في الهجرة النبوية.. تعرف على تفاصيل غزوة الخندق

  • 6/11/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

تواصل "سبق" نشر حلقات الهجرة النبوية الشريفة، حيث تتناول في هذه الحلقة غزوة الخندق (أو الأحزاب)، وتُعد من أعظم وأكبر غزوات الإسلام، وشارك فيها النبي -صلى الله عليه وسلم- مع صحابته الكرام في درء الأعداء ومكر الأحزاب المجتمعة ضد المسلمين. وقال المدير التنفيذي لمتحف دار المدينة المهندس حسان طاهر: "حدثت هذه الغزوة العظيمة بجوار جبل سلع حيث احتضن سفحه الغربي والشمالي المعسكر الإسلامي فأسند المسلمون ظهورهم إليه فكان بمثابة حماية طبيعية للمسلمين، وكما شاهدنا كيف كان جبل أحد من معالم غزوتها العظيمة، نجد هنا أيضًا أن جبل سلع كان ولا يزال شاهدًا على عظمة غزوة الخندق وما حصل فيها من أحداث". أسباب الغزوة ويتابع "طاهر": "في أوائل شهر شعبان من السنة الخامسة للهجرة، أي بعد مرور 4 أشهر من إجلاء يهود بني النضير من المدينة، قرر بنو النضير الانتقام من المسلمين، وذلك بشن حرب يشترك فيها أكبر عدد من القبائل، فجهزوا وفدًا بقيادة حيي بن أخطب لكسب تأييد القبائل ومشاركتهم في الحرب." وأردف: "استطاع حيي أن يجمع تأييد القبائل، وعلى رأسهم قريش ومشاركتهم في حربهم ضد المسلمين، وحددوا لذلك موعدًا لتجمعهم حول المدينة، وهو شهر شوال سنة خمسة من الهجرة." وأفاد طاهر بأن النبي -صلى الله عليه وسلم- علم بأمر اليهود وما يخططون له، فاجتمع مع سادات الأوس والخزرج، وطرح عليهم الأمر وطلب المشورة، فأشار سلمان الفارسي بحفر خندق في الجهة الشمالية من المدينة، وهي الجهة الوحيدة المفتوحة على المدينة، حيث تحيط المدينة من الجهات الثلاث الأخرى الحرات، والتي شكلت طوقًا أمنيًا حول المدينة لشدة وعورته". الاستعداد للغزوة وذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم وضع خطته الحربية بناء على اقتراح سلمان الفارسي ببقاء المسلمين في المدينة، وأن يكون خط دفاعهم الأول في الجهة الشمالية، والخندق من أمامهم، وجبل سلع من خلفهم، وأن ترفع النساء والأطفال والعجزة إلى داخل الحصون لحمايتهم من أي اعتداء، وخصوصًا من يهود بني قريظة على الرغم من وجود الحلف والعهد بينهم. وأضاف المدير التنفيذي لمتحف دار المدينة المنورة قائلاً: "شرع النبي صلى الله عليه وسلم، والمسلمون، بحفر الخندق، وكان طوله 5000 ذراع، وعمقه سبعة أذرع، وعرضه تسعة أذرع، ويمتد من طرف حرة واقم بجوار أطم الشيخين، إلى حصن المذاد على سند حرة الوبرة، وقد كلف النبي صلى الله عليه وسلم كل 10 من الصحابة بحفر 40 ذراعًا، وتم حفر الخندق في 6 أيام، وقبل وصول جيش الأحزاب". بدء الغزوة وقال "طاهر": "وصلت الأحزاب إلى المدينة بجيش قوامه عشرة آلاف مقاتل، كان جيش قريش وحده 4000 مقاتل و300 فرس و1500 بعير، وقد كان جيش المسلمين 3000 مقاتل." وأضاف: "تفاجأ المشركون بوجود الخندق، وهو الذي لم تعهده العرب من قبل؛ مما منع المشركين من الالتحام مباشرة مع المسلمين، عدا الرشق بالنبال والحجارة". وشدد المشركون الحصار، وتضافر على المسلمين الخوف والرعب والبرد والجوع، ولكنهم لم يهنوا ولم يضعفوا، معتمدين على الله -عز وجل-، ثم اشتد الكرب على المسلمين بعد نقض يهود قريظة العهد، واضطر المسلمون إلى توزيع قواهم، فاضطر النبي صلى الله عليه وسلم إلى إرسال فرقتين إلى المدينة لحراستها، وفي هذا الموقف ذهل المسلمون وزلزلوا زلزالاً شديدًا، فكانوا يقاتلون في خمس جبهات: "المشركين ويهود بني قريظة والخوف والجوع والبرد." نهاية الغزوة وأكد المهندس حسان أنه بعد أن اشتد الأمر على المسلمين وقف النبي صلى الله عليه وسلم فوق الصخرة المعروفة الآن بمسجد الفتح، ودعا الله -عز وجل- الاثنين والثلاثاء، واستجيب له يوم الأربعاء بين الصلاتين. وأفاد: "فبعث الله ريحًا هوجاء عاصفة قلبت خيامهم، وهدمت أبنيتهم، واعتمت الرؤيا لديهم فتفرق الأحزاب مهزومين هاربين، وفرج الله كربة المسلمين". ويختم "طاهر": "لقد كانت الأحزاب من أعظم وأكبر غزوات الإسلام، فقد اجتمعت فيها مجموعة من الظروف القاسية التي وضعت المسلمين على المحك، لكنهم كانوا عند حسن ظن النبي فيهم، وما زال موقعها شاهدًا حتى اليوم على أحداث عظيمة نستلهم منها الدروس، ويحظى بإقبال كبير من الزوار والسياح للمدينة بعد زيارتهم المسجد النبوي الشريف، في ظل العناية والاهتمام العظيمين من لدن حكومة خادم الحرمين للأماكن المقدسة والأماكن الإسلامية".

مشاركة :