أُلغيت المباراة الودية في كرة القدم التي كانت مقررة بعد غد في القدس بين المنتخبين الأرجنتيني والكيان الصهيوني، بعد احتجاجات فلسطينية. وأثارت المباراة المقررة ضمن استعدادات الأرجنتين لخوض نهائيات كأس العالم 2018 في روسيا التي تنطلق في 14 الجاري، اعتراضات فلسطينية استهدفت خصوصاً مشاركة نجم برشلونة ليونيل ميسي الذي يحظى بشعبية كبيرة بين الفلسطينيين والعرب، فيما لم يحبذ لاعبو المنتخب وجهازه الفني خوضها، ولم يتأخر نجم «التانغو» ومهاجم يوفنتوس، غونزالو هيغواين في التعبير عن فرحته بقرار الإلغاء، حيث غرّد بذلك على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، وقال: «في نهاية المطاف، تمكنّا من القيام بما هو ملائم. نعتقد أن الأفضل كان عدم الذهاب». وزير الخارجية الأرجنتيني أكد أن مدرب التانغو واللاعبين لم يكونوا يفضلون خوض المباراة. وأتى الاعلان عن تعليق المباراة في بيان صادر عن السفارة الإسرائيلية في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس، أمس، في خطوة اعتبرها الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم بمثابة «انتصار لرسالة الرياضة» على السياسة. وأتى الاعلان بعد ساعات من تقارير صحافية أرجنتينية عن اتجاه لعدم إقامة المباراة، مشيرة الى احتمال «تعليقها» أو «إلغائها» أو «نقلها» من القدس الى حيفا، حيث كان من المقرر أن تقام أساساً. وحتى وقت متأخر من ليل أول من أمس، رفض الاتحاد الأرجنتيني التأكيد ما اذا كانت المباراة قد ألغيت. وشكر الاتحاد الفلسطيني «كل الجهات والمؤسسات الشعبية والرياضية في العالم، التي عملت على انتصار رسالة الرياضة وكرة القدم تحديداً، ورفضت من خلالها أن تكون الرياضة أداة بيد رجال السياسة والابتزاز السياسي». وشكر الاتحاد لاعبي المنتخب الأرجنتيني، وفي مقدمتهم ميسي «الذين رفضوا أن يكونوا جسراً لتحقيق مآرب غير رياضية». وكان رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، جبريل الرجوب، دعا في تصريحات صحافية ميسي، إلى أن «لا يكون جسراً لتبييض وجه الاحتلال»، مؤكداً «بدء حملة ضد الاتحاد الأرجنتيني نستهدف فيها ميسي شخصياً الذي يحظى بعشرات الملايين من المعجبين في الدول العربية والإسلامية. وسنطالب الجميع بأن يحرق القميص العائد له ويحرق صورته ويتخلى عنه». ويقيم المنتخب الأرجنتيني حالياً في معسكر تدريب في مدينة برشلونة الاسبانية تحضيراً للمونديال. وتظاهر جمع من المحتجين خارج المعسكر الثلاثاء، حاملين قمصاناً للمنتخب ملطخة بالدماء، وهتف المحتجون «ميسي لا تلعب» في المباراة. وتعرضت المباراة لانتقادات من جانب الفلسطينيين، لاسيما أنها تأتي بعد أقل من شهر من نقل الولايات المتحدة سفارتها من تل أبيب الى المدينة المقدسة، ما أدى لمواجهات دامية على حدود قطاع غزة أسفرت عن مقتل أكثر من 60 فلسطينياً، وجرح أكثر من 2000 بنيران جيش الاحتلال. وكان وزير الخارجية الأرجنتيني خورخي فوري، قال حول هذا الموضوع: «بحسب ما أعرف، لاعبو المنتخب لا يرغبون في خوض هذه المباراة»، مضيفاً «حتى المدرب سامباولي طلب عدم إقامة مباراة ودية أخرى قبل المونديال».
مشاركة :