اتفق زعماء مجموعة الدول السبع الصناعية في ختام قمتهم أمس السبت، على الحاجة إلى «تجارة حرة وعادلة ومفيدة لطرفيها»، وعلى أهمية محاربة الحماية التجارية. وفيما طالبوا روسيا بالكف عن «تقويض الأنظمة الديمقراطية»، تعهدوا بمنع إيران من حيازة سلاح نووي.وقال الزعماء في البيان الختامي بعد الاجتماع الذي ركز بشدة على الخلافات التجارية بين الولايات المتحدة وحلفائها: «نسعى جاهدين لتقليل المعوقات الجمركية وغير الجمركية والدعم»، كما وافقوا على الالتزام ب«النظام التجاري الدولي القائم على القواعد»، ومكافحة الإجراءات الحمائية، رغم التوترات حول قرار الرئيس دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية على بعض أقرب الشركاء التجاريين للولايات المتحدة.ووفقاً للبيان المشترك قال الموقعون: «نلتزم بتحديث منظمة التجارة العالمية لجعلها أكثر عدالة في أقرب وقت ممكن»، في تنازل واضح للولايات المتحدة، التي ظلت تدفع بأن النظام الحالي غير عادل.كما وافقت الدول السبع على خفض الرسوم الجمركية والإعانات والحواجز الأخرى أمام التجارة، فيما فشلت في التوصل إلى اتفاق حول المناخ مع الولايات المتحدة.وغادر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس السبت، قمة مجموعة السبع في كندا وسط أجواء من التهدئة، حيث أشاد بالنقاشات «البنّاءة جداً» حول التجارة، وهي نقطة الخلاف الأساسية مع حلفائه في المجموعة، وتوافق جزئي حول خطورة برنامج إيران النووي والباليستي، فيما قلل كل من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل من أهمية النتائج التي تضمنها البيان الختامي للقمة. وعمل ترامب على تهدئة التوترات الناتجة عن سياسته الحمائية في التجارة، قبل أن يغادر بلدة مالبي شرقي كندا، في مقاطعة كيبيك متوجهاً إلى سنغافورة، حيث يلتقي الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، الثلاثاء.وقال ترامب في مؤتمر صحفي قبل مغادرته: «لقد أجرينا مناقشات بنّاءة جداً، حول ضرورة أن تقوم بيننا مبادلات تجارية متوازنة»، داعياً شركاءه في مجموعة السبع إلى دراسة فكرة إقامة منطقة تبادل حرة، مع العلم أنه هو الذي فرض رسوماً جمركية على واردات الصلب والألمنيوم إلى بلاده.وفي هذا السياق، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن قادة المجموعة اتفقوا على التجارة رغم الخلافات مع ترامب.وقال ماكرون إن البيان «لا يحل كل الأمور، هذه المرحلة مهمة لكن على الرغم من ذلك، فإنها مجرد مرحلة؛ لذا نخطط لمواصلة عملنا خلال الأشهر المقبلة».كما أعلنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مساء السبت، أن البيان المشترك حول التجارة « لا يحل المشاكل بشكل مفصل، لدينا مفاهيم مختلفة مع الولايات المتحدة».وكانت فرنسا أعلنت في وقت سابق السبت، أن المحادثات في قمة مجموعة السبع تجري «في الطريق الصحيح»، وأن هناك «احتمالاً قوياً» أن توقع الدول السبع على بيان مشترك، سيشير بالطبع إلى الخلاف مع واشنطن حول اتفاقية المناخ، أما بالنسبة للتجارة، فإن المفاوضات تدور حول صيغة قد تدعو إلى تحديث منظمة التجارة العالمية، وهي المنظمة التي غالباً ما يوجه ترامب انتقاداته إليها.وحسب الوفد الفرنسي، فإن البيان الختامي يعترف بأن «إطاراً دولياً قائماً على قواعد مشتركة سيكون مفيداً للجميع، بدلاً من مبادرات ثنائية لا تؤمن حصول الجميع على مكاسب». (وكالات)
مشاركة :