مروة سعيد تكتب: والله لسه بدري يا شهر الصيام

  • 6/9/2018
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

معي أكياس كثيرة، التفت حولي ولا أجد من يساعدني، أضع الأكياس وأنتظر المساعدة، أقف مراقبة الأطفال الصغار الذين يلعبون أمام البناية، أفكر في مناداة أحدهم لمساعدتي في حمل الأكياس، أتذكر أنهم يتحججون باللعب ولا يلتفتوا إلى في الأوقات العادة، لكن على غير العادة يأتي أحدهم هذه المرة دون أن أنادي عليه، يساعدني وينقل معي الأغراض حتى الأسانسير، أشكره، يعرض علي المساعدة حتى الشقة فأسأله ما سبب عن حب التطوع المفاجيء الذي أصابه فيقول مبتسما دون تفكير: "احنا في رمضان، ده واجب".الوقت ضيق، والأفكار محدودة، كل المبدعين كتبوا عن الشهرالفضيل، محمد حلمي المانسترلي، فتحي قورة، وغيرهم من الكتاب الذي ربطوا كلماتهم الجميلة بالشهر الكريم. هكذا فكر عبد الفتاح مصطفى حين بدأ يكتب السطر الأول في "والله لسه بدري يا شهر الصيام"الابتسامة تسيطر على الوجوه رغم حرارة الجو، الموظف يحاول مساعدة الجميع، أريه أوراقي لأعرف إلى أي مكتب أتردد، يشير لي ببشاشة، الدور الثالث، أول مكتب على اليمين، أشكره وأتحرك تجاه السلم، ينادي علي الموظف"اتفضلي أطلعي في الأسانسير، الدنيا صيام"الوقت ضيق، يجب أن تذاع هذه الأغنية قبل العيد بأربعة أيام، ينهي محمد حسن الشجاعي جملته، يلتقط عبد العظيم محمد الورقة التي تحتوي الكلمات، يقرأها، يقطع أذان العصر أفكاره، يطوي الورقة في جيبه، ويتحرك تجاه مسجد الحسين ليصلي فيه العصر كعادته، بعد الصلاة وفي مسجد الحسين كان اللحن قد أكتمل في ذهنه.هنعيد تاني، يقولها مخرج برنامجي بشكل مختلف هذه المرة، كل مرة يقولها لي يكون منزعجا جدا، إلا أنه خلال رمضان يكون هادئا على غير عادته، أنهي التصوير على خير وأتحرك لأركب سيارتي، أسمع عم عبد الراضي الذي يعمل معنا في أعمال الإضاءة يتكلم مع ابنه في الموبايل، يطلب منه أن يجمع ملابسه التي لا يستخدمها حتى يتبرعوا بها لإحدى الجمعيات الخيرية، ويخبره أنه من الواجب أن يفرح أخوته غير القادرين بالعيد.شرف لي أن يرتبط صوتي بالشهر الفضيل، لن أحصل على مقابل، كلمات خرجت من شريفة فاضل دون تفكير، كانت تعي جيدا ما تقوله لذا لم تتردد فيه أبدا، بدأت البروفات بسرعة وخلال يومين انتهت من تسجيل الأغنية سنة 1961 م.يستوقفني مشهدا يجعلني أنزل من السيارة، ولد صغير يقف جوار صندوق التبرعات الموضوع أمام المسجد، أجده قابضا على ورقة مالية لا أتبين ملامحها، أسمعه يقول : "يا رب أشفي بابا، هو تعبان أوي، هو اللي علمني أصلي وخلاني أحبها لأنها بتقرني من جنتك" ينهي الولد كلماته القليلة ويضع الورقة المالية في الصندوق، ينتبه لوجودي جواره، يفسر دون أن أسأله، كل يوم في رمضان باجي أدعي لبابا وأضع اللي أقدر عليه في الصندوق وادعيله بالشفاء" أتمتم بدعاء مشابه لوالده ولوالدي ولكل الناس الطيبين أمثالهم، أنهي دعائي قائلة "اللهم أجعل أيامنا كلها رمضان".

مشاركة :