سلطان بن سلمان: نعيش مرحلة تاريخية في استعادة التراث الوطني

  • 12/6/2014
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

أكد رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان أن الشراكة التي وصفها بالفاعلة والمميزة كثيراً بين الهيئة وبين وزارة الشؤون البلدية والقروية ممثلة في الامانات والبلديات في المناطق، أسهمت في احداث نقلة كبيرة في الحفاظ على التراث العمراني وتطويره واستثماره من خلال المشاريع المشتركة التي تنفذها الهيئة مع الامانات والبلديات في عدد من مناطق المملكة، ضمن مشاريع القرى التراثية ومشاريع الأسواق الشعبية وأواسط المدن التاريخية وغيرها، مبيناً أن البلديات التي كان بعضها يسارع في الماضي بهدم مباني التراث صارت تسارع الآن بترميمها عن قناعة بأهميتها التاريخية والاقتصادية. جاء ذلك خلال مداخلة سموه في ورشة عمل "تجارب البلديات في المحافظة على مواقع التراث العمراني الوطني وتنميته"، والتي أدارها أمين منطقة عسير المهندس إبراهيم الخليل، بمشاركة أمين منطقة المدينة المنورة الدكتور خالد طاهر وأمين منطقة نجران المهندس فارس الشفق وأمين منطقة القصيم المهندس صالح الأحمد وأمين محافظة الأحساء عادل الملحم والدكتور محسن القرني من مركز التراث العمراني، ضمن ملتقى التراث العمراني الرابع في منطقة عسير. الملحم: مشروع ضخم لتطوير وسط الهفوف بعد دخوله في قائمة التراث العالمي خالد طاهر: مليون لمشاريع التراث العمراني بالمدينة ولفت الأمير سلطان إلى أن هناك 3 مسارات لترميم المباني التراثية، قائلاً: "الأول اتبعناه في الهيئة، حيث نتفق مع أصحاب المباني على استلام المباني ونقل ملكيتها للهيئة 20 إلى 25 سنة لترميمها وإعادة استخدامها كمتاحف أو أشياء أخرى أو حتى تأجيرها، ويحصل ذلك حاليا في أكثر من موقع، والأمانات يمكنها أن تفعل ذلك، كما أن شركة الضيافة السعودية التراثية ستكون شريكا أساسيا في دخولها بقوة في المباني التراثية مثلما في جدة التاريخية". وأضاف: "أفضل طريقة لأحياء المباني التراثية وتشجيع الأهالي على ترميمها واستثمارها هو أن تقوم الدولة بإحياء المناطق المحيطة بها، وترفع القيمة المعنوية والمالية، وهذا يحدث في كثير من دول العالم، وفي جدة التاريخية والهفوف تقدم الدولة البنية التحتية والشوارع وتصل بالخدمات وتحسن حتى وضع المباني". وأضاف: "نحن الآن في مرحلة تاريخية في استعادة التراث الوطني، بعد سنوات من الجور والتعدي على مبانيه، بحكم أنه آيل للسقوط، وهي الكلمة التي اندثرت وولت، فلا يحق لأي شخص كان أن يفعل ذلك بعد صدور الأوامر الصريحة من الدولة بمنع ذلك"، منوهاً أن هناك كثيراً من أهالي قرى منطقة عسير وغيرها لديهم وعي بأهمية ما يقومون به الهيئة، بل يطالبون باعتماد المشاريع لتأهيل وتطوير قراهم، كاشفاً أن الهيئة مع أمانة الأحساء تعملان على إعادة تشكيل وترميم وسط الهفوف التاريخي، وقال: "سيجهز خلال الأشهر القريبة ملف الهفوف كاملاً لاعتماده في منظمة يونيسكو ضمن مواقع التراث العالمي، وسيصل فريق استشاري من اليونيسكو بعد أيام قليلة لها". من جهته، أكد أمين منطقة المدينة المنورة المهندس خالد طاهر أن قرار نظام التراث العمراني والآثار والمتاحف وضع النقاط على الحروف وأنهى التداخل في الأدوار ما بين البلديات والسياحة، مؤكدًا أن الامانة بدأت في البناء المؤسسي بوضع جهة مسؤولة عن التراث العمراني تحت وكالة الدراسات، وأنها نجحت في بلورة العديد من المشاريع في هذا المجال على أرض الواقع بقيمة تصل إلى مليون ريال، فضلاً عن إعداد واجهات تراثية على مباني الجهات الحكومية الراغبة. وشدد على أهمية الحفاظ على التراث العمراني باعتباره هوية معمارية يجب الالنزام بها. من جانبه، شدد أمين منطقة القصيم صالح الأحمد على أن أمانته مساهمة وداعمة للحفاظ على التراث العمراني، وقد صرفت مشاريع في هذا المجال بقيمة تزيد على مليون ريال، بجانب إنشاء وحدة مختصة، وتنفيذ العديد من المهرجانات التي تحكي التراث العمراني. وأضاف أن أمانة القصيم تعمل كشريك مع الهيئة في كل المشاريع، منوهاً بأن أواسط بريدة وعنيزة والمذنب كلها كانت تحكي طابع التراث العمراني. أما أمين منطقة نجران المهندس فارس الشفق فذهب إلى أن وجود مشاكل في تخطيط المدن والمحافظات والمراكز استوجبت في أحيان كثيرة إعادتها عكس حياة الأجداد، ما اعتبره بمثابة الدرس المستفاد، مشددًا على أن التراث العمراني هو ذاكرة المدينة وطريقة عيش أهاليها وأرث حضاري وثقافي يجب أن يبقى. وعرض الأمين عشرات المشاريع في نجران كلها تحاكي الطابع العمراني للمدينة كالوادي والبوابة ومباني البلديات والمراكز الحضارية وعدد من الأسواق سواء القديمة أو الحديثة، بجانب مشاريع التأهيل والتطوير للأماكن التاريخية كقصر الإمارة "بن ماضي" وسور الأخدود وقصر العان وقرية العان وقرية آل منجم، ناهيك عن ساحة العلم والميدان العام. في حين، ذكر أمين محافظة الأحساء عادل الملحم أن دخول وسط الهفوف إلى المواقع العالمية في منظمة اليونسكو يعتبر بمثابة الحمل الجديد، مستعرضاً ما تم في المشروع الذي يصل إلى كيلو/ كيلو حتى الآن وكشف عن مشروع ضخم لتطوير وسط الهفوف بعد دخولة لقائمة التراث العالمي. وأضاف أن الأمانة حريصة على استكمال "البنية التحتية" لجميع مواقع التراث، لافتاً إلى أن هذه المنطقة جديرة بالتسجيل في لائحة التراث العمراني، وما زالت تحتفظ بالنسيج العمراني التراثي القديم "المتميز"، مع البدء بأن تأخذ جميع المباني الحديثة في هذه المنطقة الشكل التراثي، من حيث الواجهات والارتفاعات وهو يعطي توجهاً نحو تسهيل إجراءات التسجيل. وأكد الملحم أن أمانته كانت قد حققت سبقاً في إيجاد مشاريع على أرض الواقع، وأنها بدأت تحصد ما عملته. أخيرا كان لمدير الجلسة أمين منطقة عسير المهندس إبراهيم الخليل رأى بضرورة إيجاد بنود مالية واضحة للصرف على مواقع التراث العمراني لتحول دون تمنع بعض الأمناء ورؤساء البلديات في تنفيذ مشاريع التراث العمراني.

مشاركة :