أم صلال.. المربع ضاع في الأمتار الأخيرة

  • 6/10/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

خسر أم صلال رهان المربع الذهبي مرة أخرى في الخطوات الأخيرة، قبل خط الانطلاقة في موسم كان قريباً من تحقيق هدفه، بإنهاء المنافسة ضمن الأربعة الكبار، لولا بعض العثرات التي ضيعت عليه نقاطاً مهمة، منحت هذا الامتياز للغرافة. هذا الموسم كان النادي أقرب فيه إلى تحقيق حلمه المعلن منذ سنوات، قبل معطيات كثيرة محبطة ساهمت في خسارة الرهان، منها ما هو متعلق بالتركيبة البشرية، ومنها ما هو متعلق بجوانب تكتيكية، ومنها الحظ، الذي مكن الغرافة في النهاية من المركز الرابع.بداية الفريق كانت مثالية، من خلال نتائج مكنته من التواجد ضمن كوكبة المقدمة، لكن، سرعان ما بدأ التذبذب في مستوى الفريق من جولة لأخرى، خصوصاً أن الفريق ضيع الكثير من النقاط في مباريات كانت في المتناول، سواءً بقيادة المصري محمود جابر، أو المغربي طلال القرقوري. كانت كل المؤشرات تصب في صالح الفريق في البداية، لكن تقلبات الدوري، وتداخل مجموعة من العوامل أجهض الحلم الذي استمر حتى اللحظة الأخيرة. بداية موفقة مع جابر ثم... بدأ فريق أم صلال الموسم بطريقة مثالية، إذ سرعان ما ضمن موقعه ضمن الأوائل، مظهراً رغبته في تحقيق أمله المعلن عنه منذ عدة مواسم، فقد فاز بمجموعة من النقاط المهمة، مستفيداً من ترتيب المنافسين، حيث واجه في البداية الفرق الضعيفة والمتوسطة، فتغلب عليها، وضيع الفرصة في مواجهة البعض الآخر، قبل أن يخسر مواجهاته مع فرق المقدمة، لكن مع ذلك، حافظ على موقعه في المركز الرابع. بداية تراجع الفريق بقيادة محمود جابر كانت بتاريخ 4 نوفمبر، حينما خسر أمام السيلية (2-3)، وهي المواجهة التي كان عليه أن يفوز فيها، لأن خسارته فيها مكنت الأخير من الارتقاء إلى المربع الذهبي لأول مرة، بل إنه ظل متشبثاً به لمدة طويلة من الزمن، رغم أنه لم يحقق الانتصار لعدة جولات، فلم يستغل محمود جابر الفرصة طيلة هذه الفترة الزمنية لاستعادة موقعه، رغم أن الفرصة كانت مواتية، بل إنه عجز عن الفوز في مواجهة منافسين أقل منه مستوىً وأداءً. صبر إدارة النادي نفد بعد التعادل المحبط مع العربي في ملعب الأخير دون أهداف، بتاريخ 2 فبراير الماضي، في مباراة متواضعة المستوى، فسارعت إلى إنهاء التعاقد مع محمود جابر، بعدما جددت فيه الثقة في نهاية الموسم الماضي، عندما حل بديلاً للتركي بولند أويغون، وحقق نتائج جيدة حينها، أبرزها الفوز على الدحيل حامل اللقب، والتعادل مع السد، مساهماً في تحديد هوية المتوج بدرع الدوري. رهان خاسر على الدراجي قبل التفكير في إيجاد بديل لمحمود جابر، عمدت إدارة النادي إلى التعاقد مع التونسي أسامة الدراجي بدلاً من المغربي يوسف سكور، أملاً في منح خط الوسط الهجومي دفعة أكبر، فمركز الأول هو الوسط الهجومي، ومركز الثاني الوسط الدفاعي، واعتباراً لوجود مجموعة من الخيارات في الشق الدفاعي، فإن الرهان كان على ضم لاعب بمواصفات هجومية يساهم في تمويل المواس وساغبو في الخط الأمامي. رهان أم صلال على الدراجي كان خاسراً، لكون الأخير لم يقدم المستوى المنتظر منه طيلة الفترة التي قضاها مع الفريق حتى نهاية الموسم، لذلك، كان طبيعياً ألا تبادر الإدارة للتجديد له، رغم أن إمكانياته على الورق تفوق ما قدمه في الملعب، باستثناء المباراة الأولى في القسم الثاني مع الخريطيات، حينما سجل، وظهر كأنه المنقذ للفريق، قبل أن يخبو بريق المهاجم الفذ بسرعة كبيرة ويختفي، مساهماً في تعقيد وضعية المدرب الذي راهن عليه إلى جانب الإدارة. الاستنجاد بالقرقوري خيارات إدارة النادي في بحثها عن بديل جاهز لتعويض محمود جابر لم تكن كبيرة، فاعتباراً لصعوبة المرحلة لم تجد أفضل من المغربي طلال القرقوري، لمعرفته الجيدة بالنادي، وكذا الدوري، من خلال السنوات التي لعبها في نادي قطر، كما كان قريباً من اللعب لأم صلال كذلك، لولا أن الإصابة أجبرته على الاعتزال، كما خاض تجربة تدريبية مع الفرنسي ألان بيران، حينما عمل معه مدرباً مساعداً. كل هذه العوامل رجحت كفته لاستلام ملف الفريق، في وقت لم يكن يملك هامشاً زمنياً كافياً لإضافة لمسته الخاصة، خصوصاً من الناحية التكتيكية، بل واختيار مساعديه ولاعبيه بمواصفاته الخاصة في مراكز معينة. منذ المباراة الأولى للفريق، اتضح أن اللاعبين غير جاهزين كلياً للتعامل مع أسلوب عمل مختلف، ونهج تكتيكي مغاير، بناءً على تجربة المدرب الجديد وخبرته، فقد ظهر الارتباك بوضوح عليهم منذ الوهلة الأولى، بل واستمر ذلك، رغم التغييرات التي ظل يجريها المدرب، سواءً بالنسبة للتركيبة البشرية الخاصة بكل مباراة، أو الأسلوب التكتيكي المتبع. رغم ذلك فقد كان الفريق قريباً من المربع، حيث ظل متشبثاً بهذا الحلم حتى اللحظة الأخيرة، بل إنه تلقى هدية ثمينة من المرخية، التي فازت على الغرافة بثلاثية كاملة، لكن الأمر تحول إلى سراب، بعدما سحب اتحاد الكرة النقاط الثلاث منه، ومدهم على طبق من ذهب لمدرب الغرافة، بسبب خطأٍ إداري هو الثاني للفريق الصاعد للدرجة الأولى، بعد الخطأ الأول في مباراة السد، التي تفوق فيها عليه في افتتاح منافسات دوري النجوم.;

مشاركة :