يتوجّه أكثر من خمسين ضيفًا من الأدباء والكتّاب العرب، في الخامس والعشرين من هذا الشهر إلى العراق، لحضور اجتماع المكتب الدائم للاتحاد العام للأدباء والكتّاب العرب، برئاسة الشاعر والكاتب الصحفي الإماراتي حبيب الصايغ، ممثلين عن اتحادات وروابط وأسر وجمعيات ومجالس الأدباء والكتّاب في الدول العربية، كي يرسلوا رسالة سلام من أرض الرافدين إلى العالم، عن ضرورة أن يسود الوفاق والهدوء في هذه المنطقة العزيزة على قلب كل عربي، وأن يتوقف الاقتتال الآن ودائمًا، كي يتمكن العراقيون الأشقاء من إعادة بناء وطنهم، وتخطي أكثر من ثلاثين عامًا من الحروب في الخارج والداخل.وقال حبيب الصايغ: إن أهمية هذا اللقاء تكمن في أن الأدباء والكتّاب العرب يعودون إلى العراق بعد غياب سبعة عشر عامًا كاملة، حيث كان اجتماعهم الأخير هناك أثناء المؤتمر الحادي والعشرين الذي عقد ببغداد عام 2001.ومن الجدير بالذكر أن الاتحاد العام للأدباء والكتّاب العرب، واتحاد الأدباء والكتّاب العراقيين، قد أتما استعداداتهما لعقد الاجتماع، وسوف تقام ندوة فكرية على هامشه تستمر لمدة يومين يشارك فيها باحثون ومثقفون من كل الدول العربية، بعنوان «ثقافة التنوع في مواجهة ثقافة العنف»، وتتشعب إلى محورين: ثقافة العنف والآليات الناعمة لمواجهتها، والتنوع الثقافي ورهانات التواصل، والهدف منها درس أسباب العنف لتجاوزه والتغلب عليه فكريًّا وثقافيًّا، باعتبار أن الثقافة في الميدان، وأن المعركة مع الإرهابيين ثقافية في الأساس، وأن دور المثقف العضوي الواعي أن يكون في مقدمة الصفوف دائمًا. وأشار الصايغ إلى أن حوالي 400 شاعر وأديب وكاتب من كل محافظات ومناطق العراق الشقيق، من شماله إلى جنوبه، سينضمون إلى المجتمعين في بغداد لحضور فعاليات الدورة الثانية عشرة من مهرجان الجواهري الشعري، الذي يعقده اتحاد العراق، ليتسنى للأدباء العرب عميق التواصل مع أخوتهم العراقيين. وعن اختيار بغداد مكانًا لانعقاد اجتماع المكتب الدائم في هذا التوقيت، أكد حبيب الصايغ أن الأدباء والكتّاب والمثقفين العرب لا بد أن يكونوا في طليعة الشعوب العربية دائمًا، وأن يقفوا بأنفسهم على خط المواجهة، مقدمين نموذجًا للتضحية والفداء من ناحية، ومن ناحية أخرى يرسلون رسالة للعالم أجمع أن أرض العرب للعرب، وأن على الغازين والطامعين ومنفذي المؤامرات ومهندسي الخراب أن يدركوا ذلك، مهما طال الزمن.ونبه حبيب الصايغ إلى الدور الكبير الذي لعبه العراق في جميع فصول التاريخ، سياسيًّا وثقافيًّا، ففضلاً عن كونها البوابة الشرقية للعالم العربي، ودرعه الواقية، ومشاركة الجنود العراقيين بأنفسهم وسلاحهم في الحروب التي شهدها الصراع العربي «الإسرائيلي»، فإن بغداد دائمًا كانت منتجة للثقافة الحرة، بما قدّمته للعرب من شعراء وروائيين ونقاد ومثقفين ومفكرين، جنبًا إلى جنب حركة الطباعة الواسعة للكتب الأدبية والفكرية والمجلات الطليعية، وإقامة المهرجانات الثقافية الدولية التي التقى فيها كبار الأدباء والكتّاب والشعراء العرب بعضهم ببعض، ومع نظرائهم من الأجانب الذين أتوا إليها من أنحاء الأرض.
مشاركة :