عناد تنظيم الحمدين يدفع بمقاطعة شرق سلوى إلى الهاوية في انتحار سياسي

  • 6/9/2018
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

تعيش الدوحة حالة من العزلة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وذلك بعد تورطها عالميًّا في دعم الإرهاب، والتدخل في الشؤون الداخلية لبعض الدول، هذا الحصاد المرير الذي وصل إليه النظام القطري، هو نتيجة الانحراف في المنهجية السلوكية، التي ظهرت حقيقتها بعد أيام من إعلان المقاطعة من طرف الرباعي الداعي لمكافحة الإرهاب (السعودية ومصر والإمارات والبحرين)، بارتماء قطر المشين في أحضان الإيرانيين والأتراك، ما أكَّد تمامًا أنَّ مسببات المقاطعة كانت صحيحة ودقيقة جدًّا، نظرًا للارتباطات المشبوهة للنظام القطري مع هذه الكيانات السياسية المعادية للعالم العربي، والتي تدخلت على مدار سنوات طويلة في الشؤون العربية الداخلية، وفجرت النزاعات، وعملت على تشريد الآلاف. المقاطعة سد يمنع شرور قطر: وعلى الرغم من أنَّ اختلافات دول الخليج في وجهات النظر مع دول شقيقة أخرى، ليس بجديد، إلا أنّها لم تصل إلى المقاطعة، هذا أمرٌ يحصلُ في العلاقات بين الدول، لكن الوضع مع قطر لم يكن يومًا اختلافًا في وجهات النظر، وإنما كان كفًّا للأذى ومنعًا للإرهاب، وردًّا للمؤامرات العلنية والسرية، والاضطرار لبناء حائطِ سدٍّ يمنع عنك وعن بلدك وشعبك كل شرور الجار المريض الذي كنت تظنه شقيقك. تراجع الإرهاب دليل لضرورة المقاطعة: ولأنَّ الحقائق لا تدارُ بالتفكير الرغائبي، فالأرقام الدولية ومن مصادر عالمية موثوقة تتحدث عن اقتصاد ينهار، وعن عمالة تغادر، وعن مديونية تتزايد، وعن فضائح تتكشف، وعن ارتباكات متتالية في السياسة والإدارة والحكم، والأهم من هذا وذاك تراجع ملحوظ بشكل كبير في العمليات الإرهابية من قبل التنظيمات المعروف أنها تتلقى تمويلًا قطريًّا. وتكبدت قطر خسائر اقتصادية هائلة، بداية من تراجع القيمة السوقية للبورصة القطرية، ودفعت المليارات من أرصدتها على شركات العلاقات العامة، لتجميل وجه النظام القبيح أمام العالم، وعلى الرغم من ذلك فقدت قطر في عام واحد، الاحترام السياسي والأخلاقي أمام الشعوب العربية، التي أصبحت ترى في هذا النظام مصدرًا من مصادر الشر والتخريب، صورة ذهنية مخيفة، حملتها هذه الشعوب، يجب أن تنحصر في النظام، وأن يتجنب الشعب القطري العربي الشقيق تبعات ما يكيده تنظيم الحمدين من مكائد. هو عام مرير على الشعب القطري، فهو الخاسر الأكبر من المقاطعة، بينما الرابح الأكبر، هي الشعوب العربية التي وجدت في تراجع الإرهاب، وانكشاف حقيقة مموليه، ضرورة أكبر باستمرار المقاطعة حتى تنفيذ المطالب الثلاثة عشر كلها. عناد تنظيم الحمدين.. إستراتيجية حمقاء: الإستراتيجية القطرية الحمقاء، التي يديرها تنظيم الحمدين، والمبنية على العناد، ورفض التجاوب مع مطالب الأشقاء الأربعة، إنما يعود في جزئه الأكبر إلى قناعة النظام القطري المتجذرة بأنَّ الإرهاب والتخريب والإفساد في الأرض كلها تخدم أهدافه وطموحاته المريضة، تمامًا كما في المثل المعروف إذا أردت أن تكون بنايتك أعلى بناية في الجوار فأمامك أحد طريقين، حيث يبدو أن النظام القطري اختار طريق “أن تدمر كل البنايات المجاورة”. الجزيرة أفعى تعود لبث السم: ومشكلة هذه الإستراتيجية الحمقاء، التي يتبعها تنظيم الحمدين وواجهته تميم، أنَّها عاجلًا أو آجلًا ستأكل صاحبها، ولكن هذا أمر لا يدركه إلا العاقل، وهو ما يدلُّ عليه ما بثته قناة الجزيرة القطرية عشية الذكرى الأولى للمقاطعة العربية للنظام القطري، والذي تضمن نتائج التحقيقات القطرية حول ادعاء الاختراق، كشف أن هذا النظام مصاب باضطراب عقلي وعصبي، فهل يعقل أنه، وبعد مرور عام كامل، أن تتغير نتائج التحقيقات التي كانت تشير إلى اتهام دولة الإمارات بعملية الاختراق المزعومة، وحددت الوسيلة المستخدمة، أنها تمت بجهاز “آيفون”، لتأتي بعد عام بنتائج تحقيقات مختلفة تمامًا، ادَّعت فيها أنَّ الجهة التي تقف خلف الاختراق المزعوم، هي وزارة سيادية في المملكة العربية السعودية!! مذهل كل هذا التحول في الاتهام بين حزيران/ يونيو 2017م وحزيران/ يونيو 2018م، وسيزول هذا الذهول والتعجب، عندما ندرك أن قطر التي مررت نتائج تحقيقاتها الأخيرة عبر برنامج “ما خفي أعظم.. ليلة الاختراق”، وهو أحد البرامج المستحدثة والمتخصصة للهجوم على الرباعية العربية. عدل وتسامح واستضافة الإرهاب!! حالة الهوس، تقتضي استخدام هكذا نوعية من البرامج، لإخراج تبريرات متناقضة تمامًا لتلك التي كانت قبل عام، وهذه صفة متلازمة مع النظام القطري، الذي يدعو إلى تحقيق السلام والعدل، وتعزيز روح التسامح، بينما يستضيف العشرات من المصنفين إرهابيين على أرضه، ويدعم بالأموال الضخمة، الجماعات الإرهابية، هذا التناقض حالة متلازمة عند النظام القطري، وهي واحدة من مسببات الأزمة مع الرباعية العربية. انتحار سياسي وازدواجية موروثة: أظهرت قطر وجهها الحقيقي، سواء من خلال سماحها بنشر قوات عسكرية إيرانية أو تركية على أراضيها، ما هدد فعليًّا الأمن القومي العربي، الذي لطالما كانت قطر رأس الحربة في انتهاكه، من خلال أدوارها التي لعبتها في بلدان عربية عدة، غير أن التماهي القطري مع الإيرانيين، يبدو أنه سيحمل تبعات قانونية بعد الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي، وإعادة العقوبات على إيران، وهنا، يتعين على النظام القطري تحديد موقفه، فلم يعد مقبولًا البقاء في الحضن الإيراني، فهذا يعني الانتحار السياسي. أما الازدواجية القطرية، التي نشأت منذ انقلاب حمد بن خليفة على والده (حزيران/ يونيو 1995م)، هي سلوك لم يتوقف عند النظام القطري، الذي قام على تراكمات كبيرة من الأحقاد تجاه جيرانه، لاسيّما السعوديين، ويبدو أنَّ حمد بن خليفة، وكذلك حمد بن جاسم، هما أكثر الشخصيات التي شكلت هذه الازدواجية. ما نحن أمامه اليوم، يتلخص في أنَّ الإستراتيجية الأمنية الإقليمية والعالمية، في شأن مكافحة الإرهاب، أصبحت واضحة المعالم أكثر من أي فترة سابقة، وهي باختصار تعني “لا تسامح مع ممولي وداعمي ومحرضي الإرهاب كافة، أيًّا كان شكله”، بينما الحكومة القطرية دعمت، وما زالت تدعم، تنظيم الإخوان المتطرف في المنطقة وحول العالم، وتدعو لإسقاط الحكومات العربية بشكل مستمر، وتزرع خلايا استخباراتية في معظم دول العالم العربي، وتعمل على محاولة تفتيت المجتمعات من الداخل، ليتسنى لها إدخال تنظيم الإخوان للمراكز السياسية العليا. ولا ننسى أبدًا أنَّ قطر أيضًا عملت على تقديم دعم لا محدود للجماعات التابعة للقاعدة، سواء في سوريا أم اليمن، وعملت على دعم محاولات بث الفتن في شرق السعودية والبحرين، ودعمت مليشيات فجر ليبيا الإخوانية، ما أفشل مشروع الحكومة الانتقالية سابقًا

مشاركة :