عدن (اليمن) - كشفت مصادر محلية في محافظة تعز اليمنية عن وجود دوافع سياسية وراء مقتل العميد رضوان العديني قائد لواء العُصبة الذي لقي مصرعه السبت في كمين نصب له في أحد أحياء مركز المحافظة. وجاء مقتل العديني في أعقاب حملة إعلامية شرسة من قبل وسائل إعلام وناشطين تابعين لجماعة الإخوان المسلمين، اتهموه فيها بالإرهاب تارة، وبالعمالة للخارج تارة أخرى. وفيما تسابقت المنطقة العسكرية الرابعة وفصائل المقاومة وألوية ووحدات الجيش الوطني في تعز، إضافة إلى الأحزاب والتيارات السياسية لنعي العديني والإشادة بدوره في مقاومة الحوثيين والمشاركة في تأسيس الجيش الوطني في تعز، سعى ناشطون من حزب الإصلاح لتوجيه أصابع الاتهام إلى كتائب أبوالعباس التابعة للواء 35 مدرع بالوقوف خلف مقتل الضابط. واعتبرت مصادر خاصة لـ”العرب” أن توجيه التهمة إلى فصيل آخر لا يحظى برضى واستحسان جماعة الإخوان في المدينة مؤشر على وجود دوافع خاصة خلف الحادثة من خلال توظفيها سياسيا، خصوصا وقد سبقت عملية الاغتيال حملة تحريض وتشويه واسعة بحق العديني الذي عرف برفضه الصريح لهيمنة الإخوان على قيادة الجيش الوطني في تعز، وانتقاده لأدائهم العسكري والسياسي. ولفتت المصادر إلى أن تصفية قائد لواء العصبة ترافقت مع حملة إعلامية وسياسية شرسة طالت كل القيادات العسكرية غير الموالية لحزب الإصلاح في محافظة تعز، ومحاولات تفكيك اللواء 35 مدرع بقيادة اللواء عدنان الحمادي، وهو ما دفع قيادة المنطقة العسكرية الرابعة التي تقع محافظة تعز في نطاق اختصاصها، إلى فصل اللواء المذكور ماليا وإداريا عن محور تعز الذي يهيمن عليه حزب الإصلاح. واتهم العديني في حوار صحافي قبيل مقتله بأيام قيادة محور تعز بإعاقة تحرير باقي المحافظة وتعطيل دمج فصائل المقاومة في الجيش الوطني. وحذّرت المصادر من أن يكون اغتيال العديني مقدمة لسلسلة من الاغتيالات قد تطال قيادات عسكرية وأمنية مناوئة لهيمنة الإخوان على المحافظة الاستراتيجية. وأشارت المصادر إلى أن حديث بعض الناشطين المحسوبين على جماعة الإخوان عن تحضير الحوثيين لتصفية العميد طارق صالح، بحسب ما كتب أحد موجهي إخوان اليمن على مواقع التواصل الاجتماعي، يندرج في إطار محاولات خلط الأوراق في المرحلة المقبلة عبر اللجوء إلى سياسة الاغتيالات.
مشاركة :