رمضان له ألف وجه! فهو احتفالية روحانية سامية تطوف كل بلدان العالم الإسلامي المترامي الأطراف، وكلما حط رمضان رحاله في بلد امتزجت ملامحه الأصيلة والراسخة بعادات هذا البلد وتقاليد شعبه... ومن هنا صار الشهر الفضيل نافذة مفتوحة على مروحة الثقافات الإسلامية المتباينة في تفاعلها العميق مع جغرافيا الشعوب والمجتمعات في العالم الإسلامي.«الراي» سعت، بمناسبة الشهر الفضيل، إلى الحديث مع سفراء دول متماسة مع الإسلام والمسلمين في الكويت، وسألتهم عن «رمضان في عيونهم»، وكيف تختلف مظاهره من بلد إلى آخر، ويوحد بين شعوبها في وقت معاً، وكيف تسهم «ثقافة رمضان» في تعزيز التسامح والتعايش العالميين؟ وكيف يرون خصوصية هذا الشهر العظيم في الكويت؟أعرب سفير جمهورية البوسنة والهرسك لدى الكويت محمد خليلوفيتش عن سعادته البالغة بالضيف العزيز على قلوب جميع المسلمين شهر رمضان الفضيل، لافتاً إلى أنه يشكل فرصة كبيرة للتناغم الروحي والتعامل الإنساني والتهذيب الأخلاقي والتقرب إلى الله. خليلوفيتش أضاف أن هذا الشهر يعطيه مزيداً من الوقت ليقضيه مع أبناء عائلته، وزيارة الأصدقاء وزملائه السفراء في الكويت، كاشفاً عن حرصه على تخصيص وقت لقراءة القرآن الكريــــم خلال هذا الشهـــر الفضيـــل بالإضافة إلى قراءة السيرة النبوية وكتب الفقه الإسلامي.وتابع «أن شهر رمضان له أجواؤه الخاصة في جميع الدول الإسلامية، لكنه يكون أكثر تميزاً عندما تكون في الكويت، ومحاطاً من قِبل إخوانك وأخواتك الكويتيات مع عاداتهم المميزة خلال هذا الشهر مثل القريش والقرقيعان والغبقات». وأشار إلى «أن رمضان يشكل فرصة كبيرة للتخلص من العادات السيئة في طريقة الغذاء وإعادة تنظيم فيزيائية جديدة لأسلوب طعامك، ولذلك فإن رمضان ليس فرصة لفقدان بعض الوزن الزائد فقط، ولكن للتخلص من العادات السيئة أيضاً».وذكر «أن هناك اهتماماً كبيراً بشهر رمضان في البوسنة، حيث تكثر الأنشطة الخاصة بهذا الشهر، ويتقلص عدد ساعات العمل، وتصبح الإجازة الأسبوعية يومين، بدلاً من واحد، وتزخر الشوارع والمحلات بالأضواء وتمتلئ المساجد بالمصلين وتتغير العادات والتقاليد اليومية، لتحل محلها قيم وأخلاق رمضان، وترتدي النساء غير المحجبات ملابس متواضعة احتراماً لشهر رمضان، ويتبادل الجيران الطعام بالإضافة إلى الزيارات ودعوات الإفطار».ولفت إلى «أن الشعب البوسني معروف جيداً بكرمه، والمسلمون البوسنيون منضبطون جداً في إخراج الزكاة، أو التبرعات السنوية للفقراء وتُنشأ مراكز إفطار جماعية من قبل بعض المؤسسات مثل (المرحمة)، التي تتبع المنظمات الإسلامية أو غيرها من الجمعيات الخيرية، بما في ذلك الجمعيات الخيرية العربية». وذكر «أن القائمة الرمضانية البوسنية التقليدية تتكون من الحساء، الوجبة الرئيسية مع اللحم، ثم القهوة البوسنية التقليدية والحلوى، ولا تُفوِّتوا قطعة من المعجنات تدعى (سمون)، وهي الأكثر شعبية في رمضان في البوسنة، في شكلها الدائري، المتبل مع الفاكهة، إنه شيء يتطلع إليه الصائمون وغير الصائمين في رمضان».
مشاركة :