ذكرت وكالة «أسوشيتد برس» الأميركية أنه في الوقت الذي تأمل فيه الولايات المتحدة في ممارسة أقصى قدر من الضغط على إيران، يبدو التكتل الإقليمي الذي أنشأته دول الخليج لمواجهة طهران أكثر انقساماً في ذكرى الأزمة الدبلوماسية مع قطر، مشيرة إلى أن الافتقار الكبير إلى التعاون بين الدول الست الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي أدى بالفعل إلى الحد من بعض التدريبات العسكرية الأميركية، وإرسال وزير الخارجية مايك بومبيو إلى المنطقة لحث الحلفاء على إنهاء الحصار على قطر.أضافت الوكالة في تقرير لها، أن دول مجلس التعاون الخليجي يُنظر إليها منذ فترة طويلة على أنها ثقل إقليمي مضاد لإيران، وهو أمر حاسم بالنسبة للجيش الأميركي. فالبحرين تستضيف الأسطول الخامس للبحرية الأميركية. والكويت هي موطن جيش الولايات المتحدة المركزي. وتستضيف القواعد العسكرية لدولة الإمارات الطائرات المقاتلة الأميركية وطائرات بدون طيار والجنود، في حين أن ميناء جبل علي في دبي هو الميناء الأكثر ازدحاماً بالبحرية في الولايات المتحدة. وأشارت الوكالة إلى أن الكويت سعت للتوسط في النزاع، واستضافت قمة دول مجلس التعاون الخليجي في ديسمبر، لكن بدلاً من ذلك، عملت الإمارات والسعودية على تحجيمها من خلال الإعلان عن تشكيل اتحاد بينهما. وبالنسبة لسلطنة عُمان فقد سعت البلاد للحفاظ على هويتها الدبلوماسية المنفصلة الخاصة بها، كما أصبحت موانئ السلطنة شريان حياة حيوي لقطر، مشيرة إلى أن الكويت وعُمان تشعران بضغط النزاع الدبلوماسي. ولفت التقرير إلى أن دول الخليج العربية اعتمدت على القوة العسكرية الأميركية كشبكة أمان منذ تعهد الرئيس جيمي كارتر عام 1980 باستخدام القوة للدفاع عن مصالحها في الخليج. وعززت عواقب حرب الخليج عام 1991 ذلك، وكذلك اعتماد أميركا على قواعد الخليج لحروبها في أفغانستان والعراق. مع ذلك، فإنه ما زال من غير الواضح ما هي الخيارات التي تمتلكها الولايات المتحدة في المواجهة بين دول الخليج العربية نفسها. وأوضحت الوكالة أنه في الوقت الحالي، أدت الأزمة إلى تحسن العلاقات بين قطر وإيران، لافتة إلى أن طهران فتحت على الفور مجالها الجوي للخطوط الجوية القطرية بعد أن أغلقت دول الحصار طرقها، كما أرسلت المواد الغذائية وغيرها من السلع إلى العاصمة الدوحة. في المقابل، أعادت قطر علاقاتها الدبلوماسية الكاملة مع إيران، التي تشترك معها في حقل ضخم للغاز الطبيعي.;