أعلن «مجلس سوريا الديمقراطية»، الواجهة السياسية للفصائل الكردية والعربية في «قوات سوريا الديمقراطية» أمس، استعداده، للتفاوض «بلا شروط» مع دمشق، بعد نحو أسبوعين من تلويح الرئيس بشار الأسد باستخدام «القوة» لاستعادة مناطق واسعة في شمالي البلاد، فيما قتل 15 مدنياً على الأقل، جراء غارات نفذتها قوات النظام على محافظة إدلب في شمال غربي سوريا، رداً على هجوم شنته هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) على بلدتي كفريا والفوعة المواليتين لها، وفق ما ذكر المرصد السوري. ورحب المجلس في بيان بفتح دمشق «باب التفاوض» مؤكداً «الموافقة على الحوار بدون شروط» ونظره «بإيجابية إلى التصريحات التي تتوجه للقاء السوريين وفتح المجال لبدء صفحة جديدة، بعيداً عن لغة التهديد والوعيد». وقال عضو الهيئة الرئاسية للمجلس حكمت حبيب «قواتنا العسكرية والسياسية جادة لفتح باب الحوار. وعندما نقول إننا مستعدون للتفاوض، فلا توجد لدينا شروط» مسبقة. وأضاف «لا توجد سوى هاتين القوتين من أجل الجلوس على طاولة التفاوض وصياغة حل للأزمة السورية وفق دستور يتساوى فيه الجميع بالحقوق والواجبات». وأكد حبيب أن فريقه «ينظر لكل القوى الأجنبية» بما فيها التحالف على أنها «تدخلات خارجية». وقال «نتطلع خلال المرحلة المقبلة إلى خروج كل القوى العسكرية الموجودة في سوريا والعودة إلى الحوار السوري السوري من أجل حل الأزمة». ومطلع الشهر الحالي، زار وفد من معارضة الداخل المقربة من دمشق، في خطوة نادرة، محافظة الحسكة، حيث سلم القادة الأكراد دعوة للمشاركة في «مؤتمر حوار وطني» من المقرر عقده في دمشق. وقال مسؤول كردي فضّل عدم كشف اسمه حينها «هذه الزيارة بالطبع بالتشاور مع النظام السوري»، لافتاً إلى أن الوفد «يحاول لعب دور الوسيط بين الإدارة الذاتية والأحزاب الكردية من جهة والنظام السوري من جهة ثانية». من جهة أخرى، أحصى المرصد مقتل «15 مدنياً بينهم أربعة أطفال في غارات لقوات النظام على بلدات عدة» مجاورة لبلدتي الفوعة وكفريا في ريف إدلب الشمالي. وقتل تسعة من الضحايا وفق المرصد، في غارات استهدفت بلدة تفتناز، وأدت كذلك إلى خروج مشفى للأطفال قريب من الموقع المستهدف من الخدمة جراء تضرره. وأوضح مصدر في الدفاع المدني السوري خروج مستشفى الأطفال في بلدة تفتناز من الخدمة بشكل كامل بعد تعرضه لقصف جوي من طائرات النظام قتل خلاله ستة أشخاص بينهم ثلاثة أطفال وأصيب أكثر من 25 آخرين، لافتاً إلى أن فرق الدفاع المدني ما زالت تعمل على رفع الأنقاض جراء القصف. وطالت الغارات المستمرة بلدات عدة في إدلب، بينها بنش ورام حمدان فضلاً عن نقاط تمركز مقاتلي «تحرير الشام» عند خطوط التماس. وتنفذ قوات النظام هذه الغارات، وفق ما أوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن «رداً على هجوم نفذته هيئة تحرير الشام وفصائل متحالفة معها في وقت متأخر مساء السبت على بلدتي الفوعة وكفريا» المواليتين لقوات النظام. وإثر الهجوم، تمكنت هيئة تحرير الشام وحلفاؤها من «اقتحام البلدتين حيث تخوض مواجهات عنيفة، مستمرة ضد المسلحين المحليين»، وفق المرصد الذي أحصى مقتل ستة مقاتلين محليين مقابل ثلاثة من الفصائل المهاجمة. وقال عبد الرحمن إن هذا الهجوم «هو الأعنف على البلدتين منذ نحو ثلاث سنوات». (وكالات)
مشاركة :