أنقرة – توقع زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليجدار أوغلو، حصول مرشح حزبه لمنصب الرئاسة محرم إينجه على نسبة من 29 إلى 30 بالمئة من الأصوات خلال الانتخابات الرئاسية، وفوزه في الجولة الثانية. وذكر كليجدار أوغلو في حديث له في برنامج “ماذا يحصل” على قناة “سي.أن.أن” التركية نقله موقع ترك بوست، أن نسبة محرم إينجه في آخر استطلاعات الرأي وصلت إلى 30 بالمئة. وأضاف زعيم المعارضة، أن استطلاعات الرأي تظهر تقدم إينجه 10 بالمئة في نسبة أصوات المستطلعين، وأنه سيفوز خلال الجولة الثانية في الانتخابات. وأكد أن مرشح حزبه “سينفذ كل وعوده، وهو إنسان مستقيم، ويظهر ذلك واضحا خلال مهرجاناته الانتخابية في مختلف الولايات التركية”. منذ بروزه على الساحة السياسية التركية قبل أكثر من خمسة عشر عاما، يراكم الرئيس رجب طيب أردوغان الانتصارات الانتخابية، لكنه يواجه منافسة غير مسبوقة في الانتخابات المبكرة المقررة في 24 يونيو المقبل. ويرى مراقبون أن المعارضة تمكنت من تجاوز انقساماتها وعينت مرشحين يتمتعون بالكاريزما لجذب الناخبين، رغم أن الانتخابات الرئاسية والتشريعية في 24 يونيو تبدو تكرارا لسيناريوهات سابقة بالنسبة إلى أردوغان وحزب العدالة والتنمية الحاكم. وينطبق هذا الأمر خصوصا على محرم إينجه، مرشح حزب الشعب الجمهوري، فهو خطيب جيد ينافس أردوغان من تجمع إلى آخر مقارعا إياه في لعبته المفضلة “استفزاز مشاعر الجماهير وإيقاظ النزعة القومية”. كمال كليجدار أوغلو: محرم إينجه سيفوز خلال الجولة الثانية في الانتخابات الرئاسية كمال كليجدار أوغلو: محرم إينجه سيفوز خلال الجولة الثانية في الانتخابات الرئاسية ولم تتراخى المعارضة في التحضير للانتخابات التشريعية وشكلت، بنفس الحماسة، تحالفا لمواجهة أردوغان ووضع حد لهيمنة حزب العدالة والتنمية في البرلمان. وقالت أصلي إيدنتسباس الخبيرة في المجلس الأوروبي للعلاقات الدولية إن “المعارضة تظهر للمرة الأولى بدرجة معينة من التنسيق والوحدة”، معتبرة أنها قد “تكون قادرة على تحقيق فوز في البرلمان”. وفي رأيها، فإن حزب العدالة والتنمية “قلل من أهمية” إينجه، الذي يتناقض أسلوبه الفظ مع الخطاب الهادئ لرئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كليجدار أوغلو، مؤكدة “يواجه أردوغان الآن شخصا لا يستسلم بسهولة والناس يستمعون إليه”. ويرى محللون أن أردوغان تعوّد على مواجهة مرشحين ضعفاء كان يهزمهم بسهولة، لكن محرم إينجه يبدو خصما شرسا لا يتردد في إثارة موضوعات حساسة على غرار التعاون السابق بين الحزب الحاكم والداعية فتح الله غولن الذي تتهمه أنقرة بتدبير محاولة الانقلاب في 2016. ووصل به الأمر إلى التأكيد أن أردوغان نفسه زار غولن في منفاه الأميركي لينال “بركته” لتأسيس حزب العدالة والتنمية في بداية الألفية الثالثة، لكن الرئيس التركي رفض هذه المزاعم وتقدم بشكوى ضد إينجه. ويؤكد متابعون أن هناك تحدّيا آخر يواجه أردوغان، فبعدما صنع شعبيته معوّلا على الازدهار الاقتصادي الذي سجل في العقد الأخير، باتت الظروف الراهنة أكثر صعوبة مع تدهور في قيمة الليرة التركية وازدياد كبير في التضخم. ولاحظ بول ليفن، مدير معهد الدراسات التركية في جامعة ستوكهولم، أن الرئيس “يواجه مناخا اقتصاديا صعبا ومعارضة قوية تمكنت من توحيد صفوفها في شكل مفاجئ”. وأشار ليفن إلى عقبة أخرى محتملة في وجه أردوغان وحزبه تتمثل في استياء معين لدى المجتمع التركي من وجود نحو 3.5 ملايين لاجئ سوري في البلاد، مؤكدا أن “المعارضة تستفيد من ذلك”. وبعد حملة بدت فاترة في بدايتها، قام أردوغان بتشغيل محركاته في الأيام الأخيرة عبر تكثيف التجمعات في مختلف أنحاء البلاد مهاجما خصومه ومذكرا بإنجازاته. وقال مارك بيريني من معهد كارنيغي أن توقع نتيجة استحقاق يبدو منذ الآن معركة شرسة “سيكون عملا متهورا”. وأضاف بيريني “للمرة الأولى منذ وقت طويل، تبدو ثمة فرصة أمام المعارضة لتقدم للناخبين خيارا مختلفا في شكل جذري”.
مشاركة :