نشر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، على صفحته الرسمية على موقع «إنستغرام»، أمس، قصيدة جديدة بعنوان «مِسارْ»، تنبض بشموخ الفرسان وتحفل بمعاني الفخار والأنفة والمجد، وذلك بمناسبة فوز سموه بسباق الديربي الإنجليزي، أشهر وأعرق سباقات الخيول الكلاسيكية في العالم. إثر أداء فريد للمهر «مِسارْ». ويخاطب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في هذه الرائعة الشعرية الجديدة، سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، بأنه يليق به الاحتفاء والزهو بهذا الفوز التاريخي ذي المكانة الرفيعة والذي يطابق حال سمو الشيخ حمدان بن محمد ويروي شغفه ودأبه. فهو المحب للتفوق والتواق إلى التميز وتبوؤ أعلى المراتب على الدوام. كما يهدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم هذا الفوز، باسمه وباسم الشيخ حمدان بن محمد، إلى شعب الإمارات الكريم الذي تربى على العزة والتعلق بالنجاح.. خصوصاً وأنه إنجاز خليق بالتأريخ والتخليد ويليق بالإمارات وقادتها وأهلها. وتحفل معاني وأبيات هذه الرائعة الشعرية الجديدة للشيخ محمد بن راشد، بتعابير جزلة وقوية، كما أنها عامرة بأوصاف وتشبيهات غاية في الروعة، إذ يروي سموه معها جميعاً، كيف أن هذا الفوز مستحق لأهله، وموضحاً أيضاً، أن المهر «مِسارْ» من نسل خير الخيول، وليس بجديد أو غريب عليه الفوز. وهذا ما يشهد له به المضمار ويبرهنه، مبيناً سموه هنا أنه منذ البداية، اختار مِسارْ لهذه المنافسة بلا تردد، كونه يعرفه ويخبره جيداً..فطالما تبدى وكأنه يسابق الريح. ويشبه الشيخ محمد بن راشد المهر بالجلمود والسيل. ويسلك سموه في هذه الرائعة الشعرية سبيل عمالقة شجعان العرب وشعرائهم في امتداحهم الخيل وذكر مآثرها وصفاتها. إذ يعكس في معرض وصفه وتشابيهه ضمنها، سعة المخزون الأدبي الذي يتملكه ورقي المشاعر التي تربطه، وهو القائد الفارس والشاعر، بجواده، مبيناً القيمة الغالية التي لا تقدر بثمن للخيول. شاعر العرب منشداً قصيد العز على صهوة الفوز اسمحوا لي سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أن أبدي إعجابي بصاحب الخيل أولاً قبل الخيل، وقبل مَن جلس على متن الخيل ليسجل هذا الفوز المشرف. إن الجواد لم يكن جواداً لو لم تكن أنت جواداً معه، وإن راكب الخيل لم يكن يسجل مثل هذا الفوز لو لم يكن قد تدرب على يديك، وفهم ما تريده منه ومن الجواد وما يريد الجواد منكما. نعم، وحصانك يا سيدي لا أحد يشك في أنه أصيل وابن أصيل، وأنه عاش أباً عن جد في إصطبلات آل مكتوم الكرام. لذلك فإنه وإن كان يجري ويركض ويتسابق على أرض شقراء، فإن دم العروبة يجري في شرايينه، وسمرة كثبان صحرائنا تتخيل له كرّاً بعد كرّ، وهذا الموقف يذكّرني بقول الفيلسوف الباكستاني محمد إقبال الذي يقول: أنا أعجميّ الدنّ لكنْ خمرتي صنعُ الحجاز وكرمِها الفينانِ إن كان بي نغمٌ الهنود ولحنُهم لكنّ هذا الصوتَ من عدنانِ أجل يا سيدي، ومن تراه أنت أو ما تراه في عين سموك كبيراً، فإنه من غير شك يكون في عيوننا كبيراً، لأننا نعرف من أنت، فننظر بنور معرفتك وإلهام هامك، ونعرف نحن ما حجم شعورك وإحساسك، وما دقة تقديرك وتقييمك للشيء، وقديماً قال الشاعر: إذا قالت حذامِ فصدقوها فإن القول ما قالت حذامِ فأنت لم تبالغ في وصفك لـ«مسار»، والواقع يشهد لما تقول، ومن حقك أن تقول في حق حصانك هذا: مِسارِ إسمِهْ سارْ في كِلِّ مسيارْ تِلادِ للمكتومِ مِنْ سَبْعَةْ إجدودْ خيارْ نَسلِ خيارْ مِنْ خيرَةْ إخيارْ لِهْ يشهَدْ المضمارْ للفوزِ مَفرودْ لوُ قالَوْا الشِّعَّارْ في وَصفَهْ أشعارْ يزيدِ في المِقْدارْ زودٍ علىَ زودْ ودايِمْ ترَىَ لِكْبارْ فْ فعولِها إكبارْ وإلاَّ الرِّدي تِلقاهْ خايِفْ ومَلهودْ نعم، العظمة لا تشترى من السوق ولا تباع في شوارع الادعاء، ولكنها تورث من الآباء والجدود، والعظمة لا تنبت في المنبت السوء، وإنما الطيب يلد الطيب، وإلا لم يحذرنا الحديث النبوي الشريف بقوله: «إياكم وخضراء الدِّمن»، قالوا: وما خضراء الدِّمن يا رسول الله؟ قال: «المرأة الحسناء في المنبت السوء». اختيار صائب سيدي صاحب السمو، أهنئكم بفوز «مسار»، وبقدر ما أهنئكم أبارك لكم حسن الاختيار، وقديماً قال عبد الملك بن مروان: اختيار الرجل نصف عقله. نعم نعم، اختيارك لهذا الحصان في هذا المكان كان في مكانه، وأنت من أنت؟ لقد خبرت الخيول ودرست أنسابها وفهمت لغاتها وشياتها ومرامها ومراميها، فلا تشتبه عليك الأصوات، ولا تلتبس عليك الصفات، وتبادلتما الحب والغرام طويلاً طويلاً لدرجة الهيام، وقد قلت أنت في إحدى قصائدك: مَن علّم الخيل ان باسمي تناديني واني إذا جئت م البعد اتلقاني تفرح بقربي وتمازحني وتحييني وإن غبت عنها على نار اترياني تدرك وجودي وتعرفني وتغليني وتبش لي وبس قاصرها اتحفاني وقلت أيضاً: وللخيل أنساب وأوطان وبلاديني وفي الخيل أسرار محفوظة بكتماني أقول: الله الله، عندما يصف الشيخ محمد بن راشد الخيل، وبخٍ بخٍ للخيل عندما تحظى بمديح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لها، فما كل خيل تحظى بمديحه، ولا كل مديح في الخيل يعد مديحاً، وصدق الشاعر حيث يقول: لو يسمعون كما سمعتَ كلامَها خرّوا لعَـزَّةَ ركَّعاً وسجودا ثم يقول سموه: شِفْ وإسمَعِ الأخبارْ لاتْسَوِّيْ أعذارْ النَّارْ تَنتِجْ نارْ والَوَعْدِ موعودْ يومْ إجمَعَوْا الأمهارْ ما إحتَرتِ شَ أختارْ مِسارْ لأجْلِهْ النَّصرِ مضمونِ مَعقودْ بِهْ يَقْصِرْ التَّفكيرِ وتْتيهِ الأفكارْ هلْ هوُ رمِكْ أوْ ريحِ أوْ جِنِّ مَعدودْ في الدِّيرِبي والكونْ يشهَدْ بالأنظارْ كانِ البِطَلْ والنَّاسِ شاهِدْ ومشهودْ وَصْفَهْ علىَ الإعصارْ للخيلِ عَصَّارْ في سالِفِ الأشعارْ سيلٍ وجَلمودْ مشهد رائع وهكذا يسترسل شاعرنا بكل فخر في وصف حصانه وانطلاقته النارية، وشجاعته الفائقة، حيث يقول عنه إنه برغم أنه أحيط بجيش جرار من الخيول المعروفة في مضامير السباق، فإنه لم يبالِ بجمعهم، وانطلق وهو واثق بنفسه، وواثق بالنصر بإذن الله. ولو كان غير «مسار» لربما هاله المشهد ذاك في «الديربي» والأنظار مشدودة إليه، لكنه البطل المغوار الذي يخيف ولا يخاف، فانطلق كالإعصار الذي فيه نار، أو جرى كالسيل أو كالجلمود ينفلت من المكان العالي فلا يوقفه شيء. هذا، ولم يصف سموه الجواد فقط بهذا الوصف، بل وصف راكبه أيضاً، فهو كان على متن جواده كالطير الطائر، على متن حصان مِكّر غير مِفرّ، مُقبل غير مدبر، وكجلمود صخر حطّه السيل من عل. لقد أثار الغبار في وجوه من وراءه، وأثار الإعجاب والإعجاز في محيط من حضروا للمشاهدة والمتابعة، ومن شدة سرعة عدو الحصان لم يستطيعوا مشاهدة الحصان، بل رأوا آثار وقع حوافره وجلبته في المضمار، ففرح من فرح بذلك السبق الرائع، وابتلع الحسرة من ابتلع، وماذا علينا من الحساد، والشاعر يقول: دع الحسودَ وما يلقاه من كمدِهْ يكفيك منه لهيبُ النارِ في كبدِهْ إن لمتَ ذا حسد نفّست كربتَهُ وإن سكتَّ فقد عذبته بيدِهْ صدارة ومراس وشاعرنا مثلما سجل إعجابه بجواده سجل إعجابه بـ«جوكيه» الذي طار بالجواد إلى عالم الصدارة والفوز والنصر، وهو يستحق الثناء لأنه مشهود له بالجدارة، وهو ذو مراس طويل في مضمار السباق، وهو ليس ابن يومه. وبعد ذلك، قد حقّ لهذا الحصان أن يصفه الشاعر بالضابط ويصف سائر الخيول بالجنود، ويصفه بالسيف البتار الذي يكسر سائر السيوف من غير أن ينكسر. ويقول شاعرنا حول كل هذه المعاني: وبْلا جناحٍ طارْ جوكيهِ طَيَّارْ كَرَّارْ مَبْ فَرَّارْ لِهْ خَصرْ مَجلودْ ماشَيِّ غيرِ إغبارْ في وجوهِهُمْ ثارْ بَسْ إتبَعَوْا الآثارْ في الحَلبهْ إتْقودْ يسبَحْ ولِهْ تَيَّارْ بالخوفِ هَدَّارْ موجِهْ بغيرْ أسيافِ عَبَّابِها عودْ لِهْ تشخَصْ الأبصارْ مايومِ بي بارْ فيهْ الدِّوا لِكْبودِ والسَّمِّ لِكْبودْ وإنْ قِلتِ يا سَتَّارْ تَنْجي مِ الأخطارْ خَلِّهْ سبَبْ وإختارْ مَصْيونِ مفنودْ قايدٍ ع كلِّ الخيلِ في جيشِ جَرَّارْ وباقي الرِّمَكْ ضِبَّاطْ في الأمرِ وجنودْ هوُ سيفِنا البَتَّارْ بِهْ ناخِذْ الثَّارْ الكاسِ لهْ مَحروزِ والنَّصرِ موعودْ تبريكات وبعد أن حقق «مسار» هذا الفوز الكاسح، توجّه الشيخ محمد بن راشد، الشاعر الفارس، إلى قرة عينه وحبيبه الغالي الذي يشاركه في الحس والإحساس وفي الشعر والشعور، توجه إلى سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، يتبادل معه التبريكات بالفوز، ويوضح له مدى إعجابه بأداء هذا الحصان الذي لا يُشق له غبار. وبيّن أن مثل هذا الحصان لا شك أنه محسود، بل وراعيه محسود عليه أيضاً، وكل ذي نعمة محسود، فما بالك بنعمة كهذا الحصان الذي أربك خيول العالم وفرسانهم، نسأل الله أن يحفظ الحصان وراعي الحصان من شر الحاسدين. نعم، والجميل عند صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، أنه في ساعة النصر لا ينسب الفضل إلى نفسه فقط، ولا إلى عائلته فقط، بل يشرك شعبه أيضاً؛ فهو رجل يعمل ضمن الفريق، ويهيئ دائماً الصف الثاني والثالث لتسلّم المسؤولية، وبالتالي فإن النجاح نجاح المجموعة لا الفرد. لذلك فإنه يهدي هذا الفوز إلى دولة الإمارات قيادةً وشعباً، بل يخص شعب دولة الإمارات بالذكر، بمناسبة قرب حلول عيد الفطر، فليحتفل شعب الإمارات بالعيد قبل العيد، وليبقَ هذا الفوز تذكاراً في ذاكرة الأيام، وحول ذلك المعنى يقول سموه: ها الفوزِ يا حَمدانِ منْ مثلهْ إتغارْ أهلِ الرِّمَكْ راعيهِ ماعاشِ مَحسودْ يااللِّي لِكْ بدارِكْ مكانِهْ ومقدارْ ماهوُ جديدْ الفوزِ لكْ دومِ مَحْصودْ إنتِهْ وأنا نَهديهِ للشَّعبِ والدَّارْ هوُ عيدِ قَبلِ العيدِ بِهْ خيرْ وسْعودْ فوزٍ لباقي الوَقتِ بَيتَمِّ تذكارْ ماينتهي ما مَرَّتِ البيِضِ والسُّودْ أقول: فليفهم العالم كيف ينظر القائد في دولة الإمارات إلى شعبه، فإذا كان القادة الآخرون يضعون جدراناً بينهم وبين أفراد شعوبهم، فإن محمد بن راشد القائد يضع أفراد الشعب في منزلة ولده، فيقاسمهم الفرحة والسعادة، ولا فوقية موجودة في دولة الإمارات، ودبي قلب يتسع كل أطياف العالم. عاشت دولة الإمارات، ودامت انتصاراتها في ظل قيادتها الرشيدة، ودامت دبي في الصدارة، ودام الأمن والأمان والرخاء والاستقرار في ربوع وطننا الحبيب. قصيدة بديعة تخلد حدثاً بطولياً في مسيرة فارس العرب المظفرة (حُبّ الخيلِ يَسْري في دَمي... أنا أعشقُ الخيل). هكذا يلخّص صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، حفظه الله، طبيعة هذه العلاقة السرية بينه وبين الخيل، إنّه العِشق. وكفى به من تفسيرٍ يلخّصُ الحكايةَ كلها، ويضع بين يدي قُرائه وعُشّاق شعره المفتاح السري لفهم طبيعة شعره الذي يغترفُ من أعمق نقطة من القلب، فهو حين يكتب عن الخيل يكتب بلغة الحب المُقطّرة المرهفة التي لا يُدانيها في الرقة والرهافة إلا حديثُه وشِعرُه عن الظباء الفاتنات اللواتي يَسْلُبْنَ القلب، ويُشعلْنَ في الحنايا حرائق الوجد والشوق والحنين. قبل أيام قليلة فاز حصان صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، «مسار»، بالمركز الأول في سباق الديربي الإنجليزي الذي يُعتبر السباقَ الأبرز والأغلى في بريطانيا، حيث حقّق حصانُ صاحب السموّ هذا الإنجاز الفريد الذي يتنافس لتحصيله أشهر مدربي الخيول في العالم ممن يهتمون بالسلالات الأصيلة، فجاء هذا الفوز الباهر ليكون استحقاقاً على الجهود المضنية التي بُذلت في هذا السباق الشهير. وليكون فارس العرب والإمارات في الطليعة التي لا يؤمن بسواها في الحياة تحقيقاً لفكرة الفروسية التي هي سرّ شخصية صاحب السموّ، وتسري في دمائه وتتجلى في جميع مسارات حياته العملية والإبداعية وليس فقط في هذا الإنجاز الفريد للحصان الجامح (مسار)، فما كان من صاحب السموّ إلا أن كتب هذه القصيدة البديعة تخليداً لهذا الحَدَث البطولي في مسيرته الرائعة المظفرة. مِسارِ إسمِهْ سارْ في كِلِّ مسيارْ تِلادِ للمكتومِ مِنْ سَبْعَةْ إجدودْ خيارْ نَسلِ خيارْ مِنْ خيرَةْ إخيارْ لِهْ يشهَدْ المضمارْ للفوزِ مَفرودْ ميراث نفيس وكما فرض (مسار) وَسْمَهُ واسمه وهيبته على أفخم السباقات العالمية، فرض اسمه على مطلع هذه القصيدة تأكيداً على جلالة قدْره في نفس صاحب السموّ، فهو حصان قد شرّق اسمه وغَرّبت شُهرته في كل مكان ومسير. ولا غرْوَ في ذلك؛ فهو ميراثٌ نفيس قد توارثه صاحب السمو عن أجداده الصِّيد الكرام (آل مكتوم) منذ سبعة أجداد، وهم يحافظون على نسبه العريق، شأنهم في ذلك شأنُ أجدادهم العرب الشجعان الذين كانت الخيل أعزّ عليهم من المال والولد؛ فدماء العروبة السارية في عروق هذا الفارس الشجاع لا تتغير . ولا تنسى تقاليد الآباء والأجداد التي هي عنوان فخر واعتزاز، فكيف إذا كان هذا الحصان الجامح المؤصّل خياراً من خيار تشهد له حلبات السباق بالفوز، ويحتلّ عن جدارة واستحقاق المركز الأول مهما كان المضمار وكانت المسافات والتحديات؛ فهو حصانٌ متفرّدٌ باسلٌ لا يعرف إلا الفوز طريقاً للحياة، لتبتهج أسارير صاحب السموّ، وتلتمع الفرحة في عينيه بهذا الإنجاز الاستثنائي البديع. لوُ قالَوْا الشِّعَّارْ في وَصفَهْ أشعارْ يزيدِ في المِقْدارْ زودٍ علىَ زودْ ودايِمْ ترَىَ لِكْبارْ فْ فعولِها إكبارْ وإلاَّ الرِّدي تِلقاهْ خايِفْ ومَلهودْ إنّ هذا الحصان المميّز هو فوق الوصف، فلو نطقت ألسنةُ الشعراء بمدحه ووصفه لكان وصفه فوق ما يقوله الشعراء (زودٍ على زودْ)؛ فهو مثل السادة الكبار أصحاب الفعال الكبيرة الذين لا يوفيهم الشعر والمديح حقهم، بخلاف الرديء الأصل والعنصر فهو دائماً ممتلئ القلب بالخوف والحذر والجبن، لا يشعر بطعم الفروسية، فهو ملهود القلب مضغوط المشاعر لا يتذوق طعم المكارم فضلاً عن مناقب الفرسان. شِفْ وإسمَعِ الأخبارْ لاتْسَوِّيْ أعذارْ النَّارْ تَنتِجْ نارْ والَوَعْدِ موعودْ يومْ إجمَعَوْا الأمهارْ ما إحتَرتِ شَ أختارْ مِسارْ لأجْلِهْ النَّصرِ مضمونِ مَعقودْ جدارة واستحقاق في هذا المقطع تبدأ قصة الحصان والفروسية، فهو مثل شرارة النار لا ينتج عنها إلا النار، فلا داعي للتغاضي عن أخبار هذا الحصان القوي المتين؛ فحين فكّر صاحب السموّ باختيار حصان للمشاركة في هذا السباق العالمي لم يتردّد لحظة واحدة في اختيار (مسار) ذلك الحصان الذي يُبيّض الوجه ويرفع الرأس، ويتفوق على أعظم السلالات، ولا يسمح لأقوى الأحصنة بتجاوزه. بل يتركها تركض في غباره، ويُحَمْحِم لصاحبه من بعيد وكأنه يلوّح بإشارة النصر، فهو حصان ميمون النقيبة، مبروك الوجه، مضمون التفوق والفوز، قد صنعه صاحب السموّ (بو راشد) على عينه، واعتنى به أعظم عناية، وجعله كنزاً مخبوءاً لهذا اليوم الأغرّ، ومن عرف شيئاً من طبيعة العلاقة بين صاحب السموّ وبين خيله عرف أنّ هذه النتائج هي ثمرةُ جهد عظيم من التدريب والاستعداد والتصميم على انتزاع المكانة الأولى عن جدارة واستحقاق. بِهْ يَقْصِرْ التَّفكيرِ وتْتيهِ الأفكارْ هلْ هوُ رمِكْ أوْ ريحِ أوْ جِنِّ مَعدودْ في الدِّيرِبي والكونْ يشهَدْ بالأنظارْ كانِ البِطَلْ والنَّاسِ شاهِدْ ومشهودْ إنّ هذا الحصانَ الأعجوبة هو ممّا تحتار فيه الأفكار، فهل هو حصان أصيل فقط أم ريح تسابق الريح لشدة سرعتها أم هو من الجنّ، جنّ سليمان الذين يقدرون على ما لا يقدر عليه البشر!! وليس هذا الأمر مجرد دعوى، بل هو أمر مقرون بالأفعال، ومن كان في شكٍّ من ذلك فلينظر إلى بطولة هذا الحصان في ديربي الأبطال، حيث كان الناس يشاهدون هذا التفوق الأسطوري لهذا الحصان الأسطوري، بحيث تفوّق على جميع الخيل المشتركة في هذا السباق النخبوي الذي لا تشارك فيه إلا أفضل السلالات وأعرقها وأغلاها. وَصْفَهْ علىَ الإعصارْ للخيلِ عَصَّارْ في سالِفِ الأشعارْ سيلٍ وجَلمودْ وبْلا جناحٍ طارْ جوكيهِ طَيَّارْ كَرَّارْ مَبْ فَرَّارْ لِهْ خَصرْ مَجلودْ صورة متفرِّدة ومنذ قديم الزمان والشعراء يتغنون بأوصاف الحصان الجامح القوي، وفي هذا المقطع يؤكد صاحب السموّ هذا المعنى، حيث يؤكد أن حصانه يعصر الخيل عصراً ويسبقها رغم آنافها، ويستذكر بطريقة في غاية الذكاء والروعة ذلك الوصف الخالد الذي وصف به امرؤ القيس حصانه الشهير في معلقته الشهيرة حيث قال: مِكَرٍّ مِفَرٍّ مُقبلٍ مُدبرٍ معاً كجلمودِ صخرٍ حطّه السيلُ من عَلِ وقد اتفق نقاد الشعر القديم على أنّ هذا البيت من أبدع ما قالته العرب في وصف الحصان وسرعته وشدة حركته، وها هو صاحب السموّ يعيد رسم الصورة العريقة حين يشير بمنتهى الذكاء إلى هذه الصورة المتفردة التي رسمها أمير الشعر القديم امرؤ القيس لحصانه الشهير، وتزداد الصورة تفصيلاً وتحديثاً بتشبيه الحصان (مسار) بالطائرة التي تطير بلا جناح يقودها طيار بارع يخترق السحاب، كناية عن سرعته الفائقة التي قهر بها جميع الخيول المشاركة في السباق. ماشَيِّ غيرِ إغبارْ في وجوهِهُمْ ثارْ بَسْ إتبَعَوْا الآثارْ في الحَلبهْ إتْقودْ يسبَحْ ولِهْ تَيَّارْ بالخوفِ هَدَّارْ موجِهْ بغيرْ أسيافِ عَبَّابِها عودْ هذا كل ما استطاعت الخيول المشاركة أن تدركه من المسار، ذلك الحصان الرهيب الذي لا تكاد الخيل تلحق حتى غباره الذي نثره (مسار) في وجوهها حين اندفع كالسيل الهادر والبرق الخاطف لينتزع بالقوة المركز الأوّل وكأنه يسبح في قلب البحر وهو يهدر ويحمحم ويعدو بكل بسالة واقتدار كي يكون عند ظن صاحب السموّ الذي وضع فيه ثقته الكاملة. لِهْ تشخَصْ الأبصارْ مايومِ بي بارْ فيهْ الدِّوا لِكْبودِ والسَّمِّ لِكْبودْ وإنْ قِلتِ يا سَتَّارْ تَنْجي مِ الأخطارْ خَلِّهْ سبَبْ وإختارْ مَصْيونِ مفنودْ لقد كانت العيون متسمرة في أحداقها وهي تتابع الاندفاعة المذهلة لحصان صاحب السموّ، هذا الحصان الذي ما خذل صاحبه في يوم من الأيام، فهو حصانٌ عجيب الشأن، فيه الدواء لكبد الأحباب الذين يحبونه ويحبون إنجازات صاحب السموّ، وفيه الداء والسمُّ لكل من تسوّل له نفسه مباراة هذا الحصان العريق ومسابقته، فهو الحصان الذي لا يعرف سوى المرتبة الأولى، لذلك حين يختاره صاحب السموّ يكون قد توكل على الله وطلب إليه النجاة من أخطار الفشل والإخفاق، فهو حصانٌ قد تمّ اختياره عن علم وخبرة، وكيف لا يكون كذلك وهو الحصان المصون المفنود الذي تمّ فرزُه وتربيته وتدريبه بعناية فائقة. قايدٍ ع كلِّ الخيلِ في جيشِ جَرَّارْ وباقي الرِّمَكْ ضِبَّاطْ في الأمرِ وجنودْ هوُ سيفِنا البَتَّارْ بِهْ ناخِذْ الثَّارْ الكاسِ لهْ مَحروزِ والنَّصرِ موعودْ وهذه واحدة من أبدع الصور الدالة على المكانة الفريدة لهذا الحصان العظيم في نفس صاحب السموّ، فهو يشبّهه بالقائد الذي يقود الجيش ويكون الجميع تحت إمرته تماماً مثل القائد العسكري الذي ينصاع لأوامره جميع مرؤوسيه من الجنود والضباط، وهذه صورة فريدة لهذا الحصان الذي يرى فيه صاحب السموّ سيفاً قاطعاً بتّاراً يدرك به الثأر، وتستعاد به الحقوق، فالكأس مضمون والنتيجة محسومة، والنصر وعد لا مجال لإخلافه. ها الفوزِ يا حَمدانِ منْ مثلهْ إتغارْ أهلِ الرِّمَكْ راعيهِ ماعاشِ مَحسودْ يااللِّي لِكْ بدارِكْ مكانِهْ ومقدارْ ماهوُ جديدْ الفوزِ لكْ دومِ مَحْصودْ نتيجة متوقعة في هذا المقطع يتوجه صاحب السموّ بكلامه لولده ووليّ عهده البارّ والفارس سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، حيث يؤكد له أنّ هذا الفوز سوف يسبب الحسد والغيظ في نفوس كثيرين ممن لا يستطيعون تحقيق مثل هذا المجد، لكن صاحب السموّ يستوعب ذلك ويقرر أن أهل المكارم دائماً محسودون من العاجزين عن فعل الانتصارات وتحقيق الأمجاد، مؤكداً أن لسموّ الشيخ حمدان مكانةً فريدة بين ربعه وقومه وأبناء وطنه لأنه قريب منهم، وأنّ الفوزَ ليس شيئاً مستغرباً بل هو نتيجة متوقعة إن لم تكن محسومة. إنتِهْ وأنا نَهديهِ للشَّعبِ والدَّارْ هوُ عيدِ قَبلِ العيدِ بِهْ خيرْ وسْعودْ فوزٍ لباقي الوَقتِ بَيتَمِّ تذكارْ ماينتهي ما مَرَّتِ البيِضِ والسُّودْ ولا أعرف إنجازاً متميزاً لأبي راشد حفظه الله، وكل إنجازاته متميزة، إلا وجعله هدية لوطنه الحبيب، فهذا الرجل الشيخ الفارس منذورُ القلب لوطنه، عظيم الولاء لترابه، فهو يخفق بحبه، ويعيش لأمجاده، ولا يطيب له خاطر إلا إذا رأى الإمارات خافقة العلَم مرفوعة اللواء في كل مكان. وها هو لا تطيب نفسه بهذا المجد وهذا النصر الرفيع إلا إذا جعله هدية لوطنه، وما أجملها من هديةٍ تقدّمت عيد الفطر السعيد بأيامٍ معدودات وكأنّ الشيخ كان على موعد مع هذه الأيام السعيدة المباركة لكي تفيض أيامه بالسعادة والسرور، ويكون هذا الفوزُ تذكاراً متجدداً لا يبلى على مرور الليالي والأيام. سعيدةٌ بك الديار يا فارس الدار... ودمتَ فارساً مِقداماً طامحَ النظر إلى الأفق البعيد البعيد.
مشاركة :