بوتين: كأس العالم برهان على أن عداء الغرب لن يكبل روسيا

  • 6/8/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

موسكو - يواجه فلاديمير بوتين صعوبات في عقد قمة مع دونالد ترامب وليس لديه أمل يذكر لرفع العقوبات الغربية كما أنه منبوذ في قسم كبير من العالم الغربي. ولذا فإن استضافة مباريات كأس العالم هذا الشهر تمثل لحظة مستحبة تحت الأضواء. وتمثل كأس العالم في نظر الرئيس الروسي رسالة تحد إلى العالم وشعبه تتلاءم مع خطابه المفضل أن روسيا تحقق نجاحا رغم الجهود الغربية للوقوف حجر عثرة في طريقها. وكان واضحا تركيز بوتين على الحديث عن كأس العالم، خلال حواره التلفزيوني السنوي، قبل أسبوع من بدء مباريات كأس العالم لكرة القدم. وقال البروفسور سيرجي مدفيديف، من كلية الاقتصاد العليا في موسكو “بالنسبة لبوتين استضافة كأس العالم برهان على فشل العقوبات وفشل الجهود الغربية لعزله” مشيرا إلى العقوبات التي فرضها الغرب على روسيا بعد ضم شبه جزيرة القرم في 2014. وقال ميدفيديف إنه رغم كل ذلك فهو يفكر بمنطق “نحن مازلنا نملك القرم ونتابع برنامجنا الخاص ومع ذلك فالكل جاء لكأس العالم”. ولا يريد بوتين أن يظن الروس أن بلادهم معزولة لأن ذلك قد يهدم حديثه عن روسيا كقوة كبرى ذات نفوذ ولها كلمة مسموعة في الشؤون العالمية. مونديال 2018 تحت تهديد تنظيم داعش باريس – قد يكون تنظيم الدولة الإسلامية خسر مناطق سيطرته في العراق وسوريا، غير أن التهديد الذي يطرحه على مباريات كاس العالم لكرة القدم التي تنظم في روسيا بين 14 يونيو و15 يوليو، يبقى واردا وينبغي وضعه في الاعتبار، حسب رأي خبراء. وقال براين غلين ويليامز وروبرت تروي سوزا اللذان وضعا تقريرا أصدره مركز مكافحة الإرهاب في وست بوينت الأسبوع الماضي بعنوان “تهديد تنظيم الدولة الإسلامي على كاس العالم 2018”، إن “وسائل الإعلام التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية باشرت حملة غير مسبوقة على شبكات التواصل الاجتماعي للدعوة إلى شن هجمات على مباريات” مونديال 2018. ولفت الباحثان إلى أنه “خلال السنوات الماضية، شهدت روسيا عدة هجمات إرهابية ناجحة ومخططات عديدة تم إحباطها، كان منفذوها على ارتباط بتنظيم الدولة الإسلامية أو يستلهمونه منها” وتابعا “هذا يحمل على الاعتقاد بأن التنظيم قادر على تنفيذ هجمات خلال كأس العالم”. ويرى الخبيران الأميركيان أن هذه الهجمات قد يشنها “ذئاب منفردون” يتحركون ذاتيا تحت تأثير دعاية التنظيم الإلكترونية، أو جهاديون روس أو متحدرون من جمهوريات القوقاز عادوا مؤخرا من سوريا أو العراق بعدما خسر التنظيم هناك أراضي “الخلافة” التي أعلنها. وستتنافس منتخبات 32 دولة في الفترة من 14 يونيو إلى 15 يوليو 2018 في البطولة التي تستضيفها روسيا للمرة الأولى في تاريخ كأس العالم بكلفة رسمية تبلغ 683 مليار روبل (11 مليار دولار). وقال مسؤول كبير بالحكومة إن البطولة هي أحدث حلقة في سلسلة من الأحداث التي تبين انهيار المحاولات الغربية لعزل روسيا. وأضاف مازحا “إذا كانت تلك عزلة فنحن نستمتع بها”. وتوضح استطلاعات الرأي أن رسالة بوتين بأن روسيا تحرز تقدما رغم عداء الغرب لها صدى طيب بين الناخبين. ويضخم هذه الصورة حديث مسؤولي الحكومة على مدى شهور عن مؤامرة غربية سرية لتشويه استضافة روسيا لبطولة كأس العالم. وقالت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم وزارة الخارجية للصحافيين الشهر الماضي “كلما اشتدت الحملة المعادية لروسيا قبل كأس العالم سيزداد الاندهاش الحقيقي لدى الناس عندما يرون أنه لا توجد أسلاك شائكة في الملاعب”. واعتبرت إشارة وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون في مارس إلى أن بوتين سيستغل كأس العالم لتدعيم صورة روسيا كما استخدم أدولف هتلر أولمبياد 1936 في ألمانيا النازية دليلا على أن الغرب يريد إفساد فرحة روسيا. وقالت زاخاروفا إن جونسون “سممته الكراهية”. أعيد انتخاب بوتين رئيسا بعد فوزه الكبير في انتخابات قال مراقبون دوليون إنها تفتقر إلى خيارات حقيقية ويرى الكثيرون أنه يريد أن يسلم العالم، شاء أم أبى، بأن روسيا قوة يعتدّ بها، وتلك رسالة تسهم بطولة كأس العالم في توصيلها. وحصلت روسيا على حق استضافة “أعظم استعراض في الأرض” في 2010. ونفى بوتين ما تردد في وسائل الإعلام عن أن موسكو حققت ذلك بالرشوة. ومنذ ذلك الحين تلطخت صورة روسيا مما دفع الروس إلى الخوف من احتمال تجريد موسكو من حق تنظيم البطولة وهو أمر دعا إليه بعض الساسة الغربيين دون جدوى. وقائمة جرائم موسكو في عيون الغرب طويلة. فقد ضمت شبه جزيرة القرم في 2014 وساندت انتفاضة مؤيدة لروسيا في أوكرانيا في العام نفسه واتهمتها هولندا بالتواطؤ في إسقاط طائرة كما اتهمها مسؤولون دوليون بإدارة برنامج برعاية الدولة لتناول المنشطات في دورة الألعاب الشتوية لعام 2014. واختلفت موسكو مع الغرب أيضا بسبب دعمها للرئيس السوري بشار الأسد واتهمتها واشنطن بالتدخل في الانتخابات وبريطانيا بمحاولة اغتيال جاسوس سابق وابنته بغاز الأعصاب. ويتطلع بوتين (65 عاما)، الذي يعتقد البعض أنه في بداية فترة رئاسته الأخيرة لمدة ست سنوات، إلى ترك بصمة ويرى ذلك في كأس العالم والدورة الأولمبية الشتوية وضم القرم وإنشاء جسر يصل إلى شبه الجزيرة في البحر الأسود. ولأن الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) يصنف روسيا باعتبارها أضعف الفرق فقد أوضح بوتين أنه يتطلع إلى تحقيق مكاسب خارج الملاعب لا داخلها. وعندما سئل بوتين في منتدى اقتصادي الشهر الماضي عمن سيفوز بكأس العالم كانت إجابته السريعة “الفائزون هم المنظمون”.

مشاركة :