الصوم يعزز خصوبة النساء والرجال

  • 6/7/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

لندن - قبل الشروع في العلاج الهرموني أو غيره من العلاجات المساعدة على تقوية الخصوبة، بينت البحوث أن رمضان يعد فرصة هامة لمن يرغب في الإنجاب. فيمكن اعتبار الصوم بمثابة برنامج متكامل لإعادة تهيئة الجسم وسائر خلاياه وتحسين جودة الحيوانات المنوية للرجل وتنظيم عملية الإباضة لدى المرأة. وكانت دراسة أميركية، صادرة عن مركز فريد هتشنسون لأبحاث السرطان، في سياتل، قد ربطت بين الصوم وتحفيز القدرة الإنجابية لدى النساء. وتوصل الباحثون، بعد إجراء الدراسة على نوع معين من الديدان، إلى أنها تتوقف عن الإباضة عند الشعور بالجوع، ولا تبقى لديها سوى بعض الخلايا الجذعية. لكن حين تُستَأنف الظروف الغذائيّة الطبيعيّة، يُمكِن للخلايا الجذعيّة الباقية أن تنتج بويضات مفعمة بالحيويّة. وكان العلماء يعتقدون أنه عند تجويع الحيوانات التجريبية، فإن جهازها التناسلي سيدمّر بالكامل. لكنهم اكتشفوا العكس تماما، حيث تبين أن خصوبة تلك الحيوانات بلغت ذروتها بعد فترة الصوم. وترى الدراسة أنّ الآلية التي تقف وراء حفظ وتمديد فترة الخصوبة عند الديدان، هو بروتين معيّن يؤدي إلى تحفيز الأيض عند المرأة. ويعتبر هذا البروتين مماثلاً لمختلف البروتينات التي توجد في جسم الإنسان، وتنتمي جميعها إلى أسرة بروتينات يُطلق عليها اسم “المُستقبلات النوويّة”، ومنها هرمون الأستروجين. وتنشط البويضات عند الصوم الذي يحرق جزءا كبيرا من مخزون الدهون بالجسم. وتشبه هذه العملية ما يتم اعتماده ضمن إحدى مراحل علاج ضعف الخصوبة. فيقوم الطبيب، عادة، بإعطاء النساء اللواتي يشكون من الوزن الزائد أو كسل في المبايض والذي يعزى، على الغالب، إلى تراكم الدهون، علاج المتفورمين الذي يحفز الخلايا على استقبال الأنسولين فتحرق السكر، مما يؤدي إلى إزالة الدهون حول المبايض ويزيد من تدفق الدم. وتنشط بذلك عملية التبويض مما يؤدي إلى إنتاج بويضات جيدة وذات نوعية أفضل. 10 كيلوغرامات زيادة في الوزن قد تقلل من خصوبة الرجل بنسبة 10 بالمئة ويأمل العلماء المشرفون على هذه الدراسة، أن تكون التجربة نفسها قابلة للتطبيق على النساء، شريطة ألا تكون عمليّة التجويع بحد ذاتها تشكل خطراً على صحة المرأة، وألا يعتمد الصوم كأحد علاجات الخصوبة الدائم. وتؤكد الدراسات أن الصوم يؤدي إلى إزالة السموم من الخلايا وإعادة توازن الهرمونات في الجسم وإعطاء الكبد القدرة على ضبط الهرمونات الزائدة داخل الجسم مثل هرمون الكورتيزول (هرمون التوتر الذي يمكن أن يؤدي إلى الالتهابات والإرهاق وسوء تأدية الخلايا لوظائفها)، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى العقم، في النهاية. جدير بالذكر، أن دراسة سابقة كشفت أن مخاطر عدم الإنجاب تزيد عند الرجال البدناء مقارنة مع أقرانهم الأقل وزنا. وكتب الباحث ماركو سالمن من المعهد الفنلندي للصحة المهنية في هلسنكي وزملاؤه في المعهد القومي لعلوم الصحة البيئية في متنزه ريسيرش تريانغل بولاية نورث كارولاينا الأميركية في أحد أعداد دورية “علم الأوبئة” أن كل 10 كيلوغرامات زيادة في الوزن قد تقلل خصوبة الرجل بنسبة 10 بالمئة. ودرس الباحثون حالات أزواج حاولوا الحمل خلال أربع سنوات، ممن تقل أعمار زوجاتهم عن 40 عاما. وقارنوا مؤشر كتلة جسم الرجال لقياس نجاح محاولات الحمل. ووجد سالمن وزملاؤه أن الخصوبة تقل بين الرجال الذين كانت علامة مؤشر كتلة الجسم لديهم 26 أو أعلى وتقل أكثر كلما ارتفع المؤشر وزاد احتمال العقم بنسبة 12 بالمئة مع كل زيادة قدرها ثلاث نقاط على مؤشر كتلة الجسم. وقال سالمن إن زيادة الوزن قد تقلل تركيز وعدد الحيوانات المنوية وتغير التوازن الهرموني وترفع درجة حرارة كيس الصفن (الخصية)، كما أن الرجال الذين يعانون من زيادة الوزن قد تكون لديهم ببساطة طاقات انفعالية أقل وممارسة أقل للجنس عن الرجال ذوي الوزن الطبيعي. الخصوبة تقل بين الرجال الذين كانت علامة مؤشر كتلة الجسم لديهم 26 أو أعلى وتقل أكثر كلما ارتفع المؤشر ورغم أن الدراسة لم تستطع الإجابة عما إذا كان إنقاص الوزن يمكن أن يعيد الخصوبة، فإن سالمن وفريقه قالوا إن نتائجهم يجب اعتبارها خطوة أولى في تقييم العلاقة بين زيادة الوزن والبدانة وخصوبة الرجال. كما توصلت دراسة هولندية إلى أن تعديل نمط الحياة التي تعتمد نظام الأكل غير الصحي وعدم فسح فترات راحة للمعدة، يساعد في تخفيض الوزن ورفع احتمال الحمل. شاركت في الدراسة 290 امرأة ضمن برنامج تغيير نمط الحياة لمدة 6 أشهر سابقة بمدة 18 شهرا قبل الشروع في علاج العقم، في حين شرعت 287 من النساء في علاج العقم مباشرة خلال نفس فترة الدراسة لمدة 24 شهرا. وكان متوسط فقدان الوزن 4.4 كغ في المجموعة الأولى و1.1 كغ في المجموعة الثانية. وكانت النتائج أن معدل الحمل الطبيعي في المجموعة الثانية، أقل بكثير من مجموعة النساء اللواتي تلقين تدخلا لتعديل نمط الحياة قبل علاج الخصوبة.

مشاركة :