تتابعت أنباء هطول الأمطار على مختلف مناطق المملكة - والحمد لله - في الوقت المناسب هذا العام، ومع أن هطول الأمطار يحمل بشائر الخير وجودة الموسم الزراعي، وزيادة المخزون المائي الاستراتيجي في السدود أو في باطن الأرض، كما أنه يحمل بشائر الفرح للكبار والصغار؛ إلاّ أنه كذلك يدق جرس الإنذار لتلافي ما سبق حصوله من أخطار على الأرواح والممتلكات في أكثر من منطقة خلال السنوات الماضية، وعلى عادة ولاة الأمر بالاهتمام بكل ما من شأنه المحافظة على أرواح المواطنين والمقيمين أولاً وقبل كل شيء، وتجنب الأضرار التي يمكن أن تحدث في الطرق والمباني والسيارات والبنى التحتية للخدمات بشكل عام، فقد وجه صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية الجهات المعنية باتخاذ الاحتياطات والاستعدادات اللازمة لمواجهة الأضرار التي قد تحدث مع هطول الأمطار – لا سمح الله -. وقد أكد سموه على هذه الجهات في المحافظات والمدن والبادية بالاستعداد المبكر وتكليف فرق ميدانية وآليات حديثة للعمل على مدار الساعة طيلة فترات هطول الأمطار، والوقوف على احتياجات الطرق والشوارع الرئيسة والفرعية إضافةً إلى الميادين وغيرها من المنشآت الحيوية. ومع بداية هذا الموسم أذكر أنني تناولت قبل عامين ما يحدث من سلبيات أثناء هطول الأمطار، مذكراً بأهمية حماية اللوحات الكهربائية والمحولات على وجه الخصوص من تدفق مياه الأمطار، لما يمكن أن يتسبب به ذلك من حدوث التماسات كهربائية وحرائق وانقطاع التيار، وتضرر شبكات الكهرباء خاصةً في المنازل والأحياء القديمة التي تتجمع في بعض شوارعها وحاراتها مياه الأمطار، وفي المناطق المنخفضة منها على وجه الخصوص وقد أدى ذلك في حوادث سابقة إلى تعرض حياة المواطنين وخاصةً الأطفال إلى خطر الإصابة بل والموت أحياناً. فإذا أضفنا إلى ذلك ما سبق أن شهده فصل الشتاء في السنوات الماضية وهطول الأمطار من فيضانات، وسيول في بعض مدن المملكة كشفت عن المستور من تدني كفاءة شبكات تصريف مياه الأمطار، وخاصةً في الأنفاق والجسور وغيرها أو عدم وجودها أصلا؛ فإن ذلك يؤكد حرص سموه الكريم على وجوب اتخاذ كل ما يمكن من الإجراءات الوقائية والاستعدادات للمحافظة على أرواح المواطنين والمقيمين وممتلكاتهم وتجنب الخسائر البشرية والمادية، وأن تؤخذ بعين الاعتبار الأخطار والأخطاء السابقة أينما كانت؛ لأن فيها عبرا وفوائد يمكن أن تزيد في كفاءة الإجراءات المتخذة وفعاليتها ونجاعتها. صحيح أن لدى المسؤولين جميعاً النوايا الصادقة والإرادة والرغبة في بذل أقصى جهد ممكن، وأن الجهات ذات العلاقة في الدفاع المدني وأمانة المنطقة والبلديات وشركة الكهرباء ومصلحة المياه وقوى الأمن والمرور وسائر الجهات ذات العلاقة على استعداد لبذل أقصى جهد ممكن، لا سيما أن الدولة قد زودت هذه الجهات بما يلزم من المعدات والآليات والقوى البشرية المدربة، ويبقى أن تكون لدى الجميع خطط عملية مدروسة توزع الأدوار بشكل جيد وتنسيق يتلافى أي ثغره يمكن أن تتسبب – لا سمح الله - في حدوث مفاجآت لم يحسب حسابها، وإذا كان حصول الخطأ في المواسم السابقة أمراً ممكن الحدوث في أي مكان، فإن من المهم والضروري ألا يتكرر حصول نفس الخطأ وأن تكون العبر والتجارب المستفادة عوناً بعد عون الله تعالى في تحقيق رؤية القيادة واهتمامها بحماية المواطنين من كل ما يهدد حياتهم ودفع كل أذى عنهم. والله نسأل أن يجزل الأجر لكل عامل بجد وإخلاص في كل ميادين العمل والخير والبناء.
مشاركة :