قال الإمام الشافعي :لما عفوت ولم أحقد على أحدأرحت نفسي من هم العداواتتقول الحكمة العربية (العفو والاعتذار من شيم الكبار) والفنان المبدع حسن البلام من الكبار عندما اعتذر أكثر من مرة وآخرها في برنامج (مجموعة إنسان) الذي يقدمه الإعلامي المتألق علي العلياني لكل من عبر عن استيائه وغضبه وشعر بالإهانة من طريقة التقليد التي قام بها الفنان حسن البلام بحقه رغم أن هذا الفنان الكبير لم يقصد الاساءة ولكن هناك سوء فهم عند البعض من جنسيات مختلفة تعرض لها برنامج(بلوك غشمرة) . الجدير بالذكر أن الفنان حسن البلام اتخذ قرارا بعدم التقليد واعتزال هذا النوع من التمثيل لأنه كما ذكر في البرنامج لا يريد أن يكون سببا في نشر الفتنة والطائفية فهو ضد الإساءة لأي جنسية أو مكون من مكونات المجتمع الكويتي ولكنه بعد نتيجة التصويت في برنامج(مجموعة إنسان) تراجع عن قراره نزولا عند رغبة الجمهور الكريم الذي صوت بنسبة 75% لاستمرار الفنان البلام في تقليد الآخرين.أنا شخصيا أضم صوتي لجمهور الفنان الراقي حسن البلام في التراجع عن قرار الاعتزال ولكن عليه أن يستفيد من هذه التجربة المريرة ويحسن الاختيار بدون إساءة أو تجريح للشخصيات التي يقلدها ورب ضارة نافعة.نعتقد أن المزاج العام للمجتمع الكويتي وأيضا المجتمعات الأخرى قد تغير فقد ضاقت صدور الناس فهم لايتقبلون التقليد بأسلوب ساخر ويعتبرونه إساءة رغم أن في الماضي كانت تقدم أعمالا بها تقليد لشخصيات وثقافات مثل عمل أيقونة الكوميديا العربية الراحل الكبير عبدالحسين عبدالرضا رحمه الله في أوبريت(بساط الفقر) فقد كان فيه تقليد لجنسيات مختلفة ولكن الناس كانت تتقبل لأن المزاج العام كان رايق والصدور كانت واسعة تتقبل التقليد ولاتفسره على أنه إساءة لها .هناك مثل يقول (يبي يكحلها عماها) فقد تداول فيديو في وسائل التواصل الاجتماعي لزول سوداني تجاوز كثيرا في التعبير عن شعوره وغضبه فهو لم يشتم الفنان حسن البلام وحده بل أساء وشتم الكويت وأهلها وهذا إن دل على شيء فهو يدل على قلة الأدب وحقد دفين ضد البلد الذي طالما وقف مع السودان في قضاياه وقدم له الكثير من المساعدات لكن أيضا كما يقول المثل (إذا لم تستح فافعل ماشئت) . أيضا كان هناك غضب وانتقاد من البعض من الجنسية اليمنية على تقليد أغنية يمنية والفنان البلام لم يتجاوز بل إن الأغنية قلدها كما هي موجودة في الأرشيف مع قليل من المبالغة التي تهدف لإسعاد الجمهور.ذكر الفنان البلام في اللقاء التلفزيوني أنه رفع 78 قضية ضد أشخاص أساءوا له وخاصة من الحساوية وهم طائفة تعود أصولهم إلى مدينة الاحساء في المملكة العربية السعودية والفنان البلام لم يقصد الإساءة ولكن تم تضخيم المشهد من بعض الحساوية الذين يكن لهم الفنان البلام كل تقدير واحترام .إن الفنان البلام يتميز بالحس المرهف فهو وطني حتى النخاع ولا يقبل أن يسيء أحد لوطنه الكويت وأيضا باقي دول الخليج وهو لذلك أعلن اعتزاله التقليد حرصا منه على الوحدة الوطنية وأن لايزج اسم الكويت من قبل بعض الحاقدين لها من جنسيات مختلفة والتي ذكرت في المقال.أيضا يتميز الفنان البلام بأنه من الأبناء البارين فهو متعلق بوالدته وقال فيها شعرا جميلا وقد دمعت عيناه عندما تكلم عن والدته وكذلك عن والده الشهيد.إن المجتمع الكويتي وكذلك المجتمعات العربية بحاجة إلى من يصنع الفرح ويرسم الابتسامة ولكن بدون إسفاف وابتذال وهذه الصفة يتميز بها الفنان المبدع حسن البلام الذي هو أحد تلامذة العملاق الراحل عبدالحسين عبدالرضا وهو يسير على دربه ويعتبره قدوة له ولذلك نأمل أن يتمكن الفنان حسن البلام أن يملأ جزءا من الفراغ الذي تركه رحيل كبار الفنانين الذي رسموا الابتسامة وأدخلوا البهجة والفرح لبيوت المتابعين لهم في الكويت والعالم العربي من أمثال العمالقة عبدالحسين عبدالرضا وخالد النفيسي وغانم الصالح وغيرهم وأن يكون هدف الفنان حسن البلام مع فريقه الذي يشارك معه في المسرحيات والأعمال التلفزيونية هو عودة الفن الجميل الراقي وهو العصر الذهبي للفن الكويتي وأن تعود الكويت إلى سابق عهدها مركز إشعاع فني المنطقة وعلى الحكومة أن تدعم هذه الطاقات الفنية وذلك بتوفير المسارح وأن تكون وزارة الإعلام هي المنتج المنفذ كما كانت في السابق أيام المغفور له الشيخ جابر العلي أو مايطلق عليه الزمن الجميل الذي كان جميلا في كل المجالات وليس في الفن وحده .أحمد بودستور