كتب - نشأت أمين:أكدت سعادة السيدة مريم بنت عبدالله العطية الأمين العام للجنة الوطنية لحقوق الإنسان أن الحصار الجائر المفروض على قطر يُمثل انتهاكاً جسيماً لكافة الحقوق الأساسية للمواطنين والمقيمين بدولة قطر وحقوق مواطني دول مجلس التعاون بشكل عام، ويمثل اعتداءً صارخاً على كل القيم والمبادئ التي أرستها المواثيق الدولية لحقوق الإنسان. واعتبرت الأمين العام للجنة أن الإجراءات العقابية التي استخدمتها دول الحصار ضد المواطنين والمقيمين بدولة قطر كأداة للضغط السياسي وإدارة الخلافات السياسية، هي سابقة خطيرة وترقى إلى عقوبات جماعية تطال الأفراد والممتلكات. وقالت العطية، في كلمة ألقتها على هامش الفعالية التي أقامتها اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بالحي الثقافي «كتارا»مساء أمس بمناسبة مرور عام على الحصار الجائر وبحضور سعادة الدكتور علي بن صميخ المري رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان وعدد من السفراء والدبلوماسيين المعتمدين لدى الدولة : لقد آلينا على أنفسنا في اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان منذ بدء أزمة الحصار أن نضطلع بواجبنا الإنساني والحقوقي والقانوني، وأن نسعى جاهدين لرفع ذلك الحصار الجائر ومعالجة كافة تداعياته وآثاره السلبية الخطيرة والمخيفة على أوضاع حقوق الإنسان ،ورفع الغبن عن الضحايا الذين يقدرون بعشرات الآلاف، وإنصاف المتضررين وتعويضهم. وأضافت: لقد قطعنا بالفعل شوطاً هاماً وكبيراً في هذا الطريق، ونحن عازمون على الاستمرار في تحركاتنا القانونية والمضي قدماً على كافة الصعد الدولية والإقليمية بالتعاون مع كافة الآليات والجهات والمنظمات الدولية. وتابعت: نحن في اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان كنا وما زلنا نؤكد أن قضيتنا في هذه الأزمة هي الإنسان وحقوقه، وهي قضية لا تقبل المساومة ولا تخضع للتسويات، ولا تنتهي بانتهاء الأزمة السياسية وإنما تمتد حتى تسترد الحقوق لأصحابها. وأكدت أنه كان من الواجب علينا في هذه الأزمة أن تتكاتف الجهود للكشف عن الانتهاكات الناجمة عنها، وقال: نعوّل كثيراً على الضمائر الحرة والصادقة لتحقيق ذلك، وإبرازها بحقيقتها على كافة المستويات المحلية والإقليمية والدولية، أمام تعنت دول الحصار وإصرارها على الاستمرار في انتهاك حقوق الإنسان، وبقاء معاناة الضحايا والمتضررين وازديادها يوماً بعد يوم. وأوضحت أنه رغم كل التحديات التي نجمت عن هذه الأزمة إلا أنها خلقت قصصاً جميلة للتكاتف الوطني والتضامن الشعبي ونجاحات على المستويات الاجتماعية والاقتصادية، كما أوجدت فرصة قوية لتعزيز حقوق الإنسان في دولة قطر عبر مزيد من الانضمام إلى الاتفاقيات الدولية وسن التشريعات الوطنية. وتوجهت الأمين العام للجنة الوطنية لحقوق الإنسان بالشكر إلى كل من تعاون مع اللجنة من الجهات والمنظمات وعلى رأسها المفوضية السامية لحقوق الإنسان، ومكتب الإجراءات الخاصة بالأمم المتحدة، واللجنة الفرعية لحقوق الإنسان بالبرلمان الأوروبي، ومنظمات حقوق الإنسان الدولية غير الحكومية كمنظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش وغيرها ، من أجل إظهار معاناة الضحايا من خلال العمل المهنيّ المسؤول في تناول كافة مراحل هذه الأزمة، ومن خلال تقاريرها التي عكست الوضع الإنساني الخطير لضحايا الحصار، وهو ما أثمر عن تشكيل رأي عام عالمي متجاوب مع معاناة الضحايا والمتضررين من هذا الحصار غير الإنساني. رجل الأعمال محمد الكواري: منتجاتنا الوطنية تنافس الشركات العالمية عرض رجل الأعمال محمد الكواري إحدى قصص النجاح التي ولدت من رحم الحصار قائلاً: أقف أمامكم اليوم وكلي فخر بما حققته الصناعات القطرية في سد احتياجات السوق المحلي في ظل مناخ صحي تسوده دولة القانون والمساواة شاكراً وقوف ودعم جميع الوزارات والأجهزة الحكومية على القرارات والتسهيلات التي دفعت بعجلة التقدم والتطور وبهدف الوصول إلى الاكتفاء الذاتي. وأضاف: لقد عملنا في قطاع الأغذية على تحقيق رؤية حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى في تصنيع غذائنا ودوائنا بمنتجات وخدمات من شأنها منافسة الشركات العالمية من ناحية الجودة والسعر، كما ارتقينا إلى مرحلة الابتكارات في جميع القطاعات وكانت هذه أفضل سنة من ناحية الإنجازات باعتراف الجميع. وعبّر الكواري عن السعادة بنجاح الشعب القطري يداً بيد مع المقيمين في تخطي العقبات وتحقيق النجاحات الواحدة تلو الآخر في جميع المجالات. أحد متضرري الحصار.. د. وفاء اليزيدي:الحصار حرم الأم القطرية من زيارة أبنائها وزوجها قالت د. وفاء اليزيدي- متضررة من الحصار الجائر على دولة قطر- إني لآسفة في مثل هذه الليلة الفضيلة من ليالي شهر رمضان المعظم أن أقف أمام جمعكم الكريم وأشارككم حقبة زمنية صعبة في حياتي وحياة عائلتي تسبب فيه الحصار الجائر على دولة قطر، مضيفة لا يخفى على الجميع أن هذه الحقبة تمثل في ظاهرها أزمة وشرخا أسريا وفي باطنها صمودا وعزة وكرامة لكل فرد من أفراد عائلتي . وتابعت: إن عائلتي الصغيرة لا تمثل إلا حالة من بين آلاف الحالات التي نالت نصيبها من الانتهاكات والآثار متعددة الأبعاد التي أصرت على أن تخلفها دول الحصار ولعل ذلك يتجسد خاصة في محاولة هذه الدول ضرب نواة المجتمع الخليجي و المس بمقاصد الشريعة الإسلامية وما تمليه المواثيق الدولية والعربية والخليجية واستخفاف مفضوح بصلات القرابة ووحدة الدم والمصير الذي يجمع كل شعوب الدول الخليجية. وقالت د. وفاء اليزيدي التي بدأت قصتها منذ أن تم فرض الحصار الجائر على قطر في الخامس من يونيو الماضي :أنا قطرية مطلقة من رجل بحريني و أم لـ 3 أبناء مقيمين بدولة قطر بشكل دائم، وُلدوا وترعرعوا وعاشوا على أرضها الطيبة حاملين للجنسية البحرينية التي لم نحسب في يوم من الأيام أن تكون مصدر تهديد لأبنائي وعائلتي التي صارت مهددة بالتشتت والفراق في أي لحظة نظرا لقرار مملكة البحرين التعسفي في حق رعاياها وتهديدهم بسحب جنسياتهم في حال عدم مغادرة دولة قطر . وأكدت أن هذه القرارات قد أدخلت هاجسا مرعبا في قلوب عديد الآباء والأمهات اللاتي ينتمين إلى عائلات مختلطة إذ لا يمكن للأم القطرية اليوم زيارة أبنائها وزوجها وأقاربها في أي دولة من الدول الخليجية الثلاث التي قد خلَقت ببيان مُرتخ بائس مئات الضحايا وانتهكت الإنسانية في ألح احتياجاتها , فنالت من حقوق الطفل ومست من الحق في الصحة وحرمت كثيرين من حقهم في التعليم وشتتت الأسر والعوائل وصادرت حتى حق المواطن القطري في أداء فريضة الحج والعمرة لافتة إلى أن الخلاصة كانت انكشافا لبشاعة الحسابات السياسية وحشر الأبرياء من مواطني دولة قطر ومقيميها وحتى رعايا هذه الدول في خلافات لا ناقة لهم فيها ولا جمل في درس سيئ الإخراج وسيئ العِبر. وأضافت: إن حالتي لا تمثل إلا حالة من بين الحالات العديدة التي تأثرت سلبا بطريقة مباشرة أو غير مباشرة بالحصار الجائر على دولة قطر ومازالت إلى اليوم تحصد تبعات قرارات تعسفية راهن مُصدروها على تضييق الخناق على دولة قطر حكومة وشعباً لكن سجل التاريخ وبعد عام عن هذه الواقعة أن هذه الدول هي من حوصرت أخلاقيا وتاريخيا أمام العالم والأمة العربية والإسلامية جمعاء وواصلت دولة قطر تنفيذ مخططاتها التنموية والاقتصادية على عكس ما هدفت إليه دول الحصار. ولفتت د. وفاء اليزيدي في كلمتها إلى التعامل الراقي لدولة قطر في هذه الأزمة قائلة : لم تتعامل بالمثل ولم يتم طرد أبنائي ولا تهجيرهم لكونهم حاملين لجنسية إحدى دول الحصار، لم يتم التضييق عليهم ولا التحريض على حياتهم على عكس ما تقوم به دول الحصار وهو ما يؤكد تحضر قطر حكومة وشعباً والتزامها التام بتعاليم ديننا الحنيف ومنظومة حقوق الإنسان.
مشاركة :