قضايا ثقافية: أُمسية شعرية

  • 6/10/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

في واحدة من الغابات الخضراء اتفق الأسد مع اللبؤة في معية أشبالهما أن يعقدا أُمسية شعرية يدعوان إليها الشعراء من مختلف سكان هذه الغابة على أن يكون الحضور عامًا للجميع. وصلت أخبار الأمسية الشعرية إلى كل سكان الغابة ومنهم من رحَّب بالحضور وكثيرٌ منهم كانوا مرتبكين وخائفين وليس لديهم ثقة في صاحب الدعوة؛ لأنهم يشعرون بأنها خدعة قد تكلفهم حياتهم إن حضروا. بذل الأسد صاحب الدعوة واللبؤة وأشبالهما الكثير من الجهد في إعداد وترتيب المكان وخصصوا الأماكن الفخمة للمتميزين الضيوف والأماكن الأخرى لبعض المدعوين من كبار وصغار القوم واعتمدوا فترة استراحة يتناولون فيها الطعام والشراب ثم يعودون لإكمال الأمسية ومنعوا من حضور من لا يفقه في الشعر حتى لا يُضيِّعوا وقت الشعراء أو يقاطعونهم بالأسئلة المرهقة للعقل. وقبل ثلاثة أيام من انعقاد الأمسية الشعرية اطمأن الأسد واللبؤة إلى أن الأمسية ستكون حية وناجحة وتقدم للشعر كل ما يتطلع إليه من تقدم وازدهار. وقبل ساعة من بدء الأمسية تلقى الأسد كتاب اعتذار من الذئب لأسباب صحية حتى أن الأسد اقتنع بالعذر لكن اللبؤة شكَّت فيه، وبعد برهة جاء اعتذار آخر من الثعلب من دون أن يُبدي أي سبب وأخيرًا جاءت الصدمة الكبرى أن الغزالة السمينة هي الأخرى اعتذرت وسمعت الزرافة أن الشعراء اعتذروا فلم ترسل أي اعتذار وقررت أن تغادر الغابة الخضراء إلى مكان آخر. بقي النمر المرقط الذي كان على رأس الشعراء لم يعتذر وجاء برفقة نمر آخر ولكن ليس مرقطًا وصافح الأسد واللبؤة والأشبال وجلس في المكان المخصص له مع مرافقه. صعد الأسد ليتكلم وكانت بجانبه اللبؤة والأشبال وفي الوقت المحدد لبدء الأمسية الشعرية المتفق عليها، وشعر بالخجل الشديد أن الشعراء المدعوين قد اعتذروا وراح يقول كلامًا غزليًا وألفاظًا رومانسية واللبؤة تبكي والأشبال يصفقون لكن المكان كان خاويًا من الحضور فقدم النمر المرقط ومرافقه الاعتذار وغادرا وقدما أوراقهما الشعرية للأسد واللبؤة وأشبالهما. لم يشعر الأسد بالحزن ومسح الدموع التي ترقرقت من عينيه واحتضن اللبؤة وطلب من الأشبال أن يناموا. Sah.33883@hotmail.com

مشاركة :