أكدت سعادة مريم بنت عبدالله العطية -الأمين العام للجنة الوطنية لحقوق الإنسان- أن حقوق الضحايا المتضررين من الحصار هي جزء من حقوق الإنسان التي لا تقبل المساومة، ولا تخضع للتسويات، مشدّدة على أن اللجنة الوطنية لن تتوقف عن تحركاتها بانتهاء الأزمة السياسية، حتى تسترد الحقوق لأصحابها. جاء ذلك خلال فعالية نظّمتها اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بالمؤسسة العامة للحي الثقافي «كتارا» بمناسبة مرور عام على حصار قطر، حضرها أكثر من 40 سفيراً معتمداً لدى الدولة، ونخبة من الشخصيات والمثقفين والإعلاميين والحقوقيين، وشهدت الفعالية عرض فيلم وثائقي أعدته اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، عن جهودها في مواجهة الحصار طيلة سنة كاملة، وكتابة كلمة على جدارية الصمود.قالت سعادة السيدة مريم بنت عبدالله العطية: «لقد مرّ عام كامل على الحصار الجائر على دولة قطر، هذا الحصار الذي مثّل انتهاكاً جسيماً لجميع الحقوق الأساسية للمواطنين والمقيمين بدولة قطر، وحقوق مواطني دول مجلس التعاون بشكل عام، وشكّل اعتداء صارخاً على كل القيم والمبادئ التي أرستها المواثيق الدولية لحقوق الإنسان، عندما استخدمت دول الحصار -وفي سابقة خطيرة- تم اتخاذ الإجراءات العقابية ضد المواطنين والمقيمين بدولة قطر، كأداة للضغط السياسي وإدارة الخلافات السياسية، بما يرقى إلى عقوبات جماعية تطال الأفراد والممتلكات». استمرار التحركات وقالت سعادة مريم العطية: «لقد آلينا على أنفسنا في اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان منذ بدء أزمة الحصار، أن نضطلع بواجبنا الإنساني والحقوقي والقانوني، وأن نسعى جاهدين لرفع ذلك الحصار الجائر ومعالجة تداعياته وآثاره السلبية الخطيرة والمخيفة كافة على أوضاع حقوق الإنسان، ورفع الغبن عن الضحايا الذين يقدّرون بعشرات الآلاف، وإنصاف المتضررين وتعويضهم». وتابعت: «لقد قطعنا بالفعل شوطاً مهماً وكبيراً في هذا الطريق، ونحن عازمون على الاستمرار في تحركاتنا القانونية، والمضي قدماً على جميع الأصعدة الدولية والإقليمية، بالتعاون مع الآليات والجهات والمنظمات الدولية كافة». وأثنت على الجهات التي تعاونت مع اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، «من أجل إظهار معاناة الضحايا من خلال العمل المهني المسؤول في تناول جميع مراحل هذه الأزمة، ومن خلال تقاريرها التي عكست الوضع الإنساني الخطير لضحايا الحصار، وهو ما أثمر عن تشكيل رأي عام عالمي متجاوب مع معاناة الضحايا والمتضررين من هذا الحصار غير الإنساني». قضيتنا الأولى واستطردت الأمين العام للجنة الوطنية: «كنا ولا نزال نؤكد أن قضيتنا في هذه الأزمة هي الإنسان وحقوقه، وهي قضية لا تقبل المساومة ولا تخضع للتسويات، ولا تنتهي بانتهاء الأزمة السياسية، وإنما تمتد حتى تسترد الحقوق لأصحابها»، مضيفة: «لذا كان من الواجب علينا في هذه الأزمة، التكاتف للكشف عن الانتهاكات الناجمة عنها، ونعوّل كثيراً على ضمائركم الحرة والصادقة لتحقيق ذلك، وإبرازها بحقيقتها على جميع المستويات المحلية والإقليمية والدولية، أمام تعنّت دول الحصار وإصراراها على الاستمرار في انتهاك حقوق الإنسان، وبقاء معاناة الضحايا والمتضررين وازديادها يوماً بعد يوم». قصص جميلة وخلصت إلى القول: «رغم كل التحديات التي نجمت عن هذه الأزمة، فإنها خلقت قصصاً جميلة للتكاتف الوطني والتضامن الشعبي ونجاحات على المستويات الاجتماعية والاقتصادية، كما أوجدت فرصة قوية لتعزيز حقوق الإنسان في دولة قطر، عبر مزيد من الانضمام إلى الاتفاقيات الدولية، وسنّ التشريعات الوطنية»، وختمت قائلة: «نؤكد مرة أخرى أننا ماضون بكل عزم، ولن نتوقف حتى يتم رفع هذا الحصار الجائر عن دولة قطر، وإنصاف الضحايا وتعويضهم». د. وفاء اليزيدي ممثلة ضحايا الحصار: الانتهاكات ولّدت فينا إصراراً على استرداد حقوقنا قالت الدكتورة وفاء اليزيدي -ممثلة ضحايا الحصار على قطر- إن الانتهاكات والمساس بحقوقهم الإنسانية لم تخلق لديهم إلا عزيمة وقوة وصموداً في وجه هذا الحصار الظالم، ولم يكسب المتضررون إلا تحدياً وإصراراً على استرداد حقوقهم، وتحميل المسؤولية الكاملة لكل دولة من دول الحصار، التي سعت إلى تقسيم البيت الخليجي، وتشتيت أسره وعوائله. وقالت اليزيدي في كلمتها: «إنني لآسف في مثل هذه الليلة الفضيلة من ليالي شهر رمضان المعظم، أن أقف أمام جمعكم الكريم، وأشارككم حقبة زمنية صعبة في حياتي وحياة عائلتي، تسبب فيها الحصار الجائر على دولة قطر، ولا يخفى على الجميع أن هذه الحقبة تمثل في ظاهرها أزمة وشرخاً أسرياً، وفي باطنها صموداً وعزة وكرامة لكل فرد من أفراد عائلتي». وأضافت: «إن عائلتي الصغيرة لا تمثّل إلا حالة واحدة من بين آلاف الحالات، التي نالت نصيبها من الانتهاكات والآثار متعددة الأبعاد التي خلفتها، بل وأصرت على أن تخلفها دول الحصار، ولعل ذلك يتجسد خاصة في محاولة هذه الدول ضرب نواة المجتمع الخليجي، ومخالفة مقاصد الشريعة الإسلامية، وما تمليه المواثيق الدولية والعربية والخليجية، واستخفاف مفضوح بصلات القرابة ووحدة الدم والمصير، الذي يجمع كل شعوب الدول الخليجية». هاجس مرعب ونوّهت اليزيدي بأن «قرارات دول الحصار أدخلت هاجساً مرعباً في قلوب العديد من الآباء والأمهات الذين ينتمون إلى عائلات مختلطة (..) فكانت الخلاصة انكشاف لبشاعة الحسابات السياسية، وحشر الأبرياء سواء مواطني دولة قطر ومقيميها، وحتى رعايا هذه الدول في خلافات لا ناقة لهم فيها ولا جمل، في درس سيئ الإخراج وسيئ العِبر». وأضافت: «إن حالتي هي حالة من بين الحالات العديدة التي تأثرت سلباً بطريقة مباشرة أو غير مباشرة بالحصار الجائر على دولة قطر، وما زالت إلى اليوم تحصد تبعات قرارات تعسفية، راهن مصدروها على تضييق الخناق على دولة قطر حكومة وشعباً». حصار أخلاقي للرباعي وشدّدت على أن «سجل التاريخ -وبعد عام من هذه الواقعة- سيحفظ أن هذه الدول حُوصرت أخلاقياً وتاريخياً أمام العالم والأمة العربية والإسلامية جمعاء، بينما واصلت دولة قطر تنفيذ مخططاتها التنموية والاقتصادية، على عكس ما هدفت إليه دول الحصار». وأشادت الدكتورة اليزيدي «بالتعامل الراقي لدولتنا قطر في هذه الأزمة، فلم تتعامل بالمثل، ولم يتم طرد أبنائي ولا تهجيرهم، لكونهم حاملين لجنسية إحدى دول الحصار، ولم يتم التضييق عليهم، ولا التحريض على حياتهم، على عكس ما تقوم به دول الحصار، وهو ما يؤكد تحضر دولة قطر حكومة وشعباً، والتزامها التام بتعاليم ديننا الحنيف ومنظومة حقوق الإنسان». محمد الكواري: لم نكن يوماً محتاجين لأحد يمنّ علينا ويملي وصايته قال محمد الكواري -ممثل أصحاب فرص النجاح الناتجة عن الحصار من رواد الأعمال- في كلمته: «كرهنا فرقة الأهل والإخوة والأحباب، وحزنا على تشتت العائلات، وطرد الطلاب والمرضى، وفرحنا بنجاح الشعب القطري -يداً بيد مع المقيمين- في تخطي العقبات، وتحقيق النجاحات الواحدة تلوى الأخرى، في جميع المجالات». وأضاف: «أقف أمامكم وكلي فخر بما حققته الصناعات القطرية في سد احتياجات السوق المحلي، في ظل مناخ صحي، تسوده دولة القانون والمساواة». وخلص قائلاً: «لم نكن يوماً محتاجين لأحد يمنّ علينا ويملي وصايته، وها نحن نعيد أمجاد أجدادنا، ونقف ضد الظالم والمعتدي، لنبني وطننا، ونرفع رايته».;
مشاركة :