أقيمت فعالية "سحور برمج" للسنة الثانية على التوالي في مدينة الرياض، مساء أمس، في فندق العنود نوفوتيل، بحضور نخبة من المبرمجين والمبرمجات، وتهدف الفعالية إلى التجمع السنوي للمبرمجين؛ للتعارف وتبادل الخبرات والتجارب الناجحة والمميزة. وفي التفاصيل، بدأت فعالية السحور بكلمة للمهندس محمد العمودي نقل فيها تهنئة المجموعة السعودية للمبرمجين (برمج) بمناسبة الشهر الكريم، وتحدث فيها عن المجموعة، واستعرض رؤيتها وأهدافها واهتماماتها، للوصول بقطاع البرمجيات في المملكة إلى التنظيم المحقق للتنافسية العالمية، وتقديم الخدمة المتميزة للمبرمجين والبيئة المحفزة لهم. وحدّث المهندس عبدالعزيز العريج مدير إدارة سوق المصدر المفتوح، عن منصة "مصدر" التي كانت قد أطلقتها وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات؛ وذكر ما تتيحه هذه المنصة للجهات الحكومية السعودية والشركات العامة والخاصة والجامعات ومؤسسات البحوث للبرمجيات المفتوحة المصدر، واقتراح البدائل بما يناسب أعمالها، كخيارات أخرى للبرمجيات المغلقة المصدر؛ وذلك لردم الفجوة لتبني المنتجات مفتوحة المصدر، وإزالة التخوف من استخدامها، في ظل عدم وجود من يقيّمها وعدم المعرفة بالتجارب وقصص النجاح للجهات التي سبق أن تبنّتها، وفنّد بعض المعتقدات الخاطئة التي تدور في أذهان بعض المبرمجين حيال منتجات مفتوحة المصدر، وفي ختام حديثه دعا الخبراء من المتخصصين بالمنتجات مفتوحة المصدر إلى الدخول للمنصة والتعريف بأنفسهم؛ حتى تتمكن الجهات من الوصول لهم، والاستفادة من خبراتهم. وتحدث الدكتور فارس القنيعير رئيس قسم تعلم الآلة والتنقيب في البيانات بمدينة الملك عبدالعزيز ومؤسس منصتيْ "نمذجيات" و"الصناع العرب للابتكار والإبداع" في حديث ودي عن الذكاء الصناعي، وعن الفروق بين المهندسين والأكاديميين في هذا المجال، وعن التواصل فيما بينهم، وما يحتاج إليه السوق من مراكز أبحاث؛ لردم هذه الفجوة وتحقيق الفائدة المرجوة من المشاريع البحثية، وأن يكون هنالك أقسام أبحاثR&D في جميع الشركات والمؤسسات. وبعدها، جاءت كلمة الدكتورة فاطمة العقيل المؤسسة لمجموعة "سياج" لأمن المعلومات وعضو مجلس إدارة عطاء الرقمية، التي هنّأت فيها الحضور بالشهر الفضيل، وقدّمت شكرها لمثل هذه الملتقيات التي تعود على الجميع بالفائدة، وأعربت عن سعادتها في الحراك والنمو في المجموعات التقنية في المملكة، مشددةً على أن يكون هنالك وسيلة للوصول لهذه المجموعات لكل من يريد أن ينضمّ لها؛ وقدمت مقترحاً للمجموعة السعودية للمبرمجين (برمج) في أن يكون هنالك قسم خاص في المجال البحثي والتطوير، بحيث إن كل باحث يحتاج إلى مبرمج في إتمام مشاريعه يكون هنالك المبرمج السعودي الجاهز والقادر على تنفيذ هذه المشاريع، والتي ستعود بالخير على الوطن بإذن الله. وبعد ذلك، تحدث المهندس عبدالله طحان عن تطبيقه الجديد الذي أسماه "تطبيقات"، والذي سيجمع جميع التطبيقات السعودية التي طوّرها المبرمجون السعوديون مرتبة ومصنفة حسب وظيفتها وتقييمها، في ظل كثرة التطبيقات وعدم وجود جهة تقوم بالتأكد من عمل وظائف التطبيقات أدى إلى صعوبة وصول المستخدمين لبعض التطبيقات الجيدة؛ حسب وظيفة التطبيق التي يحتاجون إليها. وتحدث المهندس علي المجرشي مؤسس منصة "عالم البرمجة" عن المنصة في نسختها الجديدة، والتي تم إدخال الكثير من التحسينات عليها؛ انعكس ذلك على زيادة أعداد الزوار للمنصة والتفاعل الكبير في نشر المعرفة والعلم والمواضيع المتعلقة بمجال البرمجة. بعد ذلك، أخذ المهندس ضيف الله العتيبي الحضور في جولة حول رحلته لحضور مؤتمر Google Io هذا العام، وأبرز المحطات، وما شاهده هناك، وفي الأخير قدّم النصح لحضور مثل هذه المؤتمرات والملتقيات العالمية؛ لما لها من فائدة لاكتساب مهارات جديدة، والاطلاع على آخر ما توصل له العالم في مجال البرمجيات. وأبدى منظمو "سحور برمج" المهندس عبدالملك الثاري، والمهندس معاذ الجهني ترحيبهما بالحضور من المبرمجين والمبرمجات، مؤكدين أن "سحور برمج" في نسخته الثانية يُعتبر مشروعاً لتجديد الوصال بين زملاء المهنة، وتبادل الخبرات والتجارب الناجحة في جميع المجالات، وأن نجاح العمل لا يأتي إلا بتضافر الجهود.