العقاد عن ليلة القدر: ميَّزت بين الخير والشر

  • 6/10/2018
  • 00:00
  • 13
  • 0
  • 0
news-picture

يتحدث العقاد عن ليلة القدر في شهر مضان الكريم من خلال كتابه "الإسلام دعوة عالمية" قائلا: إن المتفق عليه بين جٌلة المفسرين أن ليلة القدر شرفت ذا التشريف لنزول القرآن الكريم فيها الأمر الذي لا يوجد أي خلاف فيه ولكنهم كعادتهم في تحقيق كل دقيقة وجليلة من تفاصيل الآيات والأخبار القرآنية ويفسرون نزول القرآن على وجه من الوجوه المحتملة، إذا يجوز أن يكون المقصود به إبتداء النزول كما يجوز أن يقصد به نزول الكتاب كله جملة واحدة ويشير العقاد من خلال كتابه إلى أن القرطبي وابن كثير يذهبوا إلى أن ليلة القدر اسم جنس لجميع الليالي التي تنزلت فيه الآيات قد تبلغ عدتها عشرين أو أكثر من عشرين ليلة على هذا الإحتمال ولكنه قول لا يأخذ به الكثيرون وإن أخذوا بتعدد الليالي التي تنزلت فيها آيات الكتاب. ويرى العقاد أن بعض المفسرين يرون أن نزول القرآن الكريم جملة واحدة هو المقصود بنزوله في ليلة القدر، ويعززون رأيهم بأنه ابتداء نزول الآيات كان نهارا ولكن في ليلة من الليالي، ومن المتواتر أن النبي صلى الله عليه وسلم قد خوطب بأول آية كريمة وهو عاكف في غار حراء وقيل له "اقرأ" فقال: "ما أنا بقارئ"، والأمر الذي لا خلاف فيه أن سورة العلق التي أفتتحت بهذه الآيات قد تمت بعد ذلك لما ورد فيه من الإشارة الى الأمور التي حدثت كما قال: " بعد شيوع خبر البعثة وظهور أمة النبوة وسعى قريش لإيذائه " فلا خلاف على وجه من الوجوه في تشريف ليلة القدر لنزول القرآن الكريم فيها آيات متفرقة أو جملة واحدة وأن حكمتها الكبرى أنها هي ليلة الفرقان في سورة الدخان: " إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين. فيها يفرق كل أمر حكيم" فهي ليلة القدر لأنها ليلة التقدير والتمييز بين الخير والشر والتفريق بين المباح والمحظور وهو أشرف ما يشرف به الإنسان لأنه المخلوق المميز بالتكليف والمخصوص بالتمييز بين جميع المخلوقات.

مشاركة :