على الرغم من ادعاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان علنًا معارضته للسياسات الإسرائيلية ومساندة حقوق الشعب الفلسطيني، مستخدمًا الخطب الرنانة والشعارات الزائفة واللعب بالكلام ومحاولة الظهور بمظهر المعادي لإسرائيل، واصفًا الدولة الإسرائيلية بالدولة الإرهابية، يقوم نظامه بإبرام الصفقات سرًّا مع الجانب الإسرائيلي؛ أملًا في الحصول على أكبر قدر من المكاسب. هذه الحقيقة كشفها موقع "إسرائيل بالعربي" الإسرائيلي في تقرير رصد فيه قيام الرئيس التركي بانتقاد إسرائيل علنًا؛ لكسب شعبية زائفة لدى العامة من خلال ادعائه البطولة، في الوقت الذي تقوم فيه الشركات التركية بإبرام الصفقات التجارية ليل نهار مع نظيراتها في إسرائيل؛ لتحقيق مكاسب مالية وتجارية. وضرب تقرير الموقع الإسرائيلي مثلًا بقيام شركة "أناضولو إيسوزو" التركية، وهى مشروع مشترك لصناعة السيارات بين مجموعة الأناضول التركية وشركة إيسوزو اليابانية، بإبرام اتفاق مع شركة "ونيفرزال تروكس إسرائيل" لتوريد حافلات للجانب الإسرائيلي. وقال الموقع إن قيمة الصفقة تبلغ 18.6 مليون يورو، وأنه سيتم توريد الحافلات خلال عام 2018، وينتهي توريدها بحلول عام 2019. وكان أردوغان قد ألمح الشهر الماضي إلى نيته حظر استيراد بعض السلع الإسرائيلية؛ بسبب قيام الجيش الإسرائيلي بقتل عشرات الفلسطينيين على الحدود مع قطاع غزة، إلا أنه لم ينفذ تهديده، ما يشير إلى أن هذا التلميح هدف فقط إلى كسب بعض الشعبية، استعدادًا لخوض معركة إعادة انتخابه في الرابع والعشرين من الشهر الحالي. وكان وزير الاستخبارات والمواصلات الإسرائيلي يسرائيل كاتس، قد صرح بأن أردوغان يتعامل بازدواجية مع إسرائيل، فهو يتحدث عنها علنًا بعدائية، لكن في المقابل فإن العلاقات التجارية الوطيدة بين أردوغان وإسرائيل التي تقدر بمبالغ خيالية، وأن حجم التبادل التجاري ونقل البضائع عبر حيفا، ازداد كثيرًا حتى قبل عودة العلاقات بعد أزمة مرمرة. وفيما انتقد الرئيس التركي قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، كشفت وسائل إعلام عن وثيقة رسمية وقعتها الحكومتان التركية والإسرائيلية لتطبيع العلاقات بين الجانبين، في أعقاب الأزمة التي نشبت بينهما على خلفية سفينة مرمرة في 2009، وقد جاء في نص الوثيقة: "تركيا وعاصمتها أنقرة، وإسرائيل وعاصمتها القدس"، ما يعني اعترافًا رسميًا من أردوغان بأن القدس عاصمة لإسرائيل، وقد تم التوقيع علي هذه الاتفاقية في كل من أنقرة والقدس في يونيو 2016، وذلك على الرغم من أن تل أبيب كانت وقتها هي عاصمة إسرائيل وليس القدس.
مشاركة :