أعلن الكرملين أن الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترامب ناقشا في اتصال هاتفي إمكان عقد قمة بينهما في فيينا، فيما حضّ بوتين ترامب على «إيفاء تعهداته في شأن تحسين العلاقات» بين الجانبين. وأشار الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إلى أن الرئيسين شددا على أهمية اللقاءات الثنائية، كاشفاً أنهما «بحثا في محادثتهما الهاتفية الأخيرة، في إمكان أن تكون فيينا واحدة من خيارات المدن المطروحة للقائهما». واستدرك أن لا اتفاق محدداً في شأن القمة المحتملة. أتى ذلك بعدما أعرب بوتين عن أمله بأن تكون القمة بنّاءة، اذ قال لشبكة «روسيا 24»، إن الرئيس الأميركي «عقلاني، ويعرف كيف يصغي ويتفاعل مع الحجج التي يطرحها الطرف الآخر، وكل ذلك يجعلني أعتقد بأن الحوار يمكن أن يكون بنّاءً» معه. وأشار إلى أن ترامب ينفذ وعوده الانتخابية، معرباً عن أمله بأن ينفذ تعهده تحسين العلاقات مع روسيا، ومؤكداً استعداد موسكو لتحسين علاقاتتها مع واشنطن. واعتبر أن «الكرة الآن في الملعب الأميركي»، لافتاً الى «أدوات» تتيح ذلك، بينها «اللقاءات الشخصية لرئيسَي البلدين». ولاحظ بوتين أن «اللقاءات مع الرئيس الأميركي في ساحات القمم الدولية مفيدة»، مستدركاً انها «لا تتيح إيلاء اهتمام ضروري بالعلاقات الروسية -الأميركية». وشدد على أن القمم الثنائية مفيدة، لافتاً الى ضرورة أن «تسمح الظروف السياسية الداخلية الأميركية بذلك». وأكد أن موسكو مستعدة لـ «تطوير علاقاتها» مع واشنطن و «تعميقها وتطبيعها»، مستدركاً أن قراراتها لم تعجبه «كثيراً». وكان الرئيس الروسي قال الشهر الماضي إن القمة المقترحة مع ترامب غير مناسبة وتواجه مشكلات، فيما أعلن ترامب في آذار (مارس) الماضي أنه قد يلتقي بوتين قريباً. لكن العلاقات بين واشنطن وموسكو تدهورت نتيجة الحرب في سورية وتسميم الجاسوس الروسي المزدوج السابق سيرغي سكريبال وابنته في بريطانيا، وما تلاها من أزمة ديبلوماسية كبرى بين الغرب وروسيا. بوتين - بوروشينكو إلى ذلك، شدد بوتين في مكالمة هاتفية مع نظيره الأوكراني بيترو بوروشينكو، على ضرورة الإفراج فوراً عن صحافيين روس تحتجزهم كييف. وقال بيسكوف إن الاتصال الهاتفي بين الرئيسين ركّز على «الملفات الإنسانية، بما فيها تبادل المحتجزين، كما شدد بوتين على ضرورة الإفراج فوراً عن الصحافيين الروس المعتقلين في أوكرانيا». وأعلن «اتفاقاً على السماح للمفوضين في حقوق الإنسان عن الطرفين، بزيارة الروس المحتجزين في أوكرانيا، ونظرائهم الأوكرانيين في روسيا». وزاد أن الرئيسين ناقشا الوضع في جنوب شرقي أوكرانيا وسبل تنفيذ اتفاقات مينسك للسلام. وكانت السلطات الأوكرانية اعتقلت الروسي كيريل فيشينسكي، رئيس تحرير موقع «نوفوستي أوكرانيا»، في 15 أيار (مايو) الماضي قرب منزله في كييف، بتهمة «الخيانة العظمى» ودعم جمهوريتَي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين المعلنتين أحادياً في جنوب شرقي أوكرانيا. وتزامنت مكالمة الرئيسين مع الإعلان عن إرسال الولايات المتحدة 4 طائرات لتزويد قاذفاتها الإستراتيجية بوقود، إلى مطار مدينة لفيف غرب أوكرانيا، في إطار التعاون مع شركاء الحلف الأطلسي لضمان الأمن في شرق أوروبا.