شهدت إثيوبيا خلال الساعات الماضية تطورات على الصعيدين المحلي والإقليمي في أبرز الأزمات التى يواجهها رئيس الوزراء الإثيوبي الجديد آبي أحمد ألا وهي رفع حالة الطوارئ المفروضة في البلاد منذ منتصف فبراير الماضي وكذلك إعلان إنهاء الخلاف الحدودي مع إريتريا والتطبيق الكامل لاتفاق الجزائر للعام 2000.وكانت حكومة آبي أحمد فرضت الطوارئ بعد استقالة رئيس الوزراء السابق هيلي ميريام ديسالين بعد أزمة سياسية استمرت سنوات وشهدت تظاهرات ضد نظامه وانتقادات لحملة الحكومة على المعارضين، فيما رحب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان في بيان برفع حالة الطوارئ وإطلاق السجناء، معتبرا إياها "إشارات إيجابية" لتحسن وضع حقوق الإنسان في إثيوبيا.داخليا، أعلن التحالف الحاكم "الجبهة الثورية الديمقراطية للشعب الإثيوبي" إنهاء خلافه الحدودي مع جارته إريتريا وأكد هذه الرغبة "بلا تردد" في التطبيق الكامل لاتفاق الوساطة الموقع في الجزائر العام 2000. وقال التحالف الحاكم في بيانه إن "الحكومة الإثيوبية قررت أن تنفذ بالكامل اتفاق الجزائر لإنهاء النزاع بين البلدين وما توصلت إليه لجنة ترسيم الحدود". وأضاف أنه "على الحكومة الإريترية تبني الموقف نفسه بلا شروط مسبقة والقبول بدعوتنا إلى إحلال السلام المفقود منذ فترة طويلة بين البلدين الشقيقين كما حدث في الماضي".وكانت إريتريا استقلت في 1993 مما حرم إثيوبيا من واجهتها البحرية الوحيدة على البحر الأحمر، ووقع اتفاق سلام في نهاية 2000 في الجزائر ثم حسمت لجنة تحكيم تابعة للأمم المتحدة مسألة ترسيم الحدود ومنحت بلدة بادمي موضوع الخلاف، إلى إريتريا، لكن إثيوبيا واصلت تمسكها ببادمي حتى الآن، ومنذ ذلك الحين تنتشر قوات من البلدين على طول الحدود البالغ ألف كيلومتر وتثير مواجهات متقطعة مثل تلك التي حدثت في 2016 خصوصا، مخاوف من نزاع أوسع.وقال رئيس الوزراء إن القرارات التي اتخذتها اللجنة التنفيذية للحزب الحاكم بشأن تنفيذ اتفاق الجزائر ستحسن العلاقات بين البلدين، وأضاف أن الجنود المنتشرين في المنطقة في أعقاب النزاع على مدى السنوات الماضية في كلا البلدين قد عانوا من آثار نفسية بسبب تخوفيهم بأن الحرب ستقع في أي لحظة، وأضاف: "يجب أن ننهي هذه المعاناة وأن نعود إلى السلام كليا".وأشار إلى أن حالة الطوارئ قد رُفعت بعد ما شهدت البلاد الأمن والاستقرار خلال الشهرين الماضيين، وذكر أن السلام السائد ضروري ليس فقط لإثيوبيا ولكن أيضًا للمنطقة ككل، وأوضح أن إثيوبيا تتحمل مسؤولية الحفاظ على السلام في المنطقة وأفريقيا، مضيفًا أنه "ينبغي علينا توحيد الشعبين الشقيقين من خلال تعزيز العلاقات بين إثيوبيا وإريتريا"، وقال إن اثيوبيا واريتريا لم تكتسبا شيئا من علاقاتهما المتوترة ، مضيفا "علينا ان نضمن نهضة اثيوبيا من خلال تحويل انتباهنا نحو السلام ونبعد أنفسنا عن الامور التي تفرق بيننا"، ودعا رئيس الوزراء الإثيوبيين إلى ترك الكراهية والصراع والوقوف متحدين لمحاربة الفقر وتحقيق السلام والتنمية في البلاد.
مشاركة :