الكساد قادم.. فما أنتم فاعلون؟!

  • 6/7/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

واضح جداً للمتابع ان الحرب الاقتصادية على الأبواب وان الطبول تقرع بقوة بين الأمم لولوجها، بل إنني لا أكون مخطئاً إن ادعيت أن الحرب الاقتصادية قد دخلت برجلها اليمنى وبقيت اليسرى حتى نقول إنها دخلت بكامل ثقلها! إن إعلان أميركا الأحادي الجانب بفرض ورفع التعرفة الجمركية على حلفائها وما تلاه فوراً ومن دون تردد من كندا والمكسيك والاتحاد الأوروبي من إعلان رد المعاملة بالمثل، وان ما حدث لا يمكن أن يمر بلا رد لهو دليل كافٍ على ان الجميع قد قرر ان الدفاع عن كرامته أقوى لديه من الكوارث التي ستخلفها هذه الحرب الاقتصادية! الصين أيضاً تنتظر دورها! فهل من الممكن أن يبدأ الحبيب بحبيبه ويترك من دأبَ على مناكفته! لذا من الواضح أنها أقل من كم أسبوع وسيأتي الدور سريعاً على الصين وليبدأ بعدها فصل جديد من الحرب الاقتصادية. إنها الحربُ إذاً! لكنها ستكون من الضراوة بمكان حيث سيدفع ثمنها العالم بأجمعه! وسيحدث تباطؤ في التجارة العالمية، وسيقل النمو الاقتصادي وسيرتفع التضخم شيئاً فشيئاً حتى ندخل فعلياً في الانكماش الاقتصادي، فهذا الصراع سيخلف الكساد الاقتصادي بلا شك، وهو بذرة للقلاقل وعدم الاستقرار! وكوننا نعيش في عالم شديد الترابط حيث أصبحت رؤوس الأموال عابرة للقارات فإن هذا سيجعلنا جميعاً ندفع الثمن! فالدول رغم أنها قد تحارب مُنتجاً صُنع في دولة معينة فإن هذا لا يضمن لها أنها لن تتسبب في ضرر صناعات هي صاحبة رأس المال فيها أو أحد أبناء جنسيتها على الأقل! إذاً مسار الحرب الاقتصادية إن اشتعلت واضح جداً، لكن ما حصتنا التي سندفعها في وقت الكساد؟ يجب أن نضع في عين الاعتبار اننا لا نقدم للعالم من إنتاج سوى النفط، ولأن النفط من عوامل الانتاج التي يزيد استهلاكها عند الازدهار الاقتصادي ويقل استهلاكها عند تباطؤ الاقتصاد، فعلينا أن نحتاط جدياً لهذا السيناريو. إن ضعف استهلاك النفط سيؤدي إلى انخفاض أسعاره، وسيجلب معه العجز في الميزانية، وسيضع بلداننا في وضع سيئ للغاية، بل أكثر من ذلك فإن أصولنا الاستثمارية ستنخفض بحيث لا يمكن تسييلها وبيعها في عالم يئن من ألم الجمود الاقتصادي! إننا اليوم نقرع جرس الإنذار! ونطالب المسؤولين عن البلد مالياً بأن يجلسوا ويتدارسوا الوضع علمياً، فإننا لا نبالغ إن قلنا إن السنوات العجاف قد تبدأ آثارها بعد ستة أشهر من الآن، ويجب على المسؤولين تدارس السيناريوهات المحتملة ووضع الحلول لها. المطلوب منكم أيها القائمون على البلد العمل على إبقاء الرفاه واستدامة الرخاء أطول فترة ممكنة لحين مرور العاصفة فهل أنتم قادرون على ذلك؟!.فؤاد الحسن

مشاركة :