كاهيل على أعتاب الانضمام إلى عظماء كأس العالم رغم تراجع شعبيته

  • 6/10/2018
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

تشير الإحصائيات إلى أن ثلاثة لاعبين فقط نجحوا في تسجيل أهداف في أربع نهائيات منفصلة لكأس العالم لكرة القدم، وهم الأسطورة البرازيلية بيليه والألمانيان أوي سيلر وميروسلاف كلوزه. وفي وقت لاحق من هذا الشهر، يمكن أن يرتفع هذا العدد إلى أربعة لاعبين، حيث يسعى النجم الأسترالي تيم كاهيل إلى مواصلة تسجيل الأهداف في كأس العالم للمرة الرابعة على التوالي، بعدما سجل في بطولات 2006 و2010 و2014. وأثبت كاهيل نفسه على أعلى المستويات منذ ظهوره الأول في كأس العالم عام 2006 حين شارك كبديل ليسجل هدفين في دور المجموعات أمام اليابان ويحول تأخر أستراليا 1 - صفر إلى فوز بنتيجة 3 - 1. وأحرز كاهيل ثلاثة أهداف أخرى لأستراليا في النسختين التاليتين من كأس العالم، ومن بينها أحد أجمل أهداف نهائيات البرازيل 2014 بتسديدة رائعة في الهزيمة 3 - 2 أمام هولندا. وإذا تمكّن الهداف التاريخي لمنتخب أستراليا من هز الشباك في المونديال المقبل بروسيا، فسيكون ذلك بمثابة تتويج لجهود لاعب فذ يمثل دولة لم تفز سوى بمبارتين فقط في تاريخ نهائيات كأس العالم. ومع بدء العد التنازلي لانطلاق كأس العالم، كان من المفترَض أن يكون هذا العرس الكروي الكبير الفرصة الأخيرة لجمهور كرة القدم لتوجيه التحية إلى هذه الأسطورة الحية. لكن للأسف، لم يكن هذا هو الحال، حيث قوبل انضمام كاهيل للقائمة النهائية لمنتخب أستراليا في كأس العالم بانتقادات كبيرة. ويقول معارضو انضمام كاهيل للمنتخب الأسترالي إن أداءه في الفترة الأخيرة لا يؤهله للعب في كأس العالم، خصوصاً أنه لم يلعب سوى 160 دقيقة فقط خلال موسم 2017 - 2018، في البداية مع نادي ملبورن سيتي، ثم مع نادي ميلوول. وقد فشل كاهيل في تسجيل أي هدف مع الناديين، ولم يقدم الأداء المقنع الذي يجعله قادراً على مساعدة منتخب بلاده في المنافسة على التأهل من المجموعة التي تضم إلى جانب أستراليا كلا من فرنسا والدنمارك وبيرو. لكن على الرغم من المستوى الضعيف الذي يقدمه كاهيل على مستوى الأندية، فقد شارك في آخر مباراة دولية لمنتخب أستراليا ضد هندوراس، ومباراتين قبل ذلك وسجل هدفين في المباراة الفاصلة للتأهل لكأس العالم أمام سوريا. وعلاوة على ذلك، فقد خاض كاهيل 105 مباريات دولية مع منتخب بلاده سجل خلالها 50 هدفاً، وهو ما يجعله يمتلك خبرات هائلة على المستوى الدولي. وأعرب المدير الفني الهولندي للمنتخب الأسترالي، فان مارفيك، عن ثقته الكبيرة في قدرة كاهيل على تقديم مستويات قوية في المناسبات الكبرى، وهو ما يجعله «حالة خاصة». ويبدو من المرجح أن فان مارفيك سوف يعتمد على كاهيل كبديل عندما يكون في حاجة إليه من أجل رفع الروح المعنوية للاعبين في المواقف الصعبة أو يدفع به في جزء من المباريات عندما تكون النتيجة إيجابية ويريد الحفاظ عليها أو تعزيزها. وقال المدير الفني السابق للمنتخب الأسترالي، أنجي بوستيكوجلو، في إذاعة ملبورن أخيراً: «تيم هو اللاعب الذي دائماً ما كنتُ أعتمد عليه من أجل إحداث التغيير المطلوب داخل الملعب إذا لزم الأمر، ولا أعتقد أن هذا الأمر قد تغير». وفي الحقيقة، يناسب هذا الدور كاهيل الآن في ظل حالته البدنية وخبراته الدولية الكبيرة وقدرته على لعب الكرات القصيرة وسط دفاعات الفرق المنافسة ومساعدة فريقه على التحول من الدفاع للهجوم في أسرع وقت ممكن، وهو ما يجعله قادراً على إحداث تغيير كبير في المباريات في حال مشاركته كبديل. وحتى في ظل الإصابة التي يعاني منها نجم الفريق تومي يوريتش، فمن غير المرجح أن يشارك كاهيل في التشكيلة الأساسية لمنتخب أستراليا في كأس العالم، وسيشارك بدلاً منه أندرو نابوت، الذي سجل في المباراة التي سحق فيها المنتخب الأسترالي نظيره التشيكي بأربعة أهداف دون رد، أو حتى جيمي ماكلارين، الذي أبدى فان مارفيك إعجابه بالتزامه الشديد. ومع ذلك، يمتلك كاهيل كثيراً من الصفات التي لا يمتلكها أي لاعب آخر في تشكيلة المنتخب الأسترالي؛ فبالإضافة إلى قدرته على تغيير سير المباريات عند مشاركته كبديل يتميز كاهيل بأنه قائد محنك ويمتلك خبرات هائلة وثقة كبيرة في قدراته. وقد أشاد عدد كبير من لاعبي الفريق بتأثيره الإيجابي على زملائه، ولذا سيكون المنتخب الأسترالي بحاجة كبيرة إلى وجوده في معترك كروي كبير مثل كأس العالم والذي ينظر فيه إلى أستراليا على أنها الفريق الأضعف والأقل حظا في كل مباراة تشارك فيها. ولا يقتصر تأثير كاهيل على المستطيل الأخضر وحده، حيث يُنظر إليه على أنه رمز للمنتخب الأسترالي، ويمكنك أن تدرك حجم شعبيته الطاغية عندما ترى صوره على كل شيء في البلاد، بدءاً من ملابس الأطفال وصولاً إلى شاشات التلفاز ومحطات البنزين. ويمكن القول إن كاهيل يمثل طموحات أستراليا في كأس العالم، على الرغم من تراجع مستواه داخل الملعب، بالشكل الذي جعل البعض يقول إن الاتحاد الأسترالي لكرة القدم، هو من أمر بضمه إلى قائمة الفريق بغض النظر عن رأي المدير الفني فان مارفيك. ويرى البعض أن صور كاهيل موجودة في كل مكان بشكل مزعج ومبالَغ فيه، لكن لا يمكننا أن نلومه على ذلك، في ظل عدم قدرة اللاعبين الشباب على منافسته وفرض أسمائهم وصورهم على الرعاة. ويمكن تلخيص الأمر في أنه على الرغم من وصول كاهيل إلى عامه الثامن والثلاثين وتراجع مستواه، فإنه لا يزال لاعباً مؤثراً في صفوف المنتخب الأسترالي المشارك في نهائيات كأس العالم، كما أنه لا يزال قادراً على استغلال هذا التأثير وتحويله إلى نجاح تجاري خارج الملعب. وعلاوة على ذلك، ما زال بإمكان كاهيل أن ينضم إلى أساطير اللاعبين في تاريخ كأس العالم خلال الأسابيع القليلة المقبلة في حال نجاحه في تسجيله أي هدف ليصبح رابع لاعب في تاريخ الساحرة المستديرة يسجل أهدافاً في أربعة نهائيات مختلفة للمونديال. قد تكون أفضل سنواته في الملاعب مضت بالفعل كما تثور تساؤلات بشأن لياقته البدنية، لكنّ كاهيل سيكون مطالَباً مرة أخرى بأن يقدم بعضاً من سحره في كأس العالم مع أستراليا في نهائيات روسيا. ونادراً ما شارك كاهيل في المباريات منذ انتقاله إلى ميلوول في دوري الدرجة الثانية الإنجليزي، لكن مثلما قال فان مارفيك فإن كاهيل له وضع خاص. وقال فان مارفيك حين أعلن تشكيلته الأولية: «إنه حالة خاصة. إنه استثنائي في كل شيء. إنه من نوعية اللاعبين الذين لن يصيبهم التوتر أمام 80 ألف مشجع». وكان لاعب إيفرتون السابق يلعب في مركز الوسط المهاجم في ذروة تألقه، لكنه أصبح قريباً من المرمى بشكل أكبر في الثلاثينات من العمر. وأمضى فترات أطول بين البدلاء في السنوات الأخيرة. غير أن كاهيل يظل مهاجما يستطيع إنهاء الهجمات بنجاح وهو مستعد للتألق وقت الحاجة إليه، مثلما أظهر حين أنقذ أستراليا بتسجيل هدفين ليقودها للفوز على سوريا في إياب ملحق التصفيات الآسيوية في أكتوبر (تشرين الأول). ويوضح احتفاظ كاهيل بموقعه في تشكيلة أستراليا الكثير حول قدراته ويكشف فشل أستراليا في تقديم بديل. وقد تقتصر مشاركته في روسيا على عدد محدود من الدقائق ضد فرنسا والدنمرك وبيرو في دور المجموعات، لكن قليلين فقط سيشعرون بالدهشة إذا ترك اللاعب المخضرم تأثيرا كبيرا في مشاركته الأخيرة في كأس العالم.

مشاركة :