ترأس الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات العربية المتحدة في جدة، مساء الأربعاء، الاجتماع الأول لمجلس التنسيق السعودي الإماراتي.وشهد الاجتماع الإعلان عن الهيكل التنظيمي للمجلس الذي تم تشكيله بهدف تكثيف التعاون الثنائي ومتابعة تنفيذ المشاريع والبرامج المرصودة، بالإضافة إلى توقيع 20 اتفاقية و44 مشروعا مشتركا.وجاءت الاتفاقيات حصيلة عمل 350 مسؤولا من البلدين خلال 12 شهرا لصياغة «استراتيجية العزم» لترسيخ التكامل بين السعودية والإمارات. وحدد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد مدة 60 شهرا لتنفيذ الاستراتيجية.ويمثل اقتصاد السعودية والإمارات ناتجا محليا إجماليا يبلغ تريليون دولار، وصادراتهما المشتركة هي الرابعة عالميا بقيمة 750 مليار دولار، أما استثماراتهما السنوية في البنية التحتية فتقدر بـ150مليار دولار، ما يشير إلى أن هناك فرصا استثنائية للتعاون بينهما.ونصت «استراتيجية العزم» على إنشاء مجلس مشترك لتنسيق الاستثمارات الخارجية. كما أكدت على ضرورة تمكين القطاع المصرفي في البلدين، والعمل على مواءمة الإجراءات والتشريعات الاقتصادية بينهما، والتعاون في تطوير تقنيات التكنولوجيا المالية الحديثة.وقد تم الاتفاق على استراتيجية موحدة للأمن الغذائي، وخطة موحدة للمخزون الطبي، ومنظومة أمن إمدادات مشتركة، واستثمار مشترك في النفط و الغاز والبتروكيماويات.كذلك تم الاتفاق على إنشاء شركة للاستثمار الزراعي برأسمال يبلغ 1.4 مليار دولار، وصندوق استثماري مشترك للطاقة المتجددة، وصندوق ثالث للاستثمار في المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وعلى إيجاد قاعدة بيانات صناعية موحدة.وتشمل الاستراتيجية أيضا إنشاء مركز مشترك لتطوير تقنيات تحلية المياه، إلى جانب التعاون في إدارة مشاريع البنية التحتية. واتفق البلدان على تسهيل انسياب الحركة في المنافذ، وعلى التعاون والتكامل الأمني والعسكري. ويقدم مجلس التنسيق السعودي الإماراتي النموذج الأمثل للتعاون الثنائي بين الدول وتفعيل أواصره، ويدعم في الوقت نفسه العمل ضمن منظومة العمل الخليجي المشترك، إذ تم إنشاء المجلس ضمن اتفاقية بين المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة في شهر مايو 2016، بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود والشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة.وسيعمل المجلس على تنسيق تنفيذ العمل على المبادرات المشتركة التي لها نتائج ستنعكس بشكل إيجابي على إيجاد فرص عمل ونمو في الناتج الإجمالي وزيادة نسبة الاستثمار بين البلدين.ويهدف المجلس إلى وضع رؤية مشتركة تعمل على تعميق واستدامة العلاقات بين البلدين بما يتسق مع أهداف مجلس التعاون لدول الخليج، وتعزيز المنظومة الاقتصادية المتكاملة بين البلدين وإيجاد الحلول المبتكرة للاستغلال الأمثل للموارد الحالية، وبناء منظومة تعليمية فعّالة ومتكاملة قائمة على نقاط القوة التي تتميز بها الدولتان لإعداد أجيال مواطنة ذات كفاءة عالية، وتعزيز التعاون والتكامل بين البلدين في المجال السياسي والأمني والعسكري بما يعزز أمن ومكانة الدولتين السيادية الإقليمية والدولية، بالإضافة إلى ضمان التنفيذ الفعال لفرص التعاون والشراكة بين البلدين، وذلك عبر آلية واضحة تقوم على منهجية متكاملة لقياس الأداء بما يكفل استدامة الخطط.وفي نهاية الاجتماع، وقع ولي العهد السعودي وولي عهد أبوظبي على محضر الاجتماع الأول لمجلس التنسيق السعودي الإماراتي.ويضم المجلس في عضويته 16 وزيرًا من القطاعات ذات الأولوية في كلا البلدين، إذ يضم من الجانب السعودي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية، والأمير بدر بن عبدالله بن فرحان وزير الثقافة، ووزير الاقتصاد والتخطيط الأستاذ محمد التويجري، ووزير التجارة والاستثمار الدكتور ماجد بن عبدالله القصبي، ووزير الخارجية الأستاذ عادل بن أحمد الجبير، ووزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح، ورئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه الأستاذ أحمد بن عقيل الخطيب، ووزير المالية الأستاذ محمد بن عبدالله الجدعان، والمشرف على صندوق الاستثمارات العامة الأستاذ ياسر بن عثمان الرميان.ومن الجانب الإماراتي، يضم المجلس وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل محمد بن عبد الله القرقاوي، ووزير الاقتصاد سلطان بن سعيد المنصوري، ووزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور أنور بن محمد قرقاش، ووزير الدولة للشؤون المالية عبيد بن حميد الطاير، ووزير التربية والتعليم حسين بن إبراهيم الحمادي، ووزير الدولة الدكتور سلطان بن أحمد سلطان الجابر، ونائب الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن الوطني علي بن حماد الشامسي.
مشاركة :