واشنطن - وكالات: اعتبرت مجلة بلومبيرج الأمريكية في تقرير لها أن قطر ثرية بدرجة كافية وتستطيع الصمود لمئة عام أمام الحصار الذي فرضته السعودية والإمارات والبحرين ومصر قبل عام. وقال التقرير إن عاماً مضى على الحصار المفروض على قطر بسبب مزاعم عن علاقاتها مع إيران وتمويل الإرهاب، وعندما تستمع للسعوديين فإن الحصار كان نجاحاً كبيراً، لكن وفقاً لمعظم المقاييس، فقد فشل الحظر المفروض على الروابط الجوية والبحرية والبرية الرئيسية، حيث ارتفعت واردات البلد وصادراته. وفقاً لصندوق النقد الدولي، تعتبر قطر أغنى بلد في العالم من حيث نصيب الفرد بفضل الاحتياطيات الهائلة من الغاز الطبيعي وهي في طريقها لتحقيق فائض في الميزانية عام 2018. كما ينمو اقتصادها بشكل أسرع من معظم نظرائه. ونقلت المجلة عن الأستاذ المساعد في كينجز كوليج لندن، ديفيد روبرتس قوله إنه من الصعب رؤية نجاح الحصار ولم تستسلم قطر ولم تنضم للحصار أي دولة عالمية مهمة. وأضاف: لقد استطاعت قطر تحقيق الاستقرار على المستوى الاقتصادي عندما حولت خطوط النقل والتصدير عبر إيران وتركيا. واستطاع القطريون الذين تحدوا الحصار التحايل على العقوبات حيث استوردوا الطعام من تركيا وأحضروا الأبقار من الولايات المتحدة. وفي الوقت الذي سحب فيه الإماراتيون والسعوديون 30 مليار دولار من البنوك القطرية إلا أن هذا المبلغ لم يكن مهما في بلد تصل ثروته السيادية إلى 320 مليار دولار. وقالت إن قطر عززت من علاقاتها مع القوى الدولية وأعلنت عن خطط لاستثمار 35 مليار دولار في الولايات المتحدة بحلول عام 2020 وزادت من حصصها مع أكبر شركة منتجة للنفط في روسيا (روس نفط) والتي يديرها المقرب للرئيس الروسي إيجور سيشن. واستمرت في الوقت نفسه ببناء الطرق وملاعب كرة القدم تحضيراً لمباريات المونديال التي ستعقد في الدوحة عام 2022. ويعلق التقرير، قائلا إن «الأمر ليس بهذه الصورة؛ لأن الحصار فشل، حيث زادت نسبة الصادرات، بحسب أرقام صندوق النقد الدولي، وستشهد ميزانية عام 2018 فائضاً في البلد، الذي يُعد الأثرى في العالم بالنسبة للفرد، وشهد اقتصاد قطر نمواً سريعاً مقارنة مع جاراتها». ويختم «بلومبيرج» تقريره بالقول إن قطر قادرة على تجاوز العجز في الميزانية حتى عام 2133، بحسب داوود من «بلومبيرج إيكونوميست»، لكن كريستيان كوتس إرلشيسن من جامعة رايس يرى أن الرباعي «الذي تسرع للتحرك في يونيو الماضي، دون أي خطة بديلة، لن يتراجع إن فشلت حملة (الصدمة والترويع) الأولى؛ حتى لا يخسر السعوديون والإماراتيون ماء الوجه»، وفي المقابل أظهر القطريون أنهم يستطيعون التعامل مع الوضع القائم.
مشاركة :