أبوظبي: «منقبة إماراتية» تقتل أميركية في «سوق» وتزرع قنبلة أمام منزل أميركي!

  • 12/5/2014
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أعلن نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية بدولة الإمارات الفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان القبض على «شبح الريم» (نسبة إلى جزيرة الريم في أبوظبي) التي وقعت فيها حادثة قتل مدرّسة أميركية في أبوظبي. وكشف الشيخ سيف بن زايد في مؤتمر صحافي في أبوظبي أمس، عن أن المنقبة المتهمة حاولت زرع قنبلة بدائية الصنع أمام منزل طبيب أميركي مقيم، نجحت الشرطة في تفكيكها بعد أن اكتشفها أحد أبناء الطبيب. وقال الشيخ سيف: «إن المنقبة كانت تستهدف الناس على لون بشرتهم». وأعرب عن بالغ أسفه لوقوع مثل هذه الجرائم في بلد سمته الكبرى الأمن والأمان، مؤكداً حرص قيادة الوطن، التي أصدرت أوامرها السامية بوصل الليل بالنهار لضبط المشتبه بها، التي استهترت بأمن الناس واستقرارهم واستهدفت أبرياء بأفعال إجرامية جبانة. ووصف الجريمة بأنها «ضربة لكل القيم الإنسانية النبيلة التي تتبناها الإمارات، والمستمدة من تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف وموروثنا العربي الأصيل»، مؤكداً أن الإمارات تدافع عن تلك القيم الحضارية خارج حدودها كما في داخلها. وأضاف: «نقف اليوم أمام جريمة بشعة لم نعهدها في هذا البلد الآمن، جريمة ضربت عرض الحائط بكل القيم الإنسانية والأعراف البشرية، بكونها اعتداء سافراً على أبرياء لا ذنب لهم إطلاقا، إذ إن الجريمة راحت ضحيتها مدرسة أطفال تعد جيل المستقبل، وشهد الجميع لها بالإخلاص والتفاني في العمل، وهي أم لثلاثة أطفال». وأفاد بأن المشتبه بها، بعد وقوع هذه الجريمة البشعة في جزيرة الريم، انتقلت في اليوم نفسه إلى موقع آخر لزرع قنبلة بدائية الصنع أمام منزل مقيم أميركي من أصل عربي، يعمل طبيباً بشرياً لإنقاذ حياة الناس، إذ اكتشف أحد أبنائه القنبلة أمام المنزل خلال توجهه إلى المسجد لأداء صلاة المغرب، وتمكنت فرق الشرطة والأمن من تفكيك القنبلة في الوقت المناسب. وأوضح أن المشتبه بها استهدفت ضحاياها لجنسيتهم فقط وليس لأي خلاف شخصي معهم، وبهدف إثارة البلبلة وزعزعة الأمن وإرهاب الناس الآمنين في الإمارات، الأمر الذي استنفر الحكومة من أعلى الهرم وصولاً إلى جميع المستويات، مضيفاً: «لقد واصل إخوانكم في الداخلية والأجهزة الأمنية كافة العمل طوال ساعات الليل والنهار بهدف الوصول إلى المشتبه بها ومعرفة هويتها، على رغم كل محاولاتها إخفاء هويتها، وفي وقت متأخر من الليل وبعد جهود البحث والتحري تحرك فريق من المنتسبين إلى الأجهزة الأمنية لإلقاء القبض على المشتبه بها، واليوم أردت أن أبشركم وأطمئنكم بأنها باتت في قبضة الشرطة». وحذر الوزير كل من تسول له نفسه بالعبث بأمن الإمارات أو المساس بأمن واستقرار الناس فيها، وأنه سيجد عقابه الرادع، وعليه أن يواجه قوة الشرطة والمجتمع معاً اللذين لا طاقة لأي مجرم بمواجهتهما. من جهته، قال مدير التحريات في شرطة أبوظبي الدكتور راشد بورشيد، في معرض الحديث عن «جريمة النقاب» التي شغلت الرأي العام الإماراتي وذهبت ضحيتها سيدة أميركية في جزيرة الريم بإمارة أبوظبي اسمها إيبوليا رايان، إن عمر المشتبه بها 38 عاماً، «ومن المبكر القول بأنها جريمة إرهابية». وأكد أن الشرطة تمكنت من تفكيك قنبلة بدائية الصنع استهدفت حياة طبيب أميركي من أصل مصري وأسرته المكونة من أربعة أفراد (زوجة وثلاثة أطفال)، إذ أقدم شخص مجهول الهوية يرتدي نقاباً وقفازات - وفقاً للشهود، على وضعها أمام منزل الطبيب في مبنى على شارع الكورنيش في أبوظبي ليلة الثلثاء الماضي ولاذ بعدها بالفرار. وقال إن الطبيب (م.ج) البالغ من العمر 46 عاماً، والذي استهدفته المحاولة الإجرامية، كان أبلغ الحارس الخاص في المبنى بوجود شيء غريب على باب شقته، فقام الحارس بدوره بإبلاغ الشرطة التي حضرت على الفور وأخلت المكان وتعاملت مع القنبلة بتفكيكها والتعرف على مكوناتها البدائية التي استخدمت فيها أسطوانات غاز صغيرة الحجم، وولاعة، وغراء، ومسامير بهدف إلحاق أكبر ضرر بالأبرياء حال إشتعالها. ونقل بورشيد عن الطبيب الأميركي، أن أحد أطفاله كان متوجهاً إلى المسجد لأداء صلاة المغرب، وأنه هو أول من لاحظ هذا الشيء الغريب على باب المنزل، مضيفاً: «كانت المرأة ترتدي نقاباً وقفازات وعباءة، وحضرت إلى المنزل قبل الحادثه بأيام للتأكد من وجوده وأسرته في المنزل، ثم غادرت مسرعة دون أن يتمكن هو أو زوجته من التعرف على هويتها». وبحسب العقيد بورشيد، فإن أجهزة الشرطة استنفرت قواتها لتتابع جريمتي «شبح الريم» و«قنبلة الكورنيش» واعتقادها الراسخ بوجود رابط بينهما لتشابه هيئة المنفذ «الشبحية» في كلتا الجريمتين، وتطابق روايات الشهود في الأوصاف العامة. ولفتت المصادر إلى أن الحادثتين قد تكونان مدبرتين لوقوعهما من «شخص واحد» وفي أوقات متقاربة وتستهدف أبناء جنسية بعينها». «الكاميرات» تكشف خط سير العملية الإجرامية < أسهمت كاميرات السوق التجارية في كشف ملابسات الحادثة التي اكتنفها الغموض لغرابتها، إذ ساعدت السلطات الأمنية الإماراتية في التوصل إلى قاتلة المقيمة الأميركية التي تدعى ايبوليا رايان، وكانت تعمل مدرسة في العاصمة الإماراتية. وبثت وزارة الداخلية الإماراتية أمس شريط فيديو يوضح دخول المرأة المنقبة إلى السوق الشهيرة، ولم تظهر منها أية تفاصيل كونها منقبة وتخفي جميع تفاصيل وجهها، بيد أن هيئتها الضخمة من حيث الطول والعرض زادت حيرة رجال الأمن قبل فك لغز الجريمة. وذكر شهود عيان أنهم سمعوا خلافاً حاداً بين امرأتين في دورة المياه تضمنه تهديد بالقتل، موضحين أن الجانية قامت بطعن رايان أكثر من ست مرات. وقالت فيشي كو عاملة في مطعم: «كنت في حجرة مجاورة عندما سمعت ضجيجاً بدورة المياه الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة، وبعدها سمعت إحداهن تهدد الأخرى بالقول: اجلسي أو سأقتلك». وأضافت: «سمعت إحدى النساء تحاول الحصول على مساعدة، وخرجت ثلاث نساء من دورة المياه لاستدعاء رجال الأمن، وعندما وصل الحرس طالبونا بالمغادرة، وكنت خائفة جداً عليها». وقال شاهد آخر إنه رأى امرأة تنزف على الأرض خارج مدخل سوبر ماركت بريطاني راقٍ قرب دورة المياه في مجمع للتسوق. بدورها، ذكرت شاهدة عيان أخرى تدعى باولا: «كنت هناك يومها، رأيتها ممددة على الأرض بعد أن حاولت التحامل على نفسها والخروج من الحمام ثم سقطت أرضاً، ووسط الصراخ والهلع حاول رجل هندي مساعدتها بعد أن خرجت مترنحة من باب الحمام، لكن مسؤولي الأمن في بوتيك مول لم يفعلوا شيئاً وبدوا غير مخولين وغير مدربين على المواقف الطارئة». وتحكي باولا التي تسكن في مبنى الضحية نفسه «أبراج الشاطئ» أنها ما إن اقتربت من المرأة الممددة حتى اكتشفت أمراً صادماً آخر. وتقول: «كنت أعمل ممرضة من قبل، أعرف الكثير عن الجروح، جاءت الطعنات في جسدها على يد شخص محترف، ويملك قوة لإحداث جروح عميقة ودقيقة كهذه، إذ إن هناك قطعاً عميقاً في فخذها من الأعلى (الشريان الفخذي)، وآخر كذلك في الشريان السباتي (الوريد الوداجي في العنق)، عندها أصابني الهلع أكثر، فهذه طعنات قاتلة لا تسمح لك بالوقت الكافي لإنقاذ الضحية غالباً». وتضيف باولا: «حاول رجل هندي الضغط بيديه على مكان القطع بينما طلبت ممن هم حولي الإتيان بمعطف أو غطاء لتدفئتها، لكن كان علينا كذلك رفع ساقها الجريحة للأعلى، حاول رجل آخر مساعدتنا، ثم جاءت سيدة بريطانية بدا أنها ملمة بالإسعاف، وحاولنا قصارى جهدنا لكنها فقدت الكثير من الدماء داخل الحمام قبل أن تستلقي خارجه». وتقول: «جاء بعد ذلك رجل أرلندي يبدو أنه مسؤول في المركز التجاري، وحين رأى الطعنات قال لي إن هذه الجراح عميقة جداً، نعم لقد كانت كذلك بالفعل». ... وحاولت إخفاء أرقام مركبتها بـ«علم الإمارات» < نشر الإعلام الأمني في أبوظبي شريط فيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، يكشف بالتفصيل محاولة المرأة المشتبه بها وهي تدخل إلى أحد الأبنية وسط العاصمة على كورنيش أبوظبي، لتزرع قنبلة بدائية أمام منزل طبيب أميركي، بعد أن أخرجتها من حقيبة سفر سوداء اللون كانت تجرها خلفها. وأظهر الفيديو عملية خروجها من المبنى وركوبها سيارتها الخاصة، التي أخفت أرقامها بعلم الإمارات، إذ وقعت الحادثة في اليوم الوطني للإمارات، وزينت السيارات بأعلام الإمارات. وكشف الفيديو تفاصيل دهم منزل المشتبه بها من أفراد الشرطة الإماراتية، والقبض عليها وسط إجراءات أمنية مكثفة اتخذتها القوات الأمنية عند منزلها وفي الأماكن المحيطة بها. وبيّن الفيديو سيارة المشتبه بها وهي مليئة بأدوات حادة (سكاكين بأحجام مختلفة)، ومواد قابلة للاشتعال، وعبوات لاستخدامها في صنع المتفجرات، كما ظهر من خلال الفيديو مقود سيارة المشتبه بها وهو ملطخ بالدماء.

مشاركة :