تغطية:سومية سعد طالب المشاركون في المجلس الرمضاني الذي أقيم في منزل الدكتور يوسف الشريف، النائب السابق في المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة، بعنوان: «الإعلام العربي.. واقع وتحديات» بصياغة ميثاق شرف إعلامي عربي يتوافق عليه العاملون في الإعلام، ويهدف إلى الارتقاء بواقع الإعلام العربي، ويحفظ المهنة من الدخلاء.أشار المشاركون في المجلس الذي أداره محمد مراد، رئيس تحرير موقع ميديا تايمز، إلى أهمية الدور الإيجابي والمسؤول للإعلام، والاستنارة بميثاق الشرف الإعلامي، وأهمية تبني خطاب إعلامي متوازن.وناقش المجلس عدداً من المحاور التي تتصل بقضايا الإعلام العربي وآليات تطويره ومنها: «كيف نصل بواقع إعلامنا العربي»، و«سقف الحريات في الإعلام العربي»، و«الإيجابيات والسلبيات في مواقع التواصل»، و«الهوية العربية في الإعلام»، و«كيف يمكن للإعلام أن يخدم الأجندات والتوجهات الوطنية»، كما تطرق المشاركون لتحديات الإعلام العربي للوصول للعالمية، وكيف يمكننا السيطرة على الإعلام الذي تمارسه بعض المؤسسات الإعلامية في بعض الدول العربية. توجيه المجتمع واستهل الدكتور يوسف الشريف، المجلس بقوله: إن الإعلام يلعب دوراً مهماً في توجيه المجتمع نحو الأفضل في جميع مناحي الحياة، كما أنه وسيلة التواصل وناقل لأمانة تتطلب منه الإخلاص والوفاء في إيصالها بإيجابية كما هي، دون أن يستغل دوره ويقتنص فرصة لدسّ الشائعات لأهداف مغرضة.وطالب الدكتور أحمد سليمان، مستشار مدير الإدارة القانونية في هيئة الصحة في دبي، بأن يكون الإعلاميون محايدين للنهوض بالإعلام؛ لأن النقد البناء يبني، مذكراً بأن السلبيات في الإعلام كثيرة ومنها عدم المصداقية، وفي بعض البرامج التلفزيونية يخرج المحاور عن دوره في البرنامج وهو إدارة الحوار، وعليه أن يكون محايداً، لكنه في الغالب يقوم بفرض رأيه في الطرح. وفي مداخلته رد الدكتور يوسف الشريف، على أن الواقع الإعلامي العربي لا يقتصر على البرامج؛ بل أصبح الجميع إعلامياً عن طريق مواقع التواصل وبرز البعض منهم وأصبحوا من المشاهير وسموا رواداً، مع أنهم لا يحملون طرحاً إعلامياً ولا فكراً جيداً. وأكد أن التاريخ لا يكتبه إلا الأقوياء، وفي بعض الأحيان، فإن قناتين تلفزيونيتين تعرضان نفس الخبر ونفس الموضوع، ولكن كل بطريقته المختلفة عن الآخر.وعقب الدكتور حمدان الطنيجي من القيادة العامة لشرطة الشارقة قائلاً: إن احترام الفكر لابد أن يكون في أي برنامج، ولا يلجأ المحاور إلى التقليل من الشأن وعدم إعطاء المجال للضيوف، للحديث والتعبير عما يجري في واقع الأمر، ففي بعض الأحيان بعض المذيعين يصممون على آرائهم دون أي احترام لرأي الضيف. وطالب الدكتور سيف راشد الجابري، الباحث الاجتماعي والمحاضر والمتخصص في الثقافة الإسلامية، بالمصداقية في الطرح وعرض الأفكار البناءة، والوضوح في الرؤى ونقل الأخبار بطرق مهنية، كل حسب تخصصه في المجالات الإعلامية؛ لأن لهم تأثيراً كبيراً في تغيير المجتمع وإعادة صياغة فكره للصالح العام.وعقبت مريم الأحمدي ناشطة حقوقية: «يتداول البعض حسابات لصالح أفراد لا للمصلحة العامة، وبعض الإعلاميين لا يملكون الخبرات الحقوقية في عرض أفكارهم وطروحاتهم، ما قد يسبب في إيذاء أنفسهم والآخرين، كما توجد مؤسسات ومنظمات تدار بأسلوب إعلامي ليس مهنياً».وقال محمد مبارك، مدير إدارة المتعاملين بوزارة الموارد البشرية والتوطين: «أصبح الإعلام صناعة سواء على مستوى المؤسسات؛ لما له من آثار إيجابية أو سلبية. فالإعلام أصبح ارتجالياً في مجتمعنا العربي من حيث المضمون، مثل «واتس أب» الوسيلة الحديثة، التي جرى اختراعها للتواصل مع الأسرة عندما يكون الشخص في دولة أخرى، ولكن أحياناً قد يسيء البعض الاستخدام، ويبتعد عن الاستفادة الحقيقية وعن التأثير الإيجابي».وقالت الإعلامية فضيلة المعيني، الرئيسة التنفيذية لمؤسسة هيدلاين: «مررنا بأزمات كثيرة مثل الأزمة الاقتصادية العالمية، وكانت فيه اجتهادات كثيرة من الصحفيين بدون وعي؛ لأننا لم نجد الصحفي المتخصص، حتى القنوات الفضائية كانت غائبة عن قضايانا، وإذا بحثنا بالنسبة للإعلام نجد أن الخليجي أفضل حالاً من الإعلام العربي، فحال الإعلام العربي يفرق ولم يعد يجمع ولم يعد يؤدي دوره كما يجب».وأكدت ثناء عبد العظيم، إعلامية، أن السبب الأول في تشوه الإعلام هو الدخلاء على الوسط من رياضيين وفنانين، وعدم المهنية، فبعدت الصحافة عن مهنيتها والبحث عن الحقيقة، والسبب الثاني وجود قنوات باسم رجال أعمال كل توجيهاتها لمصالحتهم فقط، وسيطروا على الإعلام وأصبح كل شيء يدور في فلكهم هم.وأكد طارق الشمري، أن مستقبل الإعلام العربي سيكون للأسوأ إذا لم يتم إصلاحه وتوجيهه في المسار الصحيح.
مشاركة :