ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية أن الولايات المتحدة من غير المرجّح أن تلبّي طلب الإمارات بتقديم الجيش الأميركي دعماً لها في عمليتها العسكرية لاحتلال ميناء الحديدة الذي يتحكم به الحوثيون، وفي وقت يسعى فيه زعماء العالم إلى عمل تسوية واتفاق سلام ترعاه الأمم المتحدة.كشفت الصحيفة، نقلاً عن مسؤولين في إدارة الرئيس ترمب، قولهم بأن عدة اجتماعات دارت لبحث الطلب الظبياني؛ لكن المسؤولين تحفّظوا بقوة بشأن مساعي الإمارات لانتزاع الحديدة، الواقعة غرب اليمن على ساحل البحر الأحمر، والتي تمثّل الممر الوحيد للمساعدات الإنسانية للمناطق الحوثية. ولفت تقرير الصحيفة إلى أن أبوظبي سعت إلى نيل دعم استخباراتي واستطلاعي أميركي؛ لكن المسؤولين الأميركيين ودول أخرى أبدت قلقها إزاء إمكانية تحوّل قتال رئيسي في المدينة الساحلية إلى كارثة إنسانية، ومعها تضعف فرص السلام. وكانت رئيس وزراء بريطانيا، تيريزا ماي، قد أخبرت الرئيس الأميركي أنها تشعر بقلق من إمكانية مقتل نساء وأطفال الحديدة نتيجة القتال، وهو قلق شعر به ترمب أيضاً، حسب المسؤولين الذين تحدثت معهم الصحيفة. وتمدّ الولايات المتحدة بالفعل معلومات استخباراتية واستطلاعية في إطار محدود لأبوظبي والرياض، لكن معظمها حول تنظيم القاعدة وليس الحوثيين. كما تقدّم واشنطن خدمات إعادة التزود بالوقود لطائرات التحالف، وتبيع صواريخ موجهة. وتنظر إدارة ترمب لليمن على أنه مشكلة استراتيجية بسبب دعم إيران المزعوم للحوثيين، فيما تراه الولايات المتحدة توسيعاً لنفوذ طهران عبر أنحاء الشرق الأوسط. جهود الإمارات لاحتلال الحديدة جلبت عليها تحذيرات واسعة النطاق، فقد حذّرت المنسقة الإنسانية للأمم المتحدة، ليز جراند، هذا الأسبوع، من أن الهجوم سيكون له تداعيات كارثية على اليمن والمدينة الساحلية، التي يقطنها 400 ألف شخص. وقال جراند: «في حالة تفاقم أمد الصراع، نخشى أن يتعرض 250 ألف إنسان في المدينة لخسارة كل شيء، بما في ذلك حياتهم». وتأتي هذه التحذيرات في وقت تقترب فيه قوات أبوظبي والميليشيات اليمنية التابعة لها من ضواحي الحديدة، وهو ما استدعى وزارة الخارجية الأميركية لدعوة الأطراف لخفض التصعيد وضمان استمرار وصول المساعدات للشعب اليمني. وفيما يبدو أنه تحذير ضد الإمارات، حثّت الوزارة الأطراف المعنية بعدم اتخاذ خطوات تخرب جهود المبعوث الأممي الخاص لليمن لإنعاش محادثات السلام. ولفتت «وول ستريت جورنال» إلى أن مشرّعين أميركيين داخل «الكونجرس» حاولوا قطع المساعدات العسكرية الأميركية للتحالف السعودي- الإماراتي؛ لأنهم قلقون من عدم اتخاذ الرياض وأبوظبي ما يكفي من إجراءات للحدّ من قتل المدنيين في الغارات الجوية. بالإضافة إلى ذلك، فإن هجوماً ظبيانياً على الحديدة من شأنه أن يزيد المعارضة داخل «الكونجرس»، الذي يمكن أن يعيق بيع الأسلحة لدول الخليج وتقييد الدعم العسكري الأميركي لحرب اليمن.;
مشاركة :