كان اليوناني جيورجيوس دونيس يجلس في قاعة المؤتمرات الصحافية بنادي الهلال قبل نحو 50 شهراً، وبالتحديد في أبريل 2016، وبين في حديثه أنه لا يخشى إقالته من منصبه، مستشهداً بقصة جورجي جيسوس مدرب بنفيكا الذي خسر 3 بطولات ثم انتقل إلى الغريم التقليدي سبورتينغ بعقد ضخم. في تلك اللحظة، لم يتصور الهلاليون ومعهم المدرب القادم من بلاد الإغريق أن الرجل الذي ضرب به المثل سيجلس على ذات الكرسي خلال الأسابيع القادمة ليشرح خطة عمله مع الهلال أمام رجال الإعلام. وقال دونيس في المؤتمر الصحافي ذاك: لا أخاف من اليوم الذي يعقب الخسارة، فأنا مولود في محيط كرة القدم، كما أحب أن أذكر الجميع بقصة المدرب البرتغالي جورجي جيسوس الذي خسر مع بنفيكا 3 بطولات، وهي الدوري البرتغالي وكأس البرتغال والكأس الأوروبية، لكنه لم يتوقف وأصبح مشهوراً وغنياً ويتولى تدريب سبورتنيغ لشبونة. في ذلك الشهر كان دونيس، الذي أمضى جل فترته دون أن يحظى بقبول أغلب الهلاليين، قد خسر المنافسة على الدوري بعد هزيمته أمام أهلي جدة 3-1، ويخوض ما تبقى من مباريات في الدوري دون هدف واضح، وسيغادر دوري أبطال آسيا من ثمن النهائي على يد لوكومتيف طشقند، ومع تلك الهزيمة سيحزم اليوناني أمتعته إلى الشارقة ليتولى تدريب فريقها، ويقال منه لاحقاً. وبالعودة إلى القصة التي ذكرها دونيس عن خلفه جيسوس، كان الأخير يقود بنفيكا في موسم استثنائي، أمضى أغلب الدوري البرتغالي متصدراً، ويلعب في نهائي الدوري الأوروبي وتأهل إلى نهائي كأس البرتغال. في الحادي عشر من مايو 2013، جيسوس يوجه لاعبي بنفيكا على خط التماس والدقيقة تشير إلى 92، والتعادل سيجعل ملامسته للقب الدوري أمراً حتمياً، لكن البرازيلي كيلفن لاعب بورتو أحرز الهدف القاتل، وأزاح فريق جورجي من الصدارة، وفاز بورتو باللقب في نهاية المطاف. بعد تلك المباراة بيومين، كان بنفيكا متعادلاً مع تشيلسي في نهائي الدوري الأوروبي، وفي ذات دقيقة هدف كيلفن، أحرز الصربي إيفانوفيتش هدف الفوز ليتوج الإنجليز باللقب، ويخسر جورجي جيسوس بطولة ثانية في ظرف يومين. وبعد أيام، كان الأمل الوحيد لإنقاذ الموسم هو كأس البرتغال، وقضى بنفيكا أغلب وقت المباراة متقدماً، عاد فيتوريا غيماريش من بعيد وسجل هدفين في آخر الدقائق، ويخرج جيسوس خاسراً بطولته الثالثة، قبل أن ينتقل إلى الغريم سبورتنيغ، ومع الأخير حقق لقب السوبر على حساب بنفيكا ذاته.