أكدت مجلة «نيو ستيتسمان» البريطانية، أن قطر مصممة على بناء مستقبل مزدهر وناجح وسلمي، بعيداً عن دول الحصار، وبمساعدة أصدقائها من مختلف أنحاء العالم. وقال سعادة السيد يوسف علي الخاطر سفير قطر لدى المملكة المتحدة، إن الحصار الذي فرضته السعودية والإمارات والبحرين على قطر قبل عام أدى إلى خرق صارخ لحقوق الإنسان بإخراج الآلاف من القطريين من هذه الدول، وإعادة مواطنيهم في قطر إلى ديارهم؛ الأمر الذي مزّق الروابط الأسرية، وعطّل مهناً أكاديمية ومهنية، وأدى إلى حرمان المرضى من الرعاية الطبية.وأضاف علي الخاطر، في مقال نشرته مجلة «نيو ستيتسمان»، إن دول الحصار حاولت تبرير تحركاتها غير القانونية، وادعت أنها تريد من قطر «الكف عن دعم الإرهاب»، وهي ادعاءات لا أساس لها من الصحة. مؤكداً أن قطر لم تدعم الإرهاب، بل هي قائد إقليمي في قتال التحالف الدولي ضد تنظيمي الدولة والقاعدة، من خلال شن غارات جوية يومية من قاعدة العديد. وأشار السفير إلى أنه بعد مرور عام واحد، جرى الكشف عن الهدف الحقيقي من الحصار، وهو السيطرة على قطر، وتجريدها من سيادتها واستقلالها. لافتاً إلى أن دول الحصار شنت حملة مدبرة من الهجمات السيبرانية والرشوة والإكراه والتلاعب بالسوق، لوضع قطر تحت سيطرتها وتحويلها فعلياً إلى دولة تابعة. وأكد السفير أن هذه التكتيكات فشلت، وأن «الهجمات غير القانونية» ضد قطر ساهمت في تقريب القطريين، وشجعتهم على النظر بثبات إلى المستقبل، وأثبت الحصار أنه حافز للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. وتابع بالقول: «لم تعد قطر مقيّدة بدول الحصار وسياساتها المغلقة، ومضت قدماً في الإصلاحات الأخرى المخطط لها منذ فترة طويلة. ومن خلال العمل مع منظمة العمل الدولية، قمنا بإدخال قوانين جديدة توفر حماية وحرية أكبر لمجتمع الوافدين. وقد أشادت منظمات، مثل منظمة العفو الدولية والاتحاد الدولي لنقابات العمال، بهذه الإجراءات. وأشار السفير إلى أن قطر أيضاً تمضي قدماً في تنفيذ برامج لتطوير الديمقراطية فيها. ومن المقرر أن يُجري المجلس الاستشاري -وهو هيئة تشريعية مهمة تُعيّن حالياً- أول انتخابات العام المقبل. وأضاف أن جهود قطر تسارعت لخلق اقتصاد أكثر استدامة وتنوعاً. لافتاً إلى أن الدولة تتجه نحو الاكتفاء الذاتي في الغذاء، بدلاً من الاعتماد على الواردات من جيرانها، وأنه بحلول نهاية هذا الصيف ستكون قطر قادرة على تلبية جميع طلبات منتجات الألبان من إنتاجها الخاص. وقال السفير: «بينما نقوم نحن القطريين بالبناء من الداخل، ندعو المستثمرين والأفراد من جميع أنحاء العالم إلى زيارة قطر، وخلق مناطق اقتصادية جديدة، وإقامة المزيد والمزيد من الشراكات مع الاستثمارات الأجنبية». ولفت إلى أنه بشكل عام، اعترف صندوق النقد الدولي بقوة ومرونة اقتصاد قطر في مواجهة الحصار. وارتفعت الصادرات الإجمالية، وقطاع البناء آخذ في النمو. وأصبح اقتصاد قطر مرة أخرى واحداً من أفضل الاقتصادات أداء في المنطقة. وأوضح أن ذلك النجاح الإقليمي ينبع جزئياً من شراكات قطر الاقتصادية والسياسية القائمة منذ فترة طويلة مع حلفائها مثل المملكة المتحدة. مشيراً إلى أن القطريين ممتنون بشكل خاص لدعم المملكة المتحدة لجهود الوساطة الكويتية والنداءات المتكررة لإنهاء الأزمة الحالية. وأضاف السفير: «مثلما دعمتنا المملكة المتحدة في تنمية اقتصادنا وتوسيعه، فسوف ندعم المملكة المتحدة بقوة في تطلّعها إلى المستقبل وسعيها لتشكيل دور عالمي جديد لنفسها». واختتم السفير القطري مقاله بالقول: «لقد كان العام الماضي فترة عصيبة بالنسبة لقطر، والإجراءات غير العادلة وغير المشروعة التي اتُّخذت ضد بلدنا ومواطنينا سببت الأذى والألم. ولكن لا ينبغي لأحد أن يشكك في تصميم قطر المستمر على رسم مسارنا الخاص في العالم، وبناء مستقبل مزدهر وناجح وسلمي بمساعدة أصدقائنا».;