يشرفني كثيراً أن أكتب عن شخصية عظيمة جداً... الشخصية التي شكلت تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان. طيب الله ثراه. فلم يكن سموه زعيماً فقط، ولكن أيضاً كان والداً لشعبه وللعالم العربي بأسره. وكان سموه أيضاً بمثابة الأب بالنسبة لي. وأياً كان ما سأكتبه هنا فهو من صميم قلبي ومن تجربتي الخاصة. فأنا أعيش في هذا البلد العظيم على مدى السنوات 41 الماضية، وعاشت على ترابه أربعة أجيال من عائلتي، والدي الراحل، ونفسي، وأولادي وأحفادي هنا. وقد عشنا في هذه الأرض وسمعنا بدفء ومودة الشيخ زايد. فعند طفولتي، كنت استمع إلى والدي يتحدث بحماس عن الشيخ زايد الكبير وحول لطفه وكرمه ورحمته. وقد قال لي والدي إنه كحاكم يعتبر أسخى وألطف حاكم في العالم كله. الرجال العظماء يولدون عظماء نادرين، لأنهم يغيرون مجرى التاريخ ومصير شعوبهم. وسيذكر التاريخ الشيخ زايد إلى الأبد على مستوى البشرية جمعاء لقيادته الحكيمة، وإدارته المحنكة النادرة، والوقوف مع السلام ونشر التسامح في العالم، وتشجيع التعليم ونشر المدنية، وحب البيئة والمحافظة عليها، وتطوير مهارات الاقتصاد وما عرف به من عزيمة في تطوير البنية التحتية، وما اشتهر به من الكرم ومد يد العون للفقراء والمحتاجين، واهتمامه بالزراعة والتشجير وتطوير الرعاية الصحية وبناء المستشفيات ونشر كل القيم النبيلة التي اعتز بها ودافع عنها طوال حياته. وفي اختصار شديد، سوف أكتب وأثبت هنا كل هذه الصفات للمغفور له بالتفصيل: فإذا أردت أن أكتب عن رؤية الشيخ زايد فإنه لا بد لي أن أكتب عن تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة نفسها. فإن التقدم والتنمية التي تنعم بها الدولة في كافة المجالات هو نتيجة لقيادته الحكيمة، والرؤية العظيمة التي وضعها الشيخ زايد رحمه الله أساساً قوياً في بناء الدولة. هذا هو الواقع. فقد بذل سموه جميع الجهود لتحسين مستويات المعيشة للسكان المحليين في الإمارات العربية المتحدة. من بناء المنازل وتأسيس المدن وشق الطرق والجسور، وأدخل أنظمة النقل والمواصلات ليسهل الوصول إليها من مكان إلى آخر، وتقديم كافة التسهيلات في بناء الدولة الحديثة. وبالرغم من أنه رحمه الله لم يكن مهندساً، ولكنه كان يملك رؤية مهندس خبير. فهذه الإنجازات المذهلة والملفتة للنظر شاهدة على عظمة رؤيته. ونحن نشهد على كل هذا التقدم في أيامنا هذه. وبالإضافة إلى ذلك، فلم يكتف بتطوير دولته فقط، بل امتد خيره إلى كافة دول العالم، وقام بتمويل مشاريع ضخمة بسخاء في العديد من البلدان ومن أهم تلك المشاريع إعادة بناء سد مأرب العظيم في اليمن. ... المزيد
مشاركة :