قال باحثون بريطانيون أمس، إن أخبار الأعمال الإرهابية، والأمراض المعدية، والكوارث الطبيعية التي يتناقلها الجمهور تتحول إلى أخبار أكثر سلبية، لا تتسم بالدقة، وتحمل طابع الهستيريا، بسبب كثرة التشارك بها عند انتقالها من فرد إلى آخر.وأشار فريق بقيادة توماس هيل، البروفسور في كلية علم النفس بجامعة «واريك»، إلى أن الهستيريا الناجمة عن هذه الأخبار لا تنحسر حتى بعد لفت انتباه الجمهور إلى الفحوى الدقيقة المتوازنة للأخبار. كما أشار إلى أنه «كلما ازدادت مشاركة أفراد الجمهور للأخبار مع الآخرين، ازدادت سلبية الخبر وقلت دقة الحقائق الواردة فيه»، وهي أمور يصعب تصحيحها.وفي زمن تنتشر فيه الأخبار الصحيحة والزائفة، والإشاعات، ورسائل «تويتر» المعادة، والرسائل عبر مواقع التواصل الاجتماعي الأخرى، تعتبر هذه الدراسة الأولى من نوعها التي تدقق في تأثير الأخبار المفزعة على التصورات الاجتماعية المرتبطة بتضخيم التهديدات، ومعرفة تأثير الخبر المتوازن على تقليل ذلك التضخيم.وحللت الدراسة 254 مشاركا بمواقع التواصل الاجتماعي، وزعوا على سلاسل من 8 أشخاص، أخذ الشخص الأول في كل منها يقرأ موضوعا خبريا متوازنا مليئا بالحقائق، ويكتب رسالة إلى الشخص الثاني في السلسلة حول ذلك الموضوع، ثم يقوم الشخص الثاني بكتابة رسالة عن الموضوع إلى الشخص الثالث، وهكذا.وفي التجربة أعطي الشخص السادس الموضوع الرئيسي الحقيقي أيضا، إضافة إلى وصول رسالة من الشخص السابق له في السلسلة. وقال الباحثون إن الأخبار السيئة في كل سلسلة مدروسة، اصطبغت بصبغة سلبية أكثر فأكثر، ثم تحولت لتحمل طابع الخوف والذعر عند مرورها من شخص لآخر.وقال الباحثون إن الأمر الأهم في التجربة هو أن هذه التوجهات ظلت متواصلة رغم حصول الشخص السادس في كل سلسلة على النص الحقيقي للموضوع. بمعنى أن النص الحقيقي لم يكن له تأثير على توجهات الأشخاص السلبية.وقال البروفسور هيل، إن «المجتمع هو عامل مضخم للمخاطر. وتبين نتائج الدراسة كيف أن العالم أصبح مهددا أكثر، رغم انحسار التهديدات الحقيقية». وأضاف أن الدراسة تبين أن المعلومات التي يتشارك فيها الأفراد تصبح أكثر بعدا عن الحقائق الأصلية، كما تصبح أكثر ممانعة في تصحيح الأخطاء.
مشاركة :