الإنجازات البحثية والأكاديمية لجامعة قطر تتحدى الحصار

  • 6/8/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

كتبت هناء صالح الترك :حققت جامعة قطر قفزة نوعية في تصنيفات مجلة تايمز للتعليم العالي للاقتصادات الناشئة، حيث تقدمت من المركز 75 العام الماضي إلى المركز 35 لهذا العام ,ليضاف هذا الإنجاز الى العديد من الإنجازات التي حققتها الجامعة خلال عام من الحصار ومنها ووفقاً لنفس المجلة تغلب الجامعات القطرية على جامعاتدول الحصار بمعدل إنتاج الفرد الواحد في البحث العلمي,وفي سياق متصلاستقبلت 100 طالب وطالبة من متضرري الحصار ,وهو ما يصل لـ 50% من عدد المتضررين، وتم توفير أفضل الفرص التعليمية وأرقى البرامج الاكاديمية الموجودة في المنطقة,كما طرحت مقررات توثق وتناقش أبعاد وتداعيات الحصار المفروض على قطر,هذا بالإضافة الى تنظيم العديد من المحاضرات وورش عمل التي تستعرض الانتهاكات القانونية والإنسانية والإجتماعية والإعلامية ,في حين ركزت مشاريع تخرج الطلبة على أهمية تحقيق الأمن المائي والغذائي في ظل الحصار . كذلك لم تتأثر الخطة العمرانية في الجامعة بالحصار,حيث تم افتتاح مبنى جديد لمركز الطفولة المبكرة وصالة اللياقة البدنية ومواقف متعددة الطوابق كما سيتم افتتاح مباني كليات الهندسة والقانون والتربية والصيدلة,أيضا مباني الشقق ونادٍ لأعضاء هيئة التدريس ونواد صحية للطلبة قريباً,كما تم إطلاق دار نشر خاصة بالجامعة وعمل قاعدة بيانات تضم الأعمال المنشورة لمنتسبي الجامعة عن حصار قطر. وعلى المستوى الاكاديمي ،أطلقت جامعة قطر إستراتيجيتها الجديدة للأعوام الخمسة المقبلة (2018-2022)، والتي بدأ العمل فيها خلال الفصل الدراسي الحالي ،وتسعى الجامعة من خلالها إلى تحقيق التحول الشامل بما يخدم الأهداف الوطنية، ويعزز من دورها في تحقيق رؤية قطر 2030. وركزت الاستراتيجية ، إلى تعزيز التميّز النوعي في مجالات أدائها الرئيسية المتمثلة في التعليم (التعلّم والتعليم، بما فيه التجربة الطلابية) والبحث العلمي والمنظومة المؤسسية، والمشاركة المجتمعية.     توسع عمراني يتماشى مع النمو المتزايد للمجتمع الجامعي شهدت جامعة قطر خلال الفصل الدراسي ربيع 2018 افتتاح المبنى الجديد والدائم لمركز الطفولة المبكرة، بتصميم عصري مبتكر، يوفر العديد من الخدمات والإمكانات، في مجال الأبحاث والتعليم والتدريب. و تزامناً مع احتفالات البلاد باليوم الرياضي للدولة تم افتتاح صالة اللياقة البدنية بمجمع الرياضات المائية بجامعة قطر في الطابق العلوي ، وهذه الصالة الرياضية مخصصة للياقة البدنية والتدريبات الحرة وهي تتميز بالإطلالة المباشرة على المسابح مما يضفي متعة على التدريب اثناء الممارسة الرياضية . كما تم افتتاح مواقف للسيارات متعدد الطوابق يتسوعب 2000سيارة تقريبا ، على ان تفتتح الجامعة خلال شهر يوليو المقبل كلية الصيدلة؛. كما سيتم افتتاح مبنى كلية الهندسة للبنين قريباً؛ حيث تقدّر مساحته بـ 76 ألف متر مربع، وسيساهم هذا المبنى الضخم في تسهيل سبل فتح تخصصات جديدة في كلية الهندسةوتعمل الجامعة على توسيع الطرق الداخلية. وتعمل إدارة جامعة قطر، على إنشاء مبانٍ جديدة لعدد من الكليات لاستيعاب النمو المتزايد للطلبة، ومن بينها كليات الهندسة والقانون والتربية والصيدلة، وذلك ضمن إطار خطتها الاستراتيجية التي تشمل توسعاً عمرانياً يتماشى مع النمو المتزايد للمجتمع الجامعي كمّاً ونوعاً؛ حيث تتضمن هذه الخطة توسعاً في المرافق لتلبية احتياجات القطاعات الاقتصادية المختلفة، بما يواكب رؤية قطر الوطنية 2030.      أربعة مشاريع جديدة بقيمة ملياري ريال قامت الجامعة خلال العام الحالي بالتوقيع على إنشاء أربعة مشاريع جديدة في جامعة قطر بقيمة ملياري ريال، وتم توقيع عقود بناء كلية القانون، وكلية التربية، ومبنى شؤون الطلاب والطالبات. ومن إنجازات الجامعة العمرانية أيضا وضع خطط وبنية تحتية لتطوير مداخل الطرق داخل الحرم الجامعي تتناسب مع الزيادة الطلابية، ومن المتوقع خلال الشهور القادمة تدشين مباني الشقق ، ونادٍ لأعضاء هيئة التدريس، ونوادي صحية للطلاب والطالبات في مباني السكن الطلابي، والتي تبلغ تكلفتها مليار ريال قطري، وتم افتتاح المرحلة الأولى منها بداية العام الاكاديمي الحالي خريف 2017 . كما أطلقت الجامعة دار نشر خاص بها ،بهدف دعم وتطوير التعليم والبحث في الجامعة عبر إصدار منشورات رقمية ومطبوعة تنشر مواضيع أصيلة مبدعة ومُحكّمة تلتزم المعايير الاكاديمية الصارمة وتشمل الكتب والمجلات والمواقع والمجموعات، كما تلبّي الدار حاجة الجامعة والمكتبات ومراكز البحوث، في قطر ثم في المنطقة والعالم، وتهتم المنشورات بالعلوم والتكنولوجيا والطاقة والصّحة، إضافةً إلى بقية حقول العلوم الاجتماعية والإنسانية ذات العلاقة بالأولويات الوطنية وبرؤية قطر 2030 لبناء مجتمع المعرفة والتقدم.  وأعلنت مدير مكتبة الجامعة ، أنَّ المكتبة قامت بإنشاء قاعدة بيانات باسم “حصار قطر” تشمل على غالبية الأعمال المنشورة لمنتسبي الجامعة عن الأزمة الخليجية والحصار، لافتة الى ان المكتبة تسعى بشكلٍ دائم ومستمر نحو تزويد المستفيدين بالمصادر المتعلقة بذات الموضوع سواء بالصيغة الالكترونية أو المطبوعة. الجامعة استقبلت نصف الطلبة المتضررين من الحصار أكد د.حسن الدرهم رئيس جامعة قطر ،أن الجامعة استقبلت خلال عام الحصار 100 طالب وطالبة من المتضررين من دول الحصار، وهو ما يصل لـ 50% من عدد المتضررين، وتم توفير أفضل الفرص التعليمية وأرقى البرامج الاكاديمية الموجودة في المنطقة ،خاصة أن الجامعة تفخر بالتصنيف الأخير والذي وضعها ضمن افضل الجامعات في المنطقة. وتابع :لم يقف الأمر عند حل أزمة الطلبة القطريين المتضررين في دول الحصار، بل قامت الجامعة بتبني وحل مشكلة طلبة دول الحصار وقامت تسهيلاً لهم بتعجيل الامتحانات حتى يتمكنوا من أداء الاختبار قبل انقضاء مهلة الـ 14 يوماً التي فرضتها دول الحصار على مواطنيها المقيمين في قطر لمغادرتها. ومن إنجازات الجامعة التي تحسب لها أنها طرحت مقررات توثق وتناقش أبعاد وتداعيات الحصار، واستعراض الانتهاكات القانونية والانسانية والاجتماعية والإعلامية، وكيف تعاملت قطر مع تلك التحديات ونجاحها في إدارة الأزمة بحكمة ومصداقية حظيت بتقدير واحترام العالم حيث طرحت كلية القانون مقرراً خاصاً في فصل الخريف حول موضوع «الأبعاد القانونية لحصار قطر من منظور القانون الدولي»، ويهدف لإشراك طلبة الكلية المسجلين في المقرر في نقاشات علمية وتبادل الآراء القانونية المدعومة بمبادئ وأحكام القانون الدولي حول هذا الموضوع الراهن.    الجامعة تبحث الآثار الإعلامية والاجتماعية للحصار بادر قسمُ اللغة العربية في كلية الآداب والعلوم باستهداف طلبة جامعة قطر الذين يدرسون المتطلبات العامة؛ لربطهم بالقيم الاجتماعية والإنسانية الأصيلة التي تسود المجتمع القطري, كما قامت كلية الهندسة بتنظيم ندوة علمية حول الأمن المائي في ظل الحصار، وتم إعداد الكثير من مشاريع تخرج طلبة قسم الإعلام بكلية الآداب والعلوم حول هذا الموضوع. ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل إن الجامعة ومن خلال الأبحاث العلمية ساهمت في وضع تصور مستقبلي للأمن الغذائي في قطر، وشاركت جميع كلياتها في مواجهة هذا التحدي الكبير وكشفت عن قدرات وطنية خلاقة في هذا المجال. كذلك طرحت كلية الإدارة والاقتصاد مقرراً يتناول الجانب الاقتصادي للحصار، و كلية الآداب والعلوم موضوع الحصار في قسمين من خلال قسم الإعلام لتناول الإعلام المحلي والدولي والإقليمي للحصار، وتناول قسم علم الاجتماع الجانب الاجتماعي للحصار.كما تناولت كلية التربية موضوع الحصار من خلا ل مقررين عن العلاقات الاسرية ومناهج البحث العلمي وتضمنت أجندة الفعاليات الخاصة بالكليات والاقسام والطلبة تنظيم عدد من الندوات والفعاليات المتعلقة بالحصار. ومنها ندوات تتناول قضايا الامن القومي والحصار نظمها قسم الشؤون الدولية بالإضافة الى ندوات ومعارض تناولت مواضيع ذات الصلة لتوعية الجمهور الجامعي. ومن إنجازات جامعة قطر ،احتفال الجامعة بتخريج الدفعة الأربعين ،وهي الدفعة التي أطلق عليها الخريجون، مصطلح «دفعة الحصار» ,حيث أكد طلاب دفعة الحصار أن تخرجهم خلال شهور الحصار الجائر على قطر بمثابة تحدٍ ودافع لخدمة الوطن وبذل المزيد من الجهود لردّ الجميل لدولتهم،وشددوا على أن الحصار زادهم قوة وجسارة وعزماً على النجاح لردّ الجميل للوطن والمساهمة في دفع مسيرة التنمية والنهضة.      90  % من القطريين يتابعون الأخبار السياسية قال الدكتور ماجد الأنصاري أن هناك ارتفاعاً كبيراً في نسبة الاهتمام بمتابعة الأخبار السياسيَّة من النصف فقط إلى قرابة 90% من المواطنين، ويعد ذلك طبيعيًّا في ظل التداعيات اليومية للأزمة وسرعة وتيرة الأخبار. كما يفيد ذلك حسب الأنصاري بأن هناك اهتمامًا عاليًا لدى معظم المواطنين بمتابعة تطورات الأزمة ومجرياتها اليومية. وفي ذات السياق ذكر الدكتور الأنصاري أن النتائج تشير إلى أن غالبية المواطنين القَطَريّين (62%) يرون أن على قَطَر تحقيق الاستقلال التام عن التحالفات الإقليميَّة بما يشير إلى انعدام الثقة بالمحيط الإقليمي، ولذلك وافقت نسبة أكبر من المواطنين (86%) على أن قَطَر عليها البحث عن تحالفات جديدة مع قوى إقليميَّة في المنطقة، والبحث عن تحالفات جديدة هو دلالة أخرى على عدم الثقة بالتحالفات الموجودة.    النشاط البحثي للجامعة لم يتأثر بالحصار حققت جامعة قطر قفزة نوعية في تصنيفات مجلة تايمز للتعليم العالي للاقتصادات الناشئة، حيث تقدمت من المركز 75 العام الماضي إلى المركز 35 لهذا العام. وأعلنت مجلة «التايمز للتعليم العالي» خلال نتائج التصنيف الذي صدر مؤخراً، أن الجامعة احتلت المركز 35 في التصنيف والمركز الثاني في العالم العربي. وفي تقرير آخر أصدرته المؤسسة بعنوان «هل يمكن لجامعات قطر أن تنجو من الحصار الخليجي»، أظهرت خلاله أن جامعات قطر تغلبت على جامعات دول الحصار في معدل إنتاج الفرد الواحد في البحث العلمي. وتم التأكيد على أن هناك تزايداً ملحوظاً في معدل إنتاج البحث العلمي في دولة قطر خلال السنوات الأربع الماضية، حيث حققت دولة قطر أعلى نسبة في إنتاج البحث العلمي في دول الشرق الأوسط. وعبر هذه الشراكات الدولية، أكدت جامعة قطر تفوقها، محليا وإقليميا، حيث أن النشاط البحثي للجامعة لم يتأثر نتيجة “الحصار الجائر”، بل على العكس من ذلك، شهدت الأبحاث نموها الطبيعي الملحوظ، حيث تم تعزيز الشراكات الدولية الموجودة، وبناء جسور بحثية دولية جديدة.      دراسة توجهات الشَّارع القَطَريّ السياسيَّة والاَقْتصَاديَّة والاِجْتمَاعيَّة عكفت جامعة قَطَر ممثلة في معهد البحوث الاِجْتمَاعيَّة والاَقْتصَاديَّة المسحيَّة على تنفيذ دراسة وطنيَّة شاملة باستخدام أعلى منهجيات البحث العلمي دقة للتعرف على توجهات الشَّارع القَطَريّ السياسيَّة والاَقْتصَاديَّة والاِجْتمَاعيَّة تجاه التَّطورات الناتجة عن أزمة حصار قطر،وذكر الأستاذ الدكتور حسن السيد مدير المعهد أن النتائج أشارت إلى أن نسبة المواطنين الذين يرون أن مشاركة شعوب المنطقة من خلال مجالس منتخبة لا تؤدي إلى تدهور الخلافات السياسيَّة سريعًا بين الدول تقترب من 62% في حين أن نسبة من لا يرى ذلك هي 17% (الشَّكْل 1) مما يشير إلى ارتفاع في الوعي السياسي للقطريين نتيجة الأحداث المتسارعة. ويؤكد ذلك بحسب السيد ما أسفرت عنه النتائج من أن نسبة المواطنين القَطَريّين الذين يرون أهمية العيش في بلد ديمقراطي باختيار رقم (10) هي 67%، وهي نسبة تصل إلى ضعف ما كان يراه القَطَريّون في الدِّرَاسَة التي أجريت قبل الحِصَار، إذ كانت نسبتهم 34%، مما يدل على أن شعور المواطنين بأهمية العيش في بلد ديمقراطي قد تضاعف بعد الحِصَار عما كان عليه قبله بأشهر معدودة.

مشاركة :