اتحسر ومعى الكثيرين من أبناء جيلى محبى وهواة القراءة على زمن جميل مضى، حيث كان الشعار المحبب الى النفس سائدا في ذلك الحين هو شعار القراءة للجميع.ومهرجاناته السنوية حيث كانت الدولة تتحمل أكثر من نصف ثمن الكتاب لتشجيع الشباب والأطفال على حب القراءة والمعرفة لما لها من فوائد علمية ومعرفية.وحتى فى تكوين الشخصية كان ذلك الجيل محبا بالفطرة للقراءة وكان لديه نهم شديد ودائم للقراءة وحب المعرفة والاستطلاع الايجابى.واتذكر حينما كنت انا وزملائى بالمدرسة نتراهن على من منا سيكون الاسرع فى قراءة كتاب معين بل وتلخيص محتواه ببعض الصفحات.كدليل منا على قراءته كاملا بل وفهم محتواه فهما كاملا حتى ان قابلنا بعض الغموض به نعدو سريعا الى اقرب مدرس لنعرف منه تفسيره.وكان الجميع بطواقم العمل بالمدرسة يشجعنا على القراءة حيث اجتماعات المكتبة والاعداد للاذاعة المدرسية يوميا واقامة المسابقات.بين المدارس وفصول المدرسة نفسها وكانت الجوائز عبارة عن كتب مجانية لكل من يربح المسابقة صراحة حتى الان مازلت غير مقتنع بل ومحتفظ.بشكل شخصى بأن يكون الانترنت يوما بديلا لكتاب ذلك الصديق الذى ربى اجيال مثقفة واعية ولديها كمية كبيرة من المعرفة ولو بقدر بسيط حيث ان الانترنت تظل معلوماته ومحتويات اغلب مواقعة بمصادر غير رسمية ولا موثقة مما يشكك فى مصداقيتها عكس الكتاب الذى له مؤلف معروف ومر برقابة ومراحل تنقية حتى فى اخطائه الاملائية من المطابع كان يتم تصويبها بآخر صفحات الكتاب.ولا يمكن ابدا مقارنة الكتاب ابو المعلومات والمعرفة بعالم الانترنت ذلك الكتاب الذى اصبح مهملا بكل اسف.ولم يعد له اصدقاء كالسابق واصبح الجميع مدمنا لعالم الانترنت تاركا عقله لكل ما يقرأ دون غربلة او فلترة الغث من الثمين.اتذكر بكل اسف ذلك الامر حينما انظر لمكتبتى الخاصة التى جمعتها منذ طفولتى حتى الان فهناك كتب ومجلات الأطفال جنبا الى جنب.بجوار كتب الادب والتاريخ وعلم النفس تلك الكنوز التى نفقدها بارادتنا بكل اسف واصبح الحاسب او الهاتف هو البديل !!الشىء بالشىء يذكر فمنذ ظهرت لنا مواقع التواصل الاجتماعى التى يجب وصفها بمواقع التنافر الاجتماعى حتى بين افراد الاسرة الواحدة !استحوذت على عقول اغلبية شباب اليوم بكل اسف وتجاهلهم للبديل الشرعى للكتاب من وجهة نظرى الخاصةوهو عالم المنتديات خاصة تلك المنتديات العربية الشهيرة مثل منتديات ستار تايمز www.startimes.comالشهيرة التى داومت شخصيا وحتى الان على مطالعتها يوميا منذ ما يقارب 13 سنة دون توقف حيث تتوافر كل المعلومات التى تحتاجها باغلب مجالات الحياة سواء علمية او عملية.ذلك الباب الواسع الذى استطاع جمع شمل شباب الوطن العربى مع اختلاف لهجاتهم تحت سقف القومية العربيةوتبادل المعرفة والافادة الحقيقية الايجابية وذلك دون اى مقابل سوى حب التعارف والمعرفة فلا يبخل هذا بمعلومة ولا ذاك بعلمه وخبرته.كم اتمنى ان نعود للكتاب كصديق موثوق فيه وان يكون دخولنا لعالم الانترنت من خلال عالم المنتديات الذى سيظل هو الاساس.وستبقى مواقع التواصل مجرد موضة وتنتهى سريعا فهى سداح مداح بلا رابط ولا ضابط عكس المنتديات التى لها قوانين ملزمة تحافظ على ادابنا وتقاليدنا العربية التى نعتز ونفتخر بها على الدوام.
مشاركة :