ماذا لو صامت الماكينات والآلات؟

  • 6/11/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يقول العقاد في كتابه "الإسلام دعوة عالمية" أن ما يجريه الخاطر من مستحدثات الحاضر هو اقتراح على الماكينات والآلآت بالصيام.يرى العقاد أننا إذا وضعنا الماكينات ولآلآت إزاء الخيل والجمال والبغال فيما تصنعه للإنسان وما يسخرها له من خيره وشره، فهى إذا صامت عن بعض ما تصنع ما في العصر الحديث فقد يجدى صيامها بعض الجدوى وقد ينجو الإنسان في المشرق والمغرب من شر كثير، وقد يكون صيامها نفسه هو توبة الندم التى يتبعها الغفران ولتصم ماكينات القذائف والنفاثات، ولتصم ماكينات الفضول والنوافل التى تزيد عن حاجة الإنسان ولا تغنيه عن حاجة إلا فتحت له أبواب حاجات وتابع العقاد: لتصم هذه الماكينات ولا تأكل نارا ولا دخانا بضعة أيام ولينظر الناس كيف يجربون على سبيل التجربة إذا صامت الماكينات!وتابع العقاد "وقيل إن الماكينت تضاعف صناعة الغذاء وتضاعف صناعة الكساء، وقيل إنها تضاعف صناعة السلاح وتضاعف البناء، وصح ما قالوا كثير، وصح ما قالوا أن جياع اليوم أكثر من جياع الأمس، وأن خوف العدوان في عصر السلاح والمضاعف والبناء المسلح أكبر من خوفه يوم لم يكن سلاح كسلاح العصر الحديث ولم يكن بناء مسند بالحجر والحديد فلماذا لا تصوم الماكينات؟ ولماذا لا تجرب صيامها ولو في بعض الأوقات؟".واستكمل: شهر في السنة على سبيل التجربة فإن طال الشهر على عبيد الماكينات فليكن الصيام الأول أسبوعا واحدا لا تدور فيه ماكينة ولا يعمل فيه بخار ولا كهرباء، ثم ننظر ما يكون، ولن يكون أكثر مما هو كائن ومما يخشى غدا أن يكون.ويبين العقاد: أن حكيما من حكماء الزمان قال: إننا لو أصبحنا ذات يوم وقد صغر الكون كله الى مقدار البندقة لما أدرك الناس فرقا بين ما كانوا وما صاروا اليه؛ لأن مقاييسهم تصغر كما صغروا ومسافاتهم تصغر كما تصغر المقاييس ومن كان يتعب حين يمشي ميلين فأنه سيتعب غدا حين يمشي مقدار شعرتين.

مشاركة :