تعقد مساء الأحد كل من السعودية والأردن والإمارات العربية المتحدة والكويت اجتماعا في مدينة مكة المكرمة، لبحث الأزمة الاقتصادية التي يمر بها الأردن وسبل تخطيها. ويعلق الأردن آمالا كبيرة على الاجتماع لتعهد الدول الخليجية تقديم حزمة مساعدات بمليارات الدولارات لمساعدته على مواجهة أزمة أدت إلى موجة احتجاجات عارمة في شوارع عمان. وصل العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني إلى السعودية حيث من المقرر أن يلتقي مساء الأحد قادة المملكة والإمارات العربية المتحدة والكويت لمناقشة الأزمة الاقتصادية التي تشهدها بلاده أملا في الحصول على مساعدة خليجية. وأدى الملك عبد الله بعيد وصوله إلى مطار جدة مناسك العمرة، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الرسمية السعودية التي نشرت صورا للعاهل الأردني وهو يرتدي ملابس الحجاج البيضاء فور وصوله الى المطار. وقال مسؤول لرويترز طالبا عدم ذكر اسمه إن الأردن يعلق آمالا على تعهد دول خليجية غنية بالنفط بقيادة السعودية بتقديم حزمة مساعدات بمليارات الدولارات لمساعدته على مواجهة أزمة اقتصادية أثارت موجة احتجاجات في الشوارع على خطط تقشفية. ويأمل المسؤولون بأن يوافق اجتماع السعودية على حزمة كبيرة تضاهي تمويلا سابقا بقيمة خمسة مليارات دولار خصصته دول الخليج للأردن في كانون الأول/ديسمبر 2011 لاحتواء احتجاجات مؤيدة للديمقراطية انتشرت في أرجاء المنطقة. وارتبطت الأموال بمشروعات تنمية ساهمت في تحفيز اقتصاد البلاد المعتمد على المساعدات. وأضاف المسؤول إن وديعة لتعزيز الاحتياطيات القائمة البالغة 11.5 مليار دولار والآخذة في التراجع، سيكون لها تأثير كبير في تخفيف الضغوط على الميزانية التي تعاني عجزا وتخص نفقاتها في الأساس لتغطية رواتب العاملين بالقطاع العام. وفي الماضي، كانت المعونة الأجنبية في بعض الأحيان تمول نحو نصف عجز الميزانية في البلاد. وقال مسؤول آخر إن قيام السعودية والكويت ودولة الإمارات بتمويل الطرق السريعة والمستشفيات والبنية التحتية المتقادمة كان له تأثير غير مباشر في تخفيف الضغوط عن الأردن بتقليص الحاجة إلى إنفاق رأسمالي كبير. ونزل آلاف الأردنيين المتضررين من ارتفاع الأسعار إلى الشوارع الأسبوع الماضي احتجاجا على سياسات الحكومة الاقتصادية التي يدعمها صندوق النقد الدولي. ودفعت تلك الاحتجاجات النادرة السلمية الملك عبد الله إلى إقالة الحكومة، وتعيين رئيس وزراء جديد كان أول تعهد قطعه على نفسه هو تجميد الزيادات الحادة في الضرائب. ونقل بيان أعلنه القصر الملكي عن الملك عبد الله قوله إن الرياض تقف إلى جانب الأردن في جميع الأحوال. ويقول دبلوماسيون غربيون إن الاحتجاجات أقلقت الدول الخليجية المحافظة التي تخشى من تداعيات على أمنها جراء عدم الاستقرار في الأردن، الحليف القوي للولايات المتحدة الذي يدعم منذ فترة طويلة مواقفها في السياسة الخارجية. ويقول مسؤولون إن الأزمة الاقتصادية تفاقمت مع انتهاء المعونة الخليجية وقلة الأموال الإضافية التي قدمها مانحون غربيون في السنوات القليلة الماضية للتكيف مع أعباء آلاف اللاجئين السوريين الذين تستضيفهم المملكة. وأضافوا أن الأزمة السورية تعني أيضا عدم قدرة الأردن على جذب فرص أعمال وتدفقات استثمارات أجنبية. وأظهرت أرقام من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية أن الدور الرئيسي الذي يلعبه الأردن في حماية الاستقرار الجيوسياسي بالشرق الأوسط يجعله بالفعل أحد أكثر البلدان تلقيا للمعونة الأجنبية من حيث نصيب الفرد في العالم. فرانس 24 / أ ف ب / رويترز نشرت في : 10/06/2018
مشاركة :