعة الفجيرة. واستعرض المشاركون في الندوة الختامية “على خطى زايد.. ريادة وعطاء”، التي انعقدت بالشراكة مع جمعية البدية للثقافة والفنون الشعبية، أبرز إنجازات مؤسس دولة الإمارات وباني نهضتها الحديثة الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه” والذي جعل من الإمارات نبراساً للمحبة والعطاء تمد يد العون لجميع دول العالم دون استثناء، وأرسى دعائم دولة الإمارات الصلبة، التي تمثلت في نشر قيم الخير والمحبة ومساعدة المحتاجين والتضامن مع المنكوبين حتى باتت رمزاً للإنسانية جمعاء. وشارك في الندوة التي استضافها مجلس المرحوم راشد بن سعيد الحمودي في منطقة البدية بالفجيرة، الباحث الدكتور سيف البدواوي والمحاضر الأكاديمي الدكتور أحمد الخزيمي والخبير في الأرشيف الوطني عبد اللطيف الصيادي.. بحضور أحمد محمد الخديم نائب مدير إدارة الجمعيات ذات النفع العام بوزارة تنمية المجتمع وخالد الظنحاني رئيس جمعية الفجيرة الاجتماعية الثقافية رئيس المنتدى ونخبة من المسؤولين والمثقفين وجمهور غفير. وأكد راعي المجلس سعيد راشد الحمودي رئيس جمعية البدية للثقافة والفنون على أهمية دور الشباب في التفاعل مع المبادرات الوطنية لترسيخ رؤية المغفور له الشيخ زايد في الدولة وخارجها، وتعزيز مكانة دولة الإمارات في نشر قيم التسامح والانفتاح تجاه الشعوب والثقافات المختلفة. وافتتح عبد الله خلفان الهامور المشرف العام على مجالس الفجيرة المجتمعية محاور الندوة بالحديث عن مناقب زايد الخير والعطاء والإنجازات الكبيرة التي تحققت في عهده وترسيخه للقيم النبيلة والمبادئ الفاضلة لخدمة البشرية ونهجه الثابت في التسامح والتضامن مع شعوب العالم كافة. وأشار الهامور إلى النهج الذي تتبعه القيادة الرشيدة على خطى زايد التي ساهمت في أن يحتل المواطن الإماراتي مكانة مرموقة وعالمية ويسمح له بدخول أكثر من 150 دولة في العالم دون تأشيرة دخول، لافتاً إلى احتلال دولة الإمارات المركز الأول عالمياً كأكبر المانحين الدوليين في مجال المساعدات التنموية الخارجية للعام 2017 بقيمة 19.32 مليار درهم وبمعدل نمو 18.1% مقارنة بعام 2016. وأثار مدير الندوة مجموعة من التساؤلات على ضيوف الندوة والتي تركزت حول كيفية استفادة الشباب من الخدمات التي وفرها المغفور له الشيخ زايد، وما الصفات القيادية التي تميزت بها شخصية زايد لتكون محط إعجاب شعوب ودول العالم.بدايةً استعرض الباحث الدكتور سيف البدواوي أبرز صفات المغفور له الشيخ زايد والتي تمثلت بالوحدة والتآزر والتضحيات الجلية التي قدمها لتتوج بعدها بقيام دولة الاتحاد. وتناول البدواوي فترة إدارة الشيخ زايد للعين ودرايته الواسعة لشؤون المنطقة، مما مكنه من تقريب وجهات نظر القبائل وتحقيق المصالحة بينهم، وأهّله ذلك لأن يسلك مسلكاً جديداً في إدارته لمنطقة العين؛ حيث عمد إلى أسلوب اللامركزية، كما عمل على تطوير البنية التحتية وإنشاء شبكة الطرق والمواصلات ما بين دبي وأبوظبي وإلى الشارقة، كما شملت اهتماماته الجانب الصحي، وميدان التجارة. وأكد البدواوي أن أسباب استمرار الاتحاد وتعاظم قوته، نابع من البذرة الصحيحة التي زرعها الشيخ زايد مع حكام دولة الإمارات منذ توقيع الدستور، مشدداً على أهمية الحفاظ على أرث الأوائل والمحافظة على اتحاد دولة الإمارات الذي أنعم الله علينا به، نتيجة الجهود العظيمة التي بذلها المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه. من جانبه أكد الباحث عبد اللطيف الصيادي أن دولة الإمارات بلغت درجة من التطور الحضاري الكبير بفضل مؤسسها المغفور له الشيخ زايد وحكام دولة الإمارات، مشدداً على ضرورة تعرف شريحة الشباب على البذرة الأولى التي زرعها الشيخ زايد واستطاع من خلالها توحيد الدولة والعبور بها نحو العالمية. ولفت الصيادي إلى أن المغفور له الشيخ زايد واجه ثلاث تحديات أثناء تأسيس الدولة وكان أولها ثنائية القبيلة والدولة حيث استطاع أن يكرس هوية الانتماء الشامل المتعلق في الدولة والانتماء الفرعي المرتبط بالإمارة، واستطاع إذابة الهويات الثنائية، مبيناً أن سكان الإمارات برغم التعددية الثقافية والدينية والعرقية للمقيمين في الدولة استطاعوا الحفاظ على هويتهم وانتمائهم، لأنهم يمتلكون الأرض واللغة والتاريخ العريق. بدوره أوضح الدكتور أحمد الخزيمي أن ثلاثة أمور ساهمت في التأثير على شخصية المغفور له الشيخ زايد وهي تأثير والدته الكبير التي ساهمت في بلورة شخصيته القيادية، والأمر الثاني مجالسته الدائمة لمجالس الرجال والتعرف على عادات وتقاليد البلد، إضافة إلى ارتياده مدارس الكتاب والقرآن. واستعرض الخزيمي فترة حكم الشيخ زايد في العين، واستخدامه القوة الناعمة والحوار في توحيد القبائل للوصول إلى الاستقرار وتحقيق الأمن، لينتقل بعدها إلى مرحلة التأسيس ووضع دستور البلاد الذي وحدها وتجاوز مشاكل الحدود التي كانت مثار جدل بين بعض الإمارات.وأشار الخزيمي إلى أن المرحلة الأخيرة في حياة الشيخ زايد الذي ساهم في حلّ جميع المشكلات الداخلية بين مختلف إمارات الدولة واستطاع أن يجسد اتحاداً واقعياً وملموساً لترتقي على يديه دولة الإمارات إلى مصاف الدول المتقدمة في شتى المجالات. وفي ختام الندوة الرمضانية كرم رئيس مجلس إدارة جمعية الفجيرة الاجتماعية الثقافية سعادة خالد الظنحاني الضيوف المشاركين بدروع وشهادات تقديرية.
مشاركة :