تعقد القمة الأمريكية الكورية المرتقبة يوم الثلاثاء المقبل في جزيرة سنتوسا بسنغافورة، وهي القمة التي طال انتظارها عقب انتشار الأنباء عن إلغائها، ومن المقرر أن تحدد القمة مصير التجارب النووية في شبه الجزيرة الكورية.وبحسب شبكة "بي بي سي" البريطانية، فإن فندق كابيلا سنجابور الفاخر يستضيف القمة بين ترامب وكيم وتجري الاستعدادات والتجهيزات في الفندق حاليا على قدم وساق، لكن يبدو أن الزعيمين سيقيمان في أماكن أخرى، إذ يحتمل أن يقيم ترامب في فندق شانجريلا، حيث أقام رؤساء أمريكيون سابقون، وسيقيم كيم على الأرجح في فندق ذا سانت ريجيس، ويقع الفندقان وسط الجزيرة الشهيرة على بعد 9 دقائق من بعضهما وبالقرب من قطاع التسوق الرئيسي في الجزيرة.ووقع الاختيار على سنتوسا بسب موقعها المتميز على البر الرئيسي مما يجعلها مكانا آمنا، كما يتميز طريق الوصول إلى الجزيرة بسهولة السيطرة عليه، حيث يوجد به تلفريك وسكة حديد أحادية وجسر للمشاة ونفق للسيارات، وإذا أراد الزعيمان الاستراحة من محادثاتهما التاريخية، فسيجدان ملاعب الجولف الفاخرة، لكن الجزيرة كذلك لديها تاريخ مظلم من القرصنة وسفك الدماء والحروب.واعتبرت سنغافورة في القرن التاسع عشر مركزا للتجارة البريطانية وجعل موقعها الرئيسي على الطريق البحري بين الهند والصين خيارا مثاليا للكثيرين، حيث كانت سنغافورة مركزا تجاريا مزدهرا تردد عليها التجار وكذلك القراصنة، واشتهرت جزيرة سنتوسا في ذلك الوقت بأنها "جزيرة ما وراء الموت" في إشارة إلى سمعتها الدموية في القرصنة.وفي 1942 سقطت سنغافورة في أيدي اليابانيين بعدما استسلمت القوات بريطانية، وأطلق عليها اسم ياباني جديد "سيونا" ويعني نور الجنوب، وخلال السنوات التالية، قتل الآلاف في عملية دموية لتطهير سنغافورة من العناصر المناهضة لليابانيين من الصينيين، وكان الصينيون من الرجال التي تتراوح أعمارهم بين 18 و50 عاما يقتادون إلى مواقع عدة قبل إطلاق النار عليهم أو إلقائهم في البحر لإعدامهم، ومن بين المواقع التي نفذت عليها المجزرة المروعة شواطئ جزيرة سنتوسا، التي يطل عليها الآن فندق كابيلا الفخم الذي سيشهد لقاء الرئيس الأمريكي وزعيم كوريا الشمالية.وفي السبعينيات استعادت سنغافورة السيطرة على الجزيرة وتحولت إلى مقصد سياحي ويعني اسم سنتوسا " السلام والهدوء" ، كما تنتشر في الجزيرة ملاعب الجولف، وعدد من أفخم فنادق سنغافورة ومجموعة من المطاعم الفاخرة ذات المستويات العالمية.