نيروبي (أ ف ب) - حذّر المجلس النروجي للاجئين الخميس من أن الأزمة الإنسانية في جنوب السودان وصلت الى ابعاد مقلقة للغاية بعد أربع سنوات ونصف من المعارك العنيفة في البلد الافريقي. وقال الامين العام للمجلس يان ايغلاند في مؤتمر صحافي في نيروبي "لم اشاهد ولم اسمع بهذا العدد الكبير من الاشخاص الذين يعانون من عدم الامان الغذائي في أماكن كثيرة في جنوب السودان". وتابع ان "انعدام الأمان الغذائي الحاد انتشر اكثر في البلاد اللعام الحالي". وكانت وكالات الأمم المتحدة حذّرت في شباط/فبراير الفائت من ان 48 بالمئة من سكان جنوب السودان يعانون من مجاعة وأن سبعة ملايين شخص سيكونون بحاجة لتلقي مساعدات خلال العام 2018. وفي العام 2017، تأثر نحو 100 ألف شخص بالمجاعة، وتوفي البعض نتيجة نقص الغذاء. وفي حزيران/يونيو 2017 أعلنت السلطات القضاء على المجاعة. وأدى النزاع الى تدمير الرقعة الزراعية ولارتفاع كبير في اسعار الغذاء ونزوح ملايين السكان، ما يهدد بحدوث مجاعة في 11 منطقة جديدة هذا العام. واكد ايغلاند انشغال المساهمين الدوليين بنزاعات أخرى في العالم بالإضافة إلى صعوبة عمل موظفي الاغاثة في البلاد. وقال إن "الاهتمام بجنوب السودان متراجع (رغم) احتياجاته المتزايدة. نحن مستعدون للمساعدة لكننا نحتاج الى المزيد من الموارد. نحتاج الى الامن ووقف إطلاق نار". ومنذ اندلاع القتال في كانون الأول/ديسمبر 2013، قتل 101 عامل إغاثة في جنوب السودان، بحسب ايغلاند. واندلعت الحرب الأهلية في جنوب السودان على خلفية اتهام الرئيس سلفا كير نائبه السابق وخصمه السياسي الحالي رياك مشار بتدبير انقلاب ضده. واتسعت رقعة العنف التي بدأت بين أنصار كير من الدينكا وأنصار مشار من النوير لتشمل جميع أنحاء البلاد مع انضمام مجموعات عرقية أخرى إلى النزاع. واوقع النزاع عشرات آلاف القتلى واسفرت عن اربعة ملايين نازح وتسبب في ازمة انسانية كارثية. والثلاثاء، عرض الرئيس السوداني عمر البشير استضافة محادثات السلام بين الطرفين المتنازعين الرئيس كير وزعيم التمرد مشار. والخميس الفائت، تبنى مجلس الامن مشروع قرار بطلب من الولايات المتحدة يمنح الاطراف المتحاربة في دولة جنوب السودان مهلة تنتهي في 30 حزيران/يونيو لانهاء الاقتتال أو مواجهة عقوبات محتملة. ويقول مراقبون إن مع الانتصارات العسكرية الأخيرة لحكومة كير وتفكك المعارضة، ليست هناك حوافز كبيرة لكير ليمنح تنازلات لعدوه اللدود. © 2018 AFP
مشاركة :