تعتزم هيئة السلوك المالي في بريطانيا، والمعنية بتنظيم الإجراءات الخاصة بعمليات الإدراج في أسواق المال داخل البلاد، وعلى رأسها بورصة لندن، تغيير بعض القواعد المنظمة لها بحيث تكون قادرة على استيعاب اكتتاب شركة أرامكو العملاقة، والذي من المتوقع عقده في العام المقبل. ووفقًا لما جاء في شبكة بلومبيرغ الأميركية، فإن هيئة السلوك المالي ستقوم باستحداث قاعدة “القيد المميز”، والتي تم تصميمها بشكل خاص للشركات التجارية التي تسيطر عليها الدولة، وهو ما يأتي بمثابة تنازل عن واحد من أصعب الشروط التي تضعها بورصة لندن لعمليات الإدراج. الشرط الذي تسعى بورصة لندن لوضعه ينسف قاعدة الإدراج السابقة، والتي كانت لا تقبل بعمليات الإدراج للشركات التي تسيطر عليها الدولة بأقل من 30% من أسهمها، وهو ما لا يتوافر في أرامكو، حيث تعتزم عملاقة النفط السعودية طرح 5% فقط من أسهمها. وبموجب مقترحات سلطة السلوك المالي، فإن الشركة التي تملك فيها حكومة معترف بها 30 % أو أكثر من الأسهم ستكون معفاة من قواعد معينة لإدراج الأسماء، كما أنه لا یتعین علی مساھم سیادي أن یطلب موافقة مساھمي الأقلیات علی التعامل مع الدولة، کما لا یتعین علیھم منحھم التصویت علی من ینبغي أن یعمل کمدیرین مستقلین. وأكد رئيس هيئة تنظيم الاتصالات أندرو بيلي أن المنظمين أجروا مناقشات مع مسؤولي أرامكو في أوائل عام 2017، أي قبل شهور قليلة من كشف خطط تغيير القواعد في بورصة لندن، وهو الأمر الذي يؤكد رغبة البريطانيين الواضحة في استضافة الإدراج بشكل رئيسي. بريطانيا ليست وحدها في محاولاتها لجذب المال النفطي لأرامكو، فخلال نوفمبر الماضي كتب دونالد ترامب عبر حسابه على تويتر: “سوف نقدر كثيرًا المملكة العربية السعودية إذا تم إدراج الاكتتاب العام لشركة أرامكو مع بورصة نيويورك”. وشهد العام الماضي تنافسًا واضحًا بين العديد من الأسواق العالمية لاستضافة الشق الخارجي من اكتتاب أرامكو، حيث أعلنت كل من بورصتي نيويورك ولندن وهونغ كونغ رغباتها الواضحة لاستضافة عملية الطرح العام الأولية فور الاستقرار على شكل وتفاصيل وموعد العملية بشكل رئيسي من قبل الحكومة السعودية. وخلال زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الأخيرة لبريطانيا، تم التطرق لملف اكتتاب أرامكو بشكل رئيسي، لا سيما وأن الأمير محمد بن سلمان سيتوجه في الأسبوع المقبل لزيارة واشنطن، وهو ما يعني أن الولايات المتحدة الأميركية قد يكون لديها فرصة أكبر للحديث عن الطرح العام للشركة والتفاوض من أجل استضافته في بورصتها بمدينة نيويورك.
مشاركة :