أفغانستان: الرئيس أشرف غني يعلن وقفا لإطلاق النار بمناسبة عيد الفطر

  • 6/8/2018
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

أعلن الرئيس الأفغاني أشرف غني الخميس وقفا مؤقتا لإطلاق النار من طرف واحد بمناسبة عيد الفطر مع حركة طالبان، هو الأول من نوعه بهذه المناسبة منذ الغزو الأمريكي عام 2001. وفي حين رحبت كل من واشنطن وموسكو والأمم المتحدة بالخطوة، اعتبر مراقبون أنها أمر بعيد المنال. أمر الرئيس الأفغاني أشرف غني الخميس قوات حكومته بالتزام وقف مؤقت أحادي الجانب لإطلاق النار مع حركة طالبان بمناسبة عيد الفطر. وأوضح الرئيس الأفغاني، الذي بقيت عروضه للسلام مع حركة طالبان حبرا على ورق حتى الآن، أن وقف إطلاق النار الذي سيطبق فقط مع حركة طالبان وليس مع تنظيم "الدولة الإسلامية" سيبدأ في "اليوم السابع والعشرين من شهر رمضان ويستمر حتى خامس أيام عيد الفطر" الذي يفترض أن يبدأ نهاية الأسبوع المقبل. وبالتالي فإن وقف المعارك سيستمر أسبوعا ونيفا، وكما يبدو من الثلاثاء 12 حزيران/يونيو حتى الأربعاء 20 حزيران/يونيو، لكن المراقبين اعتبروا أن هذه الفرضية غير مرجحة. وأعلن الناطق باسم طالبان ذبيح الله مجاهد لوكالة الأنباء الفرنسية أنه "يتحقق من هذا الإعلان مع مسؤولي" الحركة. وأوضح الرئيس الأفغاني أن هذا القرار غير المسبوق يأتي بعد "الفتوى التاريخية الصادرة عن مجلس العلماء الأفغان" الذين اعتبروا الاثنين أن القتال باسم الجهاد في أفغانستان، أمر "غير شرعي" في الإسلام، داعين لعقد مباحثات سلام. وقال إن "الحكومة الأفغانية تأمر كل قوات الأمن والدفاع بوقف هجماتها ضد حركة طالبان خلال فترة وقف إطلاق النار هذا، لكن العمليات ستتواصل ضد ’داعش‘ (تنظيم ’الدولة الإسلامية‘) والقاعدة والمجموعات الإرهابية الدولية الأخرى". وأضاف "الاثنين اجتمع نحو ثلاثة آلاف من علماء الدين الذين قدموا من كل أنحاء البلاد لنشر فتوى تعتبر أن الهجمات الانتحارية ’حرام‘ وتدعو إلى وقف إطلاق النار". وتابع الرئيس الأفغاني أن "الحكومة تدعم هذه الفتوى التي اعتمدت بالإجماع وتدعم وقف إطلاق النار الذي أوصت به". وكان مجلس العلماء الأفغان الذي عقد جمعية كبرى (لويا جيرغا) الاثنين في كابول بحضور آلاف رجال الدين الذين قدموا من 34 محافظة، قد نشر فتوى من سبع نقاط تعلن أن "الهجمات الانتحارية والتفجيرات تتعارض مع الإسلام وهي حرام". وتابعوا أن "لا أساس قانوني للحرب الجارية في أفغانستان، حيث الأفغان وحدهم هم ضحايا الحرب (التي) لا تحمل أي قيمة دينية ولا وطنية ولا إنسانية". وبعد ساعة على نشر هذه الفتوى التي بثت مباشرة على التلفزيون، فجر انتحاري نفسه عند مدخل الخيمة التي كانت تعقد فيها الجمعية موقعا سبعة قتلى في اعتداء تبناه تنظيم "الدولة الإسلامية". وقال رئيس هيئة أركان الجيش الأفغاني الجنرال شريف يافتالي خلال مؤتمر صحافي "نأمل في أن يلتزم الجانب الآخر بوقف إطلاق النار". من جهته قال الجنرال الأمريكي جون نيكلسون قائد قوات حلف شمال الأطلسي التي تضم غالبية من العناصر الأمريكية، إن هذه القوات "ستحترم" أيضا الهدنة. وقال في بيان "ننضم إلى تطلع أفغانستان في أن تمر نهاية رمضان بسلام" مضيفا "وهو ما لا يشمل مكافحة الإرهاب". فرضية "غير مرجحة" لكن المحلل السياسي هارون مير اعتبر أن هذه الفرضية "غير مرجحة" لكنه شدد على الجانب "الرمزي" لهذه الرسالة. وقال لوكالة الأنباء الفرنسية "عبر اقتراح وقف لإطلاق النار بعد دعوة العلماء وفي أوج سنة انتخابية، إنما يحاول الرئيس بدون شك تعزيز موقفه وتقديم نفسه على أنه صانع سلام". ومن المرتقب تنظيم انتخابات تشريعية، هي الأولى في البلاد منذ 2010، في تشرين الأول/أكتوبر وانتخابات رئاسية تليها في العام 2019. في نهاية شباط/فبراير وخلال مؤتمر إقليمي، عرض الرئيس غني إجراء محادثات سلام مع حركة طالبان على أن تتمكن الحركة من أن تصبح حزبا سياسيا إذا وافقت على وقف إطلاق النار واعترفت بدستور العام 2004. ومنذ ذلك الحين لم ترد حركة طالبان رسميا على مبادرته. لكنها واصلت الاعتداءات الدامية مستهدفة بشكل خاص القوات الأمنية والشرطة والجيش منذ بدء شهر رمضان مع مواصلة القتال في عدة ولايات لا سيما في غرب البلاد ووسط شرقها. والأسبوع الماضي أعلن الجنرال جون نيكلسون أن طالبان "يتفاوضون سريا" مع السلطات الأفغانية. وقال "هناك محادثات مكثفة ضمن حركة طالبان وهذا يفسر لماذا لم نتلق أبدا ردا رسميا على عرض السلام الذي قدمه الرئيس غني". ترحيب أمريكي روسي ذكرت وزارة الخارجية الأمريكية أن الولايات المتحدة ترحب بوقف إطلاق النار، مشيرة إلى أن القوات الأمريكية المتمركزة هناك ستحترم تلك الهدنة. وقالت الوزارة في بيان "عرض الحكومة الأفغانية وقفا مؤقتا لإطلاق النار يؤكد على التزامها بالسلام باعتباره مسؤولية وطنية ودينية". وأضافت أن وقف إطلاق النار سيسمح للشعب الأفغاني بالاحتفال بعطلة عيد الفطر دون خوف من العنف. كما قالت وكالة إنترفاكس للأنباء اليوم الخميس نقلا عن زامير كابولوف ممثل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخاص بأفغانستان إن روسيا ترحب بوقف إطلاق النار في أفغانستان لكنها تشك في أن تنضم إليه حركة طالبان. وغوتيريس يرحب من جانبه دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس حركة طالبان للالتزام بوقف إطلاق النار الذي أعلنه غني. وحض غوتيريس في بيان الحركة الجهادية المسلحة على الدخول في مباحثات سلام مع الحكومة الأفغانية. ودعا طالبان إلى "الرد بالمثل على وقف إطلاق النار المؤقت وقبول عرض السلام الذي قدمه الرئيس أشرف غني لبدء مباحثات مباشرة لوضع نهاية لمعاناة الشعب الأفغاني". فرانس24/ أ ف ب/ رويترز نشرت في : 07/06/2018

مشاركة :