ابتهج المواطنون في البلدين بهذا التنسيق عالي المستوى وليس هناك غرابة؛ فالشراكة ممتدة منذ القدم وأجلّها الدم الواحد الذي يتضمن في إطاره وحدة الترابط المنبثقة من جهات عدة أبرزها الجانب الديني والتوجه السياسي المتوافق والوضع الاقتصادي الصاعد والمنظومات الاجتماعية التي تقوم على معايير متجانسة ومتوحدة. ويسعى ولاة أمرنا حفظهم الله على الرقي بكل شأن يهم المواطن السعودي والاماراتي على وجه التحديد وفي ظل توجيهات خادم الحرمين الشريفين قام ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان وأخيه الشيخ/ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي باعتماد انعقاد المجلس التنسيقي السعودي الاماراتي الأول. وينطلق هذا المجلس من ثوابت راسخة تقوم على المساندة والتكامل بين الأشقاء من خلال رؤى طموحة تعود بأثر إيجابي على مواطني الدولتين الشقيقتين وعلى المنطقة. وللمملكة ودولة الامارات مكانة مهمة ومرموقة في الشرق الأوسط وفي العالم من الناحية الاقتصادية والسياسية والعسكرية والثقاقية والاستثمارية والدينية، وهذا الثنائي القوي يتمتع بقيادة شابة لها غايات مرسومة برؤى محددة تسيرها الخطط العميقة الباعثة لمستقبل زاهر متطور ينهض بالدولتين إلى سماء العز والسؤدد. فالشراكة المصيرية الاستراتيجية والتعاون التاريخي والتعاضد الراسخ تُرجم على أرض الواقع بمشاهدة حيّة في أرض اليمن السعيد لاستعادة الشرعية وإنقاذ الشعب اليمني من سلطة الميليشيات العبثية. فالتضحيات هناك واحدة والموقف أخوّي، وهذا مثال قريب وتبقى المواقف المماثلة لاتسطرها الأقلام ولا تجمعها الصحف لكثرتها أسأل الله أن يحفظ ولاة أمرنا ويديم على شعبينا الأمن والإيمان والرخاء.