ترامب وكيم في سنغافورة لعقد قمة تاريخية

  • 6/11/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

وصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى سنغافورة اليوم الأحد لحضور قمة تاريخية مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون قد تمهد الطريق لإنهاء مواجهة بين الخصمين القديمين وتغير شكل البلد الآسيوي الفقير المعزول.ووصل ترامب إلى قاعدة بايا ليبار الجوية في سنغافورة متطلعا للتوصل إلى اتفاق على نزع السلاح النووي مع أحد ألد خصوم الولايات المتحدة. وقدم ترامب من اجتماع شهد انقسامات في كندا مع بعض من أقرب حلفاء واشنطن، مما زاد من توتر العلاقات التجارية الدولية. وكان فيفيان بالاكريشنان وزير خارجية سنغافورة في استقبال ترامب لدى نزوله من الطائرة الرئاسية في مساء يوم استوائي رطب. ورد ترامب على سؤال من أحد الصحفيين عن شعوره إزاء القمة بالقول إنه "جيد للغاية" ثم استقل سيارة كانت في انتظاره لتقله إلى فندق في وسط سنغافورة. ووصل كيم إلى سنغافورة في وقت سابق اليوم.وستكتب صفحة جديدة في التاريخ عندما يلتقي ترامب وكيم يوم الثلاثاء في جزيرة سنتوسا قبالة ميناء سنغافورة والتي تضم استديوهات تصوير ومتنزها وشواطئ صناعية.فالعداء قائم بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية منذ الحرب الكورية التي دارت رحاها بين عامي 1950 و1953 ولم يسبق أن اجتمع رئيس أمريكي بزعيم كوري شمالي قط أو تحدثا حتى عبر الهاتف.ووصل كيم إلى مطار شانجي في سنغافورة التي تعتبر أبعد مكان يزوره منذ توليه الزعامة مرتديا سترته الداكنة المميزة. ولم يغادر كيم بلده إلا إلى الصين منذ توليه السلطة عام 2011.وكان في استقبال كيم وزير خارجية سنغافورة. ووصل في طائرة أعارتها له الصين، الحليف الوحيد الكبير لبلاده منذ عقود.وشمل الوفد المرافق لكيم مسؤولين كبار من بينهم ري يونج هو وزير خارجية كوريا الشمالية وكيم يونج تشول وهو مساعد مقرب من كيم لعب دورا في الدبلوماسية التي ستتوج بالقمة يوم الثلاثاء.وضم الوفد المرافق لترامب وزير الخارجية مايك بومبيو ومستشار الأمن القومي جون بولتون وكبير موظفي البيت الأبيض جون كيلي والمتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز.وأغضبت تصريحات بولتون الشهر الماضي كوريا الشمالية وكادت تخرج القمة عن مسارها. فقد دعا كوريا الشمالية لاتباع "النموذج الليبي" في المفاوضات. وتخلت ليبيا من جانب واحد عن برنامجها النووي عام 2003 لكن زعيمها معمر القذافي قتلعام 2011 على يد معارضين مدعومين من حلف شمال الأطلسي.وقال ترامب متحدثا في كندا أمس السبت إن أي اتفاق في القمة سيكون "وليد اللحظة" مسلطا الضوء على عدم اليقين الذي يكتنف نتيجة ما وصفها بأنها "مهمة سلام".وتحدث ترامب في بادئ الأمر عن إمكانية إبرام صفقة كبرى مع كوريا الشمالية تقضي بتخليها عن برنامجها للصواريخ النووية والذي تطور بسرعة حتى صار ينطوي على تهديد للولايات المتحدة.وعقب وصوله بفترة قصيرة، التقى زعيم كوريا الشمالية مع رئيس وزراء سنغافورة لي هسيين لونج قادما من فندق سانت ريجيس الذي يقيم فيه مرورا بحي التسوق بشارع أورتشاردالذي أغلقته السلطات حتى عبر موكبه وسط حراسة مشددة.وركض حراس شخصيون بجوار سيارته الفارهة.وفي ردهة الفندق وقف حراس أمن متجهمون من كوريا الشمالية محذرين باقي النزلاء من التقاط أي صور لدى مرور كيم وصولا إلى سيارته وهي من طراز مرسيدس. وعندما التقط نزيلان صورة لكيم اندفع مسؤول كوري شمالي إليهما طالبا فحص هاتفيهما.وقال هذا المسؤول لاحقا لرويترز طالبا عدم نشر اسمه "رأيتهم يلتقطون صورة لزعيمنا. كيف يجرؤون على ذلك؟ كان عليهما عدم فعل ذلك". وعلى مرأى من هذا المسؤول وموظفي الفندق حذف أحد النزلاء صوره. وفي أول تصريحات له منذ وصوله قال كيم إن التاريخ سيسجل الدور الذي لعبته سنغافورة إذا نجحت هذه القمة.وربما يكون كيم، الذي يرجح أن عمره 34 عاما، من أصغر رؤساء الدول في العالم، ومن غير المرجح فيما يبدو أن ينجح في كتابة التاريخ الذي فشل أبوه وجده، الزعيمان السابقان لكوريا الشمالية، في كتابته.لكن منذ توليه السلطة بعد وفاة والده، بدت شخصية الشاب كيم مزيجا من القسوة والنزعة العملية والكفاءة السياسية. وسيجلس كيم إلى مائدة أمام رئيس الولايات المتحدة وجها لوجه وسيلقى معاملة الند.وبالنسبة لترامب سيشكل له نجاح القمة نصرا على المستوى الدولي.ويجتمع الزعيمان في التاسعة من صباح الثلاثاء (0100 بتوقيت جرينتش) بفندق كابيلا في جزيرة سنتوسا، وهو مبنى شيد إبان حقبة الاستعمار البريطاني، حيث كان يتناول فيه أفراد سلاح المدفعية بالجيش البريطاني الطعام. وصار بعد تجديده منأغلى فنادق سنغافورة.

مشاركة :